تطالب أزيد من 200 عائلة من قاطني البيوت الهشة أو ما يعرف بالأحواش على مستوى بلدية باب الزوار بتدخل مصالح ولاية الجزائر والجهات الوصية قصد تسوية وضعية سكناتهم التي تعود إلى الفترة الاستعمارية وهذا بكل من حي تريبو، السيقنة وسيدي امحمد، بالإضافة إلى العديد من المواقع، حيث تنتظر هذه العائلات حل مشكلها إداريا لإعادة بناء مساكنها (وهو غير ممكن حاليا) أو بترحيلها إلى سكنات اجتماعية لائقة. وتندرج مطالب هذه الفئة من سكان بلدية باب الزوار في إطار جهود الدولة الرامية إلى القضاء على السكنات القصديرية والهشة على المستوى الوطني وبالعاصة على وجه التحديد والتي شرعت منذ بداية السنة الجارية في تطهير البلديات من هذا النوع من العمران بعمليات ترحيل متسلسلة شملت العديد من المواقع وأخرى ستشملها قريبا. وفي هذا الإطار أحصت بلدية باب الزوار 630 بناية فوضوية وهشة بإقليمها عبر 23 موقعا وفقا لإحصائيات سنة 2007 ، حيث تم التخلص نهائيا من حي الجزيرة القصديري خلال السداسي الأول من السنة الجارية بعد ترحيل قاطنيه المستحقين إلى سكنات لائقة، في حين لا تزال وضعية سكان الأحواش أو البيوت الهشة تراوح مكانها، حيث تضم البلدية نحو 275 سكنا هشا موزعة عبر مواقع مختلفة أبرزها حي تريبو، سيدي امحمد والسيقنة حسب ما أكده مصدر من المجلس الشعبي البلدي في تصريحه ل''المساء'' والذي أوضح لنا في هذا السياق أن تسوية وضعية هذه العائلات تقع على عاتق السلطات الولائية ومصالح المقاطعة الإدارية للدار البيضاء، سواء بحل هذا الانشغال إداريا بتوثيق سكناتهم والمساحات التي يشغلونها قصد السماح لهم بإعادة بناء سكناتهم بالاستفادة من برامج الدولة في السكن أو من خلال الاستفادة من سكنات اجتماعية لائقة بحسب الحاجة إلى الأوعية العقارية التي يمكن الاستفادة منها في مشاريع تنموية بالمنطقة ذات منفعة عامة وهو ما استفادت منه البلدية سابقا في إنجاز محول الطريق السريع بالقرب من حي 08 ماي 1945 وهو ما سمح بترحيل 26 عائلة آنذاك. كما استعرض سكان الأحواش بكل من حي تريبو وسيدي امحمد في حديثهم ل''المساء'' معاناتهم من الوضعية التي آلت إليها سكناتهم التي تعود الى العهد الاستعماري خاصة وفي ظل عدم حصولهم على وثائق إدارية تثبت ملكيتهم النهائية لها قانونيا وهو ما عرقل إعادة بناء وتجديد مساكنهم ، حيث اقتصر اجتهادهم على عمليات ترميم جزئية فقط، حيث يطالب هؤلاء بتدخل الجهات المعنية وعلى رأسها ولاية الجزائر لحل هذا الانشغال بشكل نهائي سواء بتسوية وضعيتهم الإدارية أو منحهم سكنات اجتماعية في إطار القضاء على السكنات الهشة. وتجدر الإشارة إلى نوع آخر من البيوت الفوضوية التي تميز بلدية باب الزوار وهم سكان الأقبية الذين يصل عددهم إلى نحو 400 عائلة تقطن بعمارات حي الصومام، سوريكال وغيرها من التجمعات السكنية أين تعيش هذه العائلات ظروفا صعبة صيفا وشتاء، في ظل هذه الظروف رغم ايداعها الملفات الاستفادة من السكنات الاجتماعية والتساهمية منذ سنوات طويلة حسب ما أكده البعض من تحدثنا إليهم، وهو الواقع الذي لا يختلف عن باقي طلبات السكن المودعة على مستوى مصالح بلدية باب الزوار ومقاطعة الدارالبيضاء، حيث تشير مصادر مطلعة إلى وجود ما يقارب 5200 طلب على السكن بمختلف أشكاله الاجتماعية، التساهمية والترقوية. وبالمقابل استفادت بلدية باب الزوار من 412 سكنا تساهميا ضمن المخطط الخماسي الماضي حيث توزعت هذه السكنات بكل من السحاولة ب250 مسكنا، بلدية برج البحري ب70 مسكنا، وهذا خارج إقليم البلدية في حين تمت الاستفادة من 30 سكنا بباب الزوار، وهو ما يجعل أمر الاستفادة من برامج إضافية ونوعية تدعمها الدولة لتشجيع المواطنين على اقتناء السكنات بمختلف الصيغ أمرا ملحا ببلدية باب الزوار التي وصل عدد سكانها زهاء 100 ألف نسمة.