أكّد المخرج رشيد بوشارب بعد عرض فيلمه ''خارجون عن القانون'' في مهرجان ترايبيكا السينمائي بالدوحة، أنّ قول الحقيقة كاملة عن حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر مهم لمصالحة الشعبين مع تاريخهما المشترك، وقال إنّ ''الأمور ستحلّ والعلاقات ستتقدّم عندما يتمّ التطرّق للتاريخ الاستعماري، وبشكل كامل، وأعتقد أنّه بعد ذلك يمكن للعلاقات بين الشعبين ان تنتقل إلى مرحلة جديدة''. وأضاف ''يجب ان يكون هناك أيضا تقبّل (في فرنسا) لفكرة قيام جزائريين برواية قصتهم بأنفسهم". وتعليقا على الاحتجاجات التي رافقت عرض الفيلم في فرنسا قال بوشارب ''هناك أقلية، خصوصا في جنوبفرنسا، تثور ما إن تسمع عن وجود فيلم حول حرب الجزائر وحول الماضي الاستعماري، إنّ كلّ ذلك يزعج... كان هناك جدل حتى قبل ان يعرض الفيلم''. وأضاف ''هناك بعض الذين يشعرون بالحنين ولا يتقبّلون استقلال الجزائر، لكن بعد عرض الفيلم سكتت الكثير من هذه الأصوات وتوقّف الجدل". وأشار المخرج أنّ فيلمه يعدّ ''استكمالا أو جزءا ثانيا'' لفيلمه ''انديجان'' الذي أنتج قبل أربع سنوات، وتطرّق إلى المغاربة الذين حاربوا تحت راية فرنسا في الحرب العالمية الثانية على أمل الحصول على الاستقلال بعد الانتصار، إلاّ أنّ هذه الآمال تبخّرت فاتّجهوا إلى النضال المسلح. وقال بوشارب انه يخبر في فيلم ''خارجون عن القانون'' عن قصة قريبة جدا منه وهي عن ''أشخاص من عائلتي وأمور رأيتها في طفولتي خلال حرب الجزائر في فرنسا''. واعتبر أيضا أنّ قول الحقيقة كاملة يسمح بالتقدّم نحو ''لقاء وأخوة وشراكة في التاريخ'' بين الشعبين. وعن مشاركة الفيلم في مهرجان الدوحة وتقبّل الجمهور العربي لعمله، الذي يتطرق إلى قضية من أبرز قضايا العرب في القرن الماضي، قال بوشارب ''نحن هنا بعيدون عن شمال إفريقيا والناس هنا لا يشاركون التاريخ نفسه مع فرنسا، في تونسوالجزائر الأمر مختلف، لأنّ هناك جذورا مشتركة". وقال ان الممثلين من خلفية عربية إسلامية ويتكلمون العربية والفرنسية في الفيلم، وهذا قد يشكّل لمشاهدي المهرجان ''اكتشافا حقيقيا لهذا التاريخ ولهؤلاء الممثلين المعروفين في فرنسا وأوروبا''.. في إشارة إلى جمال دبوز، سامي بوعجيلة ورشدي زيم. وأضاف ''إنّها رحلة مختلفة لم يتمكّنوا من مشاهدتها ربما عبر الإنتاجات المصرية.. الفيلم مختلف، لأن المغاربي مختلف عن شعوب هذه المنطقة''. وذكر انّه يعمل على فيلم جديد تدور أحداثه في كاليفورنيا ولا علاقة له أبدا بالقضية الجزائرية.