شدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على أهمية الاستعانة بالمساجد ونظام التعليم ووسائل الإعلام من أجل تعزيز إعادة البناء الوطني وتكريس المصالحة الوطنية، وأكد أن بلوغ هذا الهدف سيساهم في تقوية الوحدة الوطنية وفي تحسين صورة الإسلام في العالم. وذكر الرئيس بوتفليقة خلال الجلسة التقييمية المخصصة لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف بالجهود التي تبذلها الدولة من أجل ترقية مبادئ الإسلام وقيمه في المجتمع الجزائري، ولمواصلة هذه الجهود أمر الحكومة بالمواظبة على تعبئة الطاقات الوطنية لتحقيق هذا الهدف وذلك بالاعتماد على المؤسسات الدينية مثل المساجد والمؤسسات التعليمية ومراكز البحث ووسائل الإعلام. وقدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بو عبد الله غلام الله بالمناسبة نظرة شاملة للعمل الذي تشرف على تنفيذه دائرته الوزارية وبالأخص ذلك البرنامج الرامي إلى حماية المرجعية الدينية الوطنية من الأفكار الدخيلة والغريبة عن المجتمع الجزائري. في إطار جلسات الاستماع السنوية التي يعقدها للاطلاع على مختلف النشاطات الوزارية ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يوم 6 سبتمبر 2010 اجتماعا تقييميا لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف. وبهذه المناسبة قدم السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف عرضا حول مدى تقدم المشاريع والأعمال التنموية ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنمية وكذا الجهود الرامية إلى المحافظة على قيم الإسلام وترقيتها بالنظر إلى المكانة الرائدة التي يحتلها المسجد في المجتمع ودوره الإشعاعي على الصعيد الوطني في مجال التوجيه والإرشاد ومن حيث هو مركز إشعاع ووحدة وانسجام في إطار مهمته الدينية يجب عليه أن يواصل الجهد المبذول لتكوين الأئمة بهدف ترقية خطاب ديني يساهم في تعزيز الحس الديني السليم وتنمية مشاعر الأخوة والتسامح وترقية ثقافة المواطنة. ومن جهة أخرى فقد باشر القطاع جملة من الأعمال تهدف إلى: - تكريس أسس المرجعية الدينية الوطنية وتأمين المجتمع من الأفكار التي تهدد وحدته وذلك برفع مستوى الوعي الوطني الديني والتكفل الروحي بأبناء المجتمع. - تشجيع النشاط النسوي في مجال الإرشاد الديني والتعليم القرآني على مستوى المساجد والمدارس القرآنية. - ترميم المعالم الدينية والمساجد الأثرية وصيانتها. - دعم الزوايا العاملة لتمكينها من مواصلة مهمتها المتمثلة في التربية الدينية وتعليم القرآن. - تسهيل استفادة الباحثين الشباب من العلوم الإسلامية والتربية الدينية الأصيلة. - دعم وتأطير المساجد لفائدة أفراد الجالية الوطنية في الخارج من خلال تعيين أئمة ومرشدات ومرافقة نشاط الجمعيات الدينية القائمة على هذه المساجد. إن الاهتمام الذي يحظى به المواطنون في الخارج جاء استجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية بشأن ''جمع أعضاء الجالية عبر المساجد للمحافظة على الهوية الوطنية وإقامة روابط متينة بين أعضاء الجالية المهاجرة وبينها وبين أصولها عن طريق تعلم اللغة الوطنية والتاريخ الوطني وقيم الإسلام''. وفيما يخص الأوقاف باشر القطاع الأعمال التالية: - إعداد بطاقية وطنية للأوقاف في الجزائر. - الأخذ في التسوية القانونية للنزاعات المرتبطة بالأوقاف. - إطلاق ومواصلة مشاريع استثمارية في مجال الأوقاف تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وشهدت مداخيل صندوق الزكاة تحسنا محسوسا يفرض عليه الاستمرار في تحسين تجاوبه مع كل من المزكين ومستحقي الزكاة. وشكل التحضير لموسم الحج موضوع عمل جماعي ينفذه الديوان الوطني للحج والعمرة من خلال تطبيق القرارات والإجراءات الرامية إلى تحسين خدمات بعثة الحج لاسيما في مجال الإرشاد الديني ومرافقة الحجاج لتمكينهم من أداء مناسك الحج على الوجه الشرعي المطلوب وفي ظروف حسنة. وبعد أن ذكر رئيس الدولة بالجهود المبذولة من أجل ترقية مبادئ الإسلام وقيمه في المجتمع الجزائري أمر الحكومة ''بالمواظبة على تعبئة الطاقات الوطنية من خلال المساجد ونظام التعليم والبحث ووسائل الإعلام قصد تعزيز إعادة البناء الوطني وتكريس المصالحة الوطنية وتمكين الشعب الجزائري من أن يعزز وحدته ويواصل إسهامه القيم في تحسين صورة الإسلام في العالم''.