رغم أن بلدية الخرايسية لا تبعد كثيرا عن العاصمة، إلا أنها تبدو كأنها منطقة ريفية ليس لها علاقة بالبلديات المجاورة لها، كبئر توتة، ادرارية، السحاولة وبابا احسن، وذلك بالنظر الى واقع الهياكل الاساسية التي تعرف تأخراً كبيراً، والمشاكل التي يعاني منها المواطنون ، مما جعلهم يناشدون السلطات المحلية تحسين الإطار المعيشي وحل المشاكل التي طال عمرها، فيما يطالب الشباب بالاهتمام بهم. فزائر بلدية خرايسية يلاحظ بدون شك هؤلاء الشباب، الذين يتخذون الأماكن القريبة من مساكنهم للحديث وقتل بعض الوقت، حتى وإن كان أقرانهم في بلديات أخرى في مناصب عملهم أو يمارسون نشاطات متنوعة وفرتها السلطات المحلية، وهو ما جعل قاطني الخرايسية ينقلون انشغالاتهم عبر ''المساء'' التي زارت بعض الأحياء التي تشهد نقصاً في التهيئة والمرافق الضرورية للحياة. ويعد حي سيدي بوخريص من الأحياء الأكثر كثافة سكانية، والأول أيضا من ناحية الموقع الجغرافي حيث يعد بوابة بلدية الخرايسية، التي تضم أيضا حي سيدي سليمان، شرشاري، الزغاوة، السلام وغيرها من الأحياء التي لم تتخلص بعد من مشاكلها المتراكمة، رغم شكاوى المواطنين ونداءاتهم المتكررة من أجل تحسين وضعية البلدية... وحسب بعض السكان الذين التقيناهم بعين المكان، فإن مشاكل التنمية ستتعقد أكثر، بسبب السكنات التي يتم إنجازها منها 3800 سكن جديد، حيث سترتفع الكثافة السكانية بالبلدية، التي لم تتمكن لحد الآن من تجاوز مشاكل التنمية، فرغم وجود بعض المباني والفيلات الفخمة التي تحيط بها الحقول، بالنظر إلى طابع المنطقة الفلاحي، إلا أن عدم تهيئة الطرق وغياب قنوات صرف المياه عكر صفو السكان، الذين ينتظرون تغيير وجه بلديتهم وإعطاءها الوجه اللائق على غرار البلديات المجاورة لها. ومن بين المشاكل التي ذكرها السكان، اهتراء الطرقات ببعض الأحياء، وعدم تعبيدها بأحياء أخرى وانعدام الأرصفة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، خاصة عندما عند تهاطل الأمطار، وما يبعث على الغرابة أن يتحول موقف الحافلات بحي سيدي سليمان إلى محل تجاري، وكذا غياب مواقف بأحياء أخرى منها سيدي بوخريص الذي ينتظر ساكنوه أيضا تزويدهم بغاز المدينة الذي تم توصيل قنواته منذ سنتين، كما أصبح مشكل انعدام الممهلات هاجسا يؤرق الأولياء كثيراً، خاصة بالقرب من المدارس على غرار مدرسة أحمد حيرش الواقعة بالقرب من منعرج، مما جعل المواطنين يوجهون شكاوى الى رئيس بلدية والوالي المنتدب للدائرة الإدارية لادراراية. ومن المشاكل التي تعاني منها أحياء هذه البلدية الواقعة جنوب غرب العاصمة، انعدام تهيئة الطرق كما هو الحال بحي السلام الذي تغمره المياه والأوحال كلما تساقطت الأمطار، مما يجعل التنقل فيه جد صعب، بالإضافة إلى انعدام قنوات صرف المياه بحي شرشاري، وهو مشكل يعاني منه أيضا حي سيدي بوخريص بعدما تم ردم بعض القنوات عندما تم تزفيت الطريق. والى جانب هذه المشاكل التي تتعقد أكثر عندما يحل فصل الشتاء، يعاني شباب المنطقة من غياب المرافق الضرورية فلا يوجد أي هيكل رياضي يمارسون فيه هواياتهم. وفي رده على الانشغالات المطروحة، أكد رئيس بلدية خرايسية السيد ''خيذر بالحديد'' في تصريح ل''المساء''، أن المشاكل المطروحة سيتم حلها تدريجيا، منها طريق الخرايسية مروراً بسيدي بوخرص نحو بئر توتة، وهو الطريق الولائي رقم111 الذي سيتم تعبيده بعد إتمام عملية إيصال الغاز الطبيعي، وهو على عاتق مديرية الأشغال العمومية وليس السلطات المحلية، كما سيتم الشروع في تعبيد طريق حي زغاوة بعد إتمام إجراءات المناقصة التي أعلن عنها في الأيام الأخيرة. وفي هذا السياق، أشار رئيس بلدية الخرايسية إلى أن الملكية الخاصة للأراضي، صعبت مهمة تهيئة الأحياء من حيث الأرصفة، وإنجاز محطات للكهرباء لإنهاء معاناة المواطنين. مؤكدً أن السكان لا يحترمون المسافة الخاصة بإنجاز الرصيف عندما يشيدون سكناتهم، وأنهم يرفضون النداءات المتكررة الخاصة بمنح السلطات مساحة ولو صغيرة من أراضيهم لإنجاز محطة للكهرباء أو انجاز رصيف رغم أن ذلك في إطار المصلحة العامة للسكان.