جدد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد بوجمعة هيشور، بمناسبة افتتاحه صالون "هاي تيك"، بقصر المعارض عزم الجزائر على الجعل من قطار تكنولوجيات الإعلام والاتصال أحسن وسيلة للوصول إلى ماهي عليه الأمم التي سبقتها، مشيرا إلى تقدمها بخطوات تدريجية نحو مجتمع المعلوماتية، من خلال البرامج والمشاريع التكنولوجيا الكبرى التي فتحتها لصالح مستقبل واعد وصاعد في الثقافة الرقمية· وذكر السيد هيشور، الذي أشرف على هامش الصالون على الجلسة الافتتاحية للندوة العلمية حول موضوع "الأمية الرقمية"، جملة هذه المشاريع الكبرى، التي باشرتها الدولة، بفضل برنامج الإصلاحات الذي جاء به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وشرع في تطبيقه بداية من سنة 2000، فتطرق إلى الانفتاح الذي عرفه قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية الذي حقق انتعاشا وتطورا مذهلين، سيما بعد منح رخصة الاستغلال للمتعاملين الخواص في خدمات الهاتف المحمول والثابت وفتح المجال للمنافسة· وأشار الوزير إلى أن الجزائر بصدد بناء مشروع الحكومة الإلكترونية، الذي يشمل وضع شبكات ربط مابين المؤسسات وما بين الوزارات، يكون بمثابة البوابة الرقمية الحكومية التي ستسمح بالتواصل مع الهيئات العمومية، باستعمال الوسائل التكنولوجيا المتطورة· وقد كشف الرئيس المدير العام لشركة اتصالات الجزائر السيد سليمان خير الدين أن مستوى تقدم هذا المشروع بلغ 80 بالمائة، حيث تم ربط 12000 موقع خاص بمؤسسات وهيئات عمومية بهذه الشبكة المعلوماتية الداخلية، ومن بين الوزارات التي دخلت في المشروع إلى حد الآن وزارات العدل، الداخلية والجماعات المحلية، الصحة، التعليم العالي وغيرها· كما تعمل الدولة في إطار مسعى تقليص الفجوة الرقمية على تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في المجتمع، وذلك عبر برنامج حاسوب لكل أسرة أو "أسرتك" الذي استفاد مؤخرا من الإجراء الخاص بتخفيض الرسم على القيمة المضافة من 17 إلى 7 بالمائة، مع سعي الوزارة الوصية والمؤسسات المعنية إلى تخفيض أسعار خدمات الأنترنت إلى أدنى حد· من جانب آخر كشف السيد هيشور، أن وزارته تعمل مع وزارة العدل على ضبط إطار تشريعي خاص بمكافحة الجرائم المعلوماتية، مشيرا إلى أن مجموعة من القضاة استفادت في هذا الإطار من تكوين خاص بفرنسا كما كشف عن مشروع نموذجي للمدرسة الإلكترونية سيتم تطبيقه على 4 مؤسسات تعليمية في البداية، وذلك بالشراكة مع برنامج "ميدا 2 "، وبالموازاة مع تجسيد برنامج البلدية المحلية الذي يهدف هو الآخر إلى خلق تواصل مستمر بين المواطن والجماعات المحلية بواسطة الوسائل التكنولوجية الحديثة، وكذا مشروع ربط أكثر من 1600 منطقة معزولة بالشبكة المعلوماتية، لإدخالها في فضاء المجتمع المعلوماتي· وإلى هذه المشاريع تضاف مشاريع أخرى لم يفوت الوزير الفرصة لذكرها ومن أبرزها، مشروع نظام الدفع بالجملة الذي تعمل وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال على تجسيده بالتعاون مع وزارة المالية، ويشمل المشروع وضع شبكة مرنة لاستيعاب عمليات الدفع الإلكتروني، سواء لدى البنوك أو لدى "بريد الجزائر" الذي وزع إلى حد الآن 3 ملايين بطاقة دفع على مشتركيه، وينتظر أن يصل العدد إلى 4 ملايين بطاقة موزعة مع نهاية العام، علاوة على مشروع الحظيرة المعلوماتية لسيدي عبد الله الذي تعرف أشغال مختلف مرافقها، تطورا ملحوظا، حسبما بينته الشروحات التي قدمت للوزير على مستوى جناح الوكالة الوطنية لترقية الحظائر التكنولوجية وتطويرها المقام في الصالون، فقد تبين بأن الأشغال الكبرى الخاصة بكل مرافق الحظيرة التي تشمل مركز أعمال وفندق للمؤسسات والبرج الذكي ومبنى المحلات، تم استكمالها ولم يبق منها سوى أشغال التتمة والرتوشات الأخيرة لتسليمها، في حين تم مؤخرا استلام مقر الوكالة بالحظيرة· وقد طاف الوزير عبر أجنحة صالون "هاي تيك" الذي يشارك فيه 22 عارضا ويستمر إلى غاية 20 أكتوبر الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، واطلع على جديد المؤسسات العاملة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، على غرار متعاملي الهاتف المحمول الذي غاب منهم المتعامل "نجمة" بينما فضل "جازي" الدخول في التظاهرة بشعار تكنولوجيا ال"بلاكبيري" ودخل "موبيليس" بشعار ال"جيل الثالث وأكثر" · أما بالنسبة ل"إتصالات الجزائر"، فإن رهانها خلال هذا الموعد الإعلامي والاقتصادي، هو تعميم استعمال الشبكات المعلوماتية المتطورة ال"واي في" وال"واي ماكس"، مع الإشارة إلى أن هذه المؤسسة العمومية تجري حاليا مفاوضات مع مؤسسة "جي· في· سي" الكورية من أجل إنشاء مؤسسة مشتركة تتخصص في خدمة ال"واي ماكس" داخل حظيرة سيدي عبد الله. ولدى استعراضه لمشروع خط الألياف البصرية الممتد من الجزائر إلى أبوجا على مسافة 4300 كلم، دعا السيد هيشور، مسؤولي "اتصالات الجزائر" المكلفة بمتابعة المشروع إلى مباشرة الشطر الخاص بالجزائر والبالغ 2700 كلم ممتدة عبر التراب الوطني، حتى وإن تأخرت كل من النيجر ونيجيريا في تجسيد حصتيهما، مؤكدا بأن هذا المشروع الاستراتيجي يدخل في إطار روح "النيباد" الذي يسهر رئيس الجمهورية، شخصيا على تنفيذ برامجها·