تنتظر العائلات المقيمة بالسكنات الفوضوية والهشة على مستوى بلدية باب الزوار، الاستفادة من عملية الترحيل او تسوية وضعيتها في اطار جهود الدولة في القضاء على هذا النوع من العمران وطنيا وبالعاصمة على وجه التحديد، حيث تعيش هذه العائلات ظروفا مزرية بكل من موقع الجزيرة بحي الجرف الذي يضم المئات من البيوت القصديرية، بالإضافة الى العديد من المواقع التي تنتشر فيها السكنات الهشة التي يعود تاريخها الى فترة ما بعد الاستقلال. ويعد حي الجزيرة الفوضوي من بين البؤر القصديرية المعروفة على المستوى الوطني، أين يقيم سكانه في ظروف معيشية أقل ما يقال عنها أنها تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، بفعل هشاشة بيوته التي اصبحت مرتعا للأمراض والأوبئة كونها لا تقي من برد الشتاء وحرارة الصيف، ناهيك عن الربط العشوائي للكهرباء والماء مع غياب قنوات الصرف الصحي فيه، وهذا منذ بداية التسعينيات التي عرفت فيها الجزائر ظروفا أمنية واقتصادية صعبة، بالموازاة مع اسباب اجتماعية متعددة من بينها ازمة السكن، وهو ما دفع العائلات المقيمة بهذا الموقع الى استغلال توقف احد المشاريع السكنية فيه والتوسع في ارجائه حتى تشكل هذا الحي الفوضوي، مثلما افادنا به احد العارفين بنشأته، في انتظار تجسيد مطالب سكان هذا الحي بترحيلهم الى سكنات لائقة في اطار جهود الدولة الرامية الى القضاء على البيوت القصديرية والهشة ضمن المخطط الولائي للسكن. وحسب تصريح رئيس بلدية باب الزوار، السيد يوسف شملال ل»المساء«، فإن مصالحه سجلت وجود 630 بناية فوضوية وهشة عبر 23 موقعا بإقليم البلدية وفقا لإحصائيات سنة 2007 من بينها 355 سكن فوضوي بموقع الجزيرة المتواجد بحي الجرف، حيث أوضح ان الملف قيد الدراسة من طرف المصالح الولائية المختصة وهذا دون تحديد موعد لترحيل المقيمين فيه وهو ما يقع على عاتق هذه الجهات. مشيرا في نفس الوقت الى وجود 275 سكن هش عبر انحاء البلدية تم احصاؤها خلال تلك الفترة حيث ينتظر قاطنوها بكل من حي تريبو، السيقنة وحي سيدي امحمد... ترحيلهم او تسوية وضعيتهم. كما تطرق ذات المتحدث الى آخر عمليتي ترحيل استفادت منها البلدية وشملت 49 عائلة مقيمة بهذا النوع من السكنات، آخرها 23 عائلة كانت تقطن بجامعة هواري بومدين وقبلها 26 عائلة بحي 08 ماي 1945 سمح ترحيلها بإنجاز المحول الشرقي للطريق السريع، وهنا تبرز اهمية الاستفادة من الاوعية العقارية التي تحتلها البيوت الفوضوية والهشة لإنجاز مشاريع جوارية او لاتمام تلك المعطلة منها. ومن جهة أخرى تبرز الحاجة الملحة لسكان بلدية باب الزوار الى مزيد من البرامج السكنية، خاصة تلك المتعلقة بالسكنات الاجتماعية التساهمية والتي قدر فيها عدد الطلبات المودعة حسب نفس المصدر ب 5125 ملف منها 962 خلال سنة 2009، حيث يعول كثيرا على الإجراءات الجديدة المقترحة من طرف الدولة في مجال السكن من خلال تدعيم حصة البلدية ببرامج سكنية اضافية بعد استفادتها من 412 سكن تساهمي في إطار المخطط الخماسي الماضي منها 30 وحدة بإقليم البلدية و382 وحدة بمختلف بلديات العاصمة كالسحاولة وبرج البحري، مع العلم أن عدد سكان بلدية باب الزوار يقترب من سقف 100 ألف نسمة. وتجدر الإشارة الى وجود ظاهرة أخرى للسكن الفوضوي بالمنطقة تشمل سكان أقبية العمارات والتي قدرتها بعض الجهات بأكثر من 400 عائلة تقطن بالعديد من الاحياء السكنية كحي الصومام، 5 جويلية وحي سوريكال والتي تحولت معظم أقبيتها الى سكنات لهؤلاء في انتظار ما سيسفر عنه تدخل المصالح المعنية للقضاء على هذه الظاهرة.