أبرز الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل أمس بوهران الأهمية التي توليها الجزائر لتكنولوجيات الإعلام والإتصال في إطار برامج مبادرة الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا ''النيباد''. وأشار الوزير لدى افتتاح الطبعة الثانية للمؤتمر الدولي حول استراتيجيات تكنولوجيات الإعلام والاتصال المنظم تحت شعار ''من أجل إفريقيا رقمية''، أن الجزائر ''حرصت دوما في إطار إعداد برامج النيباد وخاصة فيما يتعلق بالمنشآت على إعطاء تكنولوجيات الإعلام والاتصال مكانة متميزة''. وفي هذا الإطار تطرق السيد مساهل إلى برنامج تنمية المنشآت في إفريقيا الذي صودق على وثيقته القاعدية في كامبالا بمناسبة انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي في شهر جويلية المنصرم، مؤكدا بأن الأمر يتعلق ببرنامج طويل المدى يحدد الأهداف والسياسات الواجب تجسيدها إلى غاية .2030 كما أشار الوزير إلى أن الجزائر شاركت أيضا في برنامج مفصل ألا وهو برنامج العمل الإفريقي 2010-2015 ''الذي يعنى أساسا بالمنشآت ومنه محور تكنولوجيات الإعلام والاتصال الغني بالمشاريع والذي بلغ مرحلة من النضج جعلت من مشاريعه قابلة للتمويل والتجسيد على المدى القريب. وذكر السيد مساهل من جهة أخرى أن الجزائر تدعم مختلف البرامج قائلا إن الجزائر تشترك بشكل فعال في تجسيد الربط بالألياف البصرية الجزائر-زيندار-لاغوس، الذي سيكون له الأثر الكبير على الاتصال بنطاق واسع من قارتنا''. وأوضح الوزير أنه ''ليس من باب الصدفة تعيين الرئيس بوتفليقة في شهر جويلية الماضي عضوا في اللجنة الفرعية لقادة الدول الثماني للاتحاد الإفريقي المكلفين بإعطاء دفع خاص لمشاريع المنشآت في إفريقيا بما فيها المرتبطة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال''. وأضاف السيد مساهل أن هذه اللجنة تدافع لدى المجتمع الدولي والمؤسسات المصرفية المعنية على المشاريع المهيكلة الكبرى فيما يخص المنشآت الضرورية لتنويع الاقتصاديات الإفريقية والتكامل الجهوي والقاري. ولدى تطرقه للاسترتيجية الوطنية في مجال تكنولوجيات الإعلام والإتصال قال الوزير ''إن القناعة العميقة والدعوات المتعددة التي عبر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة سواء بالجزائر أو في المحافل الدولية كانت تهدف دائما إلى بعث الوعي على أوسع نطاق وإلى إجراءات عملية لوضع تكنولوجيات الإعلام والاتصال في خدمة تفتح الشباب وتأهيل نسيجنا الصناعي وعصرنة فلاحتنا واسترجاع تراثنا الثقافي والحضاري''. من جهته تطرق وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد موسى بن حمادي إلى التجربة الجزائرية في توطيد مجتمع المعلومات وكذا إقامة اقتصاد قائم على المعرفة من خلال أعمال ملموسة ترتكز على تعميم استعمالات تكنولوجيات الإعلام والاتصال وجعلها في قلب عمليات عصرنة الإدارة وجزءا لا يتجزأ من برامج التنمية الشاملة والمستدامة. وثمن في هذا الإطار مشروع إنجاز وربط شبكات الطرق السريعة للمعلومات على غرار إقامة شبكة الألياف البصرية التي ستربط مستقبلا الجزائر العاصمة بأبوجا إلى جانب إنشاء ركيزة استناد حقيقية قادرة على نقل المعلومات بسرعة كبيرة وعملية تثبيت مدار القمر الصناعي ''راسكوم'' الذي يعمل على تعزيز قدرات الاتصال البينية الافريقية. ولدى تطرقه إلى العمليات المحققة على المستوى الوطني أشار الوزير إلى أن الجزائر تحوز حاليا على شبكة من الألياف البصرية يبلغ طولها حوالي 62 ألف كلم ''وهي واحدة من كبريات الشبكات المتواجدة على المستوى الإقليمي''. وأضاف في هذا السياق أنه تم دمج مشروع الألياف البصرية من الشمال إلى الجنوب ضمن مشروع الطريق العابر للصحراء موضحا ''أن المشروعين متكاملين ويندرجان إلى جانب مشروع الربط بأنبوب الغاز الجزائر لاغوس في اطار تجسيد الأهداف المسجلة في مبادرة الشراكة الجديدة للتنمية في افريقيا النيباد''. كما اعتبر الوزير أن التعاون الدولي والقاري في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال لا يتأتى دون إيلاء الاهتمام الكبير للعامل البشري ومسائل نقل التكنولوجيا، مشيرا إلى أن الانشغال الراهن يكمن في العمل على تقليص الفجوة الرقمية التي تشهدها إفريقيا اتجاه القارات الأخرى وكذلك ما بين بلدانها. كما تناول السيد بن حمادي في كلمته أيضا التفتح الكبير الذي تعرفه الجزائر على شبكتي الهاتف والأنترنت. وذكر أن البلاد مقبلة خلال الأشهر القليلة المقبلة على وضع خط بحري ثالث مع أوروبا سيتم إنجازه تحديدا بين وهران واسبانيا مشيرا إلى أهمية وضع الألياف البصرية العابرة على مستوى الطريق السيار شرق-غرب ''تعزيزا لمسار بناء المغرب العربي''. من جانبه دعا وزير الاتصال السيد ناصر مهل في تدخله إلى تعاون جنوب-جنوب ''متين جدا'' من أجل تطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتقليص الهوة الرقمية. وأوضح وزير الاتصال أن مشكل تمويل تكنولوجيات الإعلام والاتصال يطرح بحدة بالنسبة للبلدان الإفريقية وأن الهوة بين هذه البلدان والعالم الغربي ''ما فتئت تتوسع''. وأكد السيد مهل على ''ضرورة إرساء تعاون جنوب-جنوب متين جدا ليس بين البلدان الافريقية فحسب بل مع آسيا وأمريكا اللاتينية كذلك''. طكما أشار وزير الاتصال إلى أن تطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال وقطاع الاتصال الذي يشمل كل وسائل الإعلام ''يعد تحديا كبيرا يتعين رفعه من قبل البلدان الإفريقية'' داعيا بالمناسبة إلى ''خلق جسور بين القطاعين''. طوفي هذا السياق اقترح الوزير فتح نقاش على مستوى الاتحاد الافريقي حول تحسين تكنولوجيات الإعلام والاتصال وقطاع الاتصال.