أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد بوجمعة هيشور، أن مشروع الحكومة الإلكترونية يشهد تقدما تدريجيا، حيث بلغت الدراسات مستوى 80 بالمائة، مشيرا من جانب آخر إلى أن التغييرات الأخيرة التي أجراها على رأس مؤسسة اتصالات الجزائر وفروعها يعد عملية عادية تندرج في سياق مطابقة تلك المؤسسات مع استراتيجية تطوير القطاع· وأبرز السيد هيشور خلال استضافته أول أمس، في منتدى التلفزيون، استعداد الجزائر لتطبيق الحكم الإلكتروني الرامي إلى إنشاء بوابة إلكترونية تربط مؤسسات الدولة بالمواطن، مشيرا إلى أن هذه العملية تتقدم تدريجيا وبثبات، مبرزا بالمناسبة التقدم الجيد الذي تشهده عملية "أسرتك" الرامية إلى تزويد كل عائلة جزائرية بحاسوب مطلع سنة 2010، وكذا مشروع إنجاز الحظيرة المعلوماتية بسيدي عبدالله لفائدة كل المتعاملين الوطنيين والأجانب· وبخصوص فتح رأسمال اتصالات الجزائر المبرمج في إطار إصلاحات القطاع، أشار الوزير إلى أن المشروع لا يزال قائما، موضحا بأن الأمر لا يتعلق بخوصصة المجمع وإنما بعملية فتح رأسمال تسمح له، بالاستفادة من تجربة كبريات الشركات العالمية في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال مع تمكينه من الحصول على صفقات في الخارج سيما في إفريقيا· وذكر في هذا الصدد بأن رئيس الحكومة طلب من الوزارة منذ شهرين ونصف مراجعة هذا الملف، مع أخذ التطورات الحاصلة على الصعيد العالمي بعين الاعتبار، مضيفا بأنه في كل الحالات ستحتفظ الجزائر بأكبر نسبة من رأسمال اتصالات الجزائر· وحول التغييرات التي أحدثها مؤخرا على رأس مجمع اتصالات الجزائر وفرعيها للهاتف النقال "موبيليس" ولخدمات الأنترنت "جواب"، أكد السيد هيشور أن الأمر يتعلق بعملية عادية الهدف منها هو إعطاء دفع لهذه المؤسسات ومطابقتها مع استراتيجية تطوير القطاع· وبعد أن أبرز الخطوات العملاقة التي أحرزتها الجزائر في مجال الهاتف، تطرق الوزير إلى المشاريع الكبرى التي يعمل القطاع على تجسيدها خلال السنة الجارية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن إطلاق الجيل الثالث من الهاتف النقال سيتم بعد تسلم الوزارة في شهر فيفري المقبل، تقريرا حول مخطط العملية من مكتب الدراسات الفرنسي المكلف بالملف، حيث سيتم حينها النظر في إمكانية منح رخصة استغلال لمتعامل جديد للهاتف أو الاكتفاء بالمتعاملين الثلاث الموجودين حاليا في سوق الهاتف النقال· وعن برنامج الوزارة المندرج في سياق تعميم الإنترنت عبر الوطن أعلن السيد هيشور أن كافة بلديات الوطن ستزود بشبكة فائقة السرعة قبل نهاية الفصل الأول من السنة الجارية· وبعد أن نوّه بالتقدم الذي أحرزته مؤسسة "بريد الجزائر" في مجال الخدمات والتسيير، أوضح المتحدث أن مشكل نقص السيولة المالية المسجل أحيانا بمكاتب البريد، متصل بعملية تموين هذه المكاتب من قبل بنك الجزائر، مؤكدا في المقابل أن الندرة المسجلة أحيانا في الصكوك البريدية، تدخل في سياق عملية تشجيع المواطن على استعمال بطاقة السحب الإلكتروني والموزعات الآلية الموضوعة تحت تصرفه· ولدى تطرقه إلى الاختلاسات بقطاع البريد، أشار وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إلى أن هذه الأخيرة، انخفضت بشكل كبير مقارنة بالفترة التي سبقت الإصلاحات حيث أصبحت نسبتها لا تتجاوز 0,000013 بالمائة، وذلك راجع بالأساس إلى تكثيف إجراءات المراقبة للحد من هذه الظاهرة، حيث إرتفع عدد المراقبين من 70 مراقبا سنة 1999 إلى 400 مراقب سنة 2007 · أما فيما يتعلق بمكافحة الجريمة المعلوماتية، ذكر السيد هيشور، أنه بالإضافة إلى القواعد التنظيمية التي تسهر سلطة الضبط على تطبيقها، سيما من خلال إلزام كافة متعاملي الهاتف النقال بتسجيل معطيات أصحاب شرائح تشغيل الهاتف، يتم حاليا بالتعاون مع وزارة العدل التحضير لإطار تشريعي يخص مكافحة هذه مختلف أشكال الجريمة الإلكترونية.