نوّه سفير الجزائر بليبيا السيد عبد الحميد بوزاهر أمس بقوة العلاقات الجزائرية -الليبية على كافة الأصعدة، مؤكدا أن هذه العلاقات لاسيما من الجانب الاقتصادي لايمكن وصفها أو تقييمها بالمعايير الكلاسيكية المعمول بها لدى الاقتصاديين عبر ميزان المدفوعات وحجم المبادلات التجارية. وقال السفير بوزاهر في تصريح لصحيفة ''قورينا'' الليبية بمناسبة الاحتفال بعيد الثورة المباركة المصادفة للفاتح نوفمبر ,1954 أن ''العلاقات بين شعبي البلدين هي علاقات أخوة ومحبة بحكم عراقة الجالية الجزائرية المقيمة في ليبيا رغم قلة عددها، إلا أنها - يضيف المتحدث- تبقى جالية محل تقدير واحترام''. وأوضح سفير الجزائر بطرابلس أن المواطن الجزائري يعتبر ليبيا وجهة محبذة ومفضلة لما يعرفه عن النخوة العربية المتأصلة في الأشقاء الليبيين والتي يشعر بها كل من يقيم في هذا البلد ويحتك بشعبه. وبخصوص العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائر وليبيا، أكد السيد بوزاهر أنها أقل بكثير مما يتوفر للبلدين من إمكانات اقتصادية كبيرة، معبرا عن أمله في أن يتحقق ما نطمح إليه في المستقبل من تكامل اقتصادي وثقافي بين البلدين. كما دعا بالمناسبة إلى تكثيف الجهود للرقي بالعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين ومواصلة التخفيف من القيود الجمركية وحركة البضائع، قصد بلوغ علاقات أمتن تكون في مستوى عرى الصداقة والأخوة التي تربط الشعبين الجزائري والليبي منذ أمد بعيد. وبمناسبة إحياء الذكرى ال56 لاندلاع ثورة التحرير المباركة، أكد عبد الحميد بوزاهر أن ثورة الفاتح نوفمبر التي قادها الشعب الجزائري سنة 1954 تعد ثورة كافة العرب باعتبارها لاقت سندا قويا من شعوب الأمة العربية عامة والشعب الليبي الشقيق خاصة، معتبرا الوقفة الغامرة التي سجلتها ليبيا تجاه القضية الجزائرية يعكس بوضوح وحدة المصير المشترك. وقال في هذا الصدد ''إننا نستحضر في هذا المقام بالذات الدور الخاص والمتميز للشعب الليبي الذي ناصر الثورة الجزائرية بحيث كانت ليبيا قاعدة خلفية لمختلف التحضيرات واللقاءات التي تخص الثورة، كما كان الشعب الليبي بجميع فئاته الاجتماعية والشعبية مجندا لصالح الثورة..'' وتابع السفير في هذا الصدد قائلا'' يبدو لي حسب كل الشهادات التي سمعتها من هنا وهناك أنه يصعب القول بأن هناك مثلا مواطنا أو أسرة ليبية واحدة لا ترى في الثورة الجزائرية أنها ثورتها وقضيتها''. وأكد ممثل الدبلوماسية الجزائرية في ليبيا ان الاحتفال بعيد الثورة المظفرة هو في نفس الوقت احتفال للشعب العربي كله وبالذات الشعب الليبي لما يجمعنا من عمق الروابط والمقاومة والنضال والأهداف التي تجمعنا ونتطلع الى تحقيقها لصيانة حقوقنا والاستقلال الذي قدمنا له الغالي والنفيس والتمتع بالحرية. وكان السيد بوزاهر قد استقبل مساء أمس بمقر السفارة بطرابلس ضيوفه المدعوين لمشاركته الاحتفال بإحياء ذكرى ثورة الفاتح نوفمبر .1954