لقي 123 شخصا حتفهم اختناقا بالغازات المحترقة منذ مطلع السنة الجارية 2010 بسبب الاستعمال السيء لأجهزة الغاز وانعدام التهوئة وكذا لكون بعض الأجهزة مغشوشة وغير مطابقة للمعايير، حسبما أكده السيد عبد القادر بوصوردي المدير العام لشركة توزيع الكهرباء والغاز بالعاصمة، الذي أوضح أن انتشار نسبة 1,0 بالمائة من غاز ثاني أكسيد الكربون المحترق في الهواء يقتل في ظرف ساعة وأن انتشار نسبة 1 بالمائة منه في الهواء يقتل في ظرف 15 دقيقة، في حين ان انتشار نسبة 10 بالمائة في الهواء من هذا الغاز يقتل فورا. وأشار السيد بوصوردي إلى ان اغلب هذه الاختناقات تعود إلى سوء استعمال أجهزة الغاز التي عادة ما تكون غير صالحة أوتنعدم فيها التهوئة، ففي العاصمة لوحدها تم تسجيل سنة 2008 تسعة حوادث مميتة تم خلالها تسجيل 8 وفيات وأربعة جرحى مقابل 3 وفيات و20 جريحا سنة 2008 و7 قتلى و11 جريحا سنة 2007 وفي 2009 تم إحصاء 9 حوادث، أسفرت عن مقتل 11 شخصا وجريحين في حين تم تسجيل حادثين في 2010 أسفرا عن ستة قتلى. علما أنه في سنة 2009 سجلت مصالح الحماية المدنية عبر كامل التراب الوطني 253 قتيلا في 2009 مقابل 291 في سنة 2008 . وللتقليل من هذه الحوادث المميتة التي تحصي أرواح الكثير من المواطنين كلما حل فصل الشتاء، تطلق سونلغاز ابتداء من اليوم حملة تحسيسية لتوعية المواطنين بمخاطر الاستعمال السيء للغاز، إلى جانب تنظيم أبواب مفتوحة بالمدارس والجامعات وكذا عبر وسائل الإعلام، حيث ستتنقل فرق من سونلغاز إلى المدارس قصد توعية الأطفال بطرق الوقاية وكيفية تفادي حدوث اختناقات بالغاز. من جهة أخرى؛ أكد السيد بوصوردي أن مستحقات الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز سونلغاز بولاية الجزائر وصلت إلى 1 مليار دينار بسبب تراكم ديون الزبائن الذين لم يسددوا فواتيرهم لدى الشركة بعد الاستفادة من خدماتها في مجال التزود بالكهرباء والغاز، موضحا أن 60 بالمائة من هذه المستحقات أو الديون أصحابها مؤسسات وإدارات تابعة للدولة. وفيما يخص تجديد شبكات الغاز القديمة التي تعود لعدة سنوات على مستوى العاصمة، أضاف السيد بوصوردي خلال ندوة صحفية عقدها أمس بمقر شركة سونلغاز للعاصمة للإعلان عن انطلاق الحملة التحسيسية الخاصة ب''الوقاية من الاستعمال السيء للغاز'' أن عملية التجديد التي باشرتها الشركة والتي تمس 500 كيلومتر من القنوات الغازية إلى حد الآن لم يبق منها الكثير، حيث تعمل الشركة على تجديد ما لا يتجاوز 70 كيلومترا من القنوات فقط المتبقية من مجمل ال 500 كيلومتر المعنية بالتجديد على مستوى بعض الأحياء والتجمعات التي لم يصلها غاز المدينة بعد، علما أن هذه ال 70 كيلومترا رصد لها غلاف مالي قدره 700 مليون دينار لتجديدها إذا علمنا أن كل 1 كيلومتر من هذه القنوات يكلف ما قيمته 5 ملايين دينار لتجديده. وتجدر الإشارة إلى أن العاصمة تحصي 5 آلاف كيلومتر لقنوات الغاز تضمن نسبة تغطية تصل إلى 60 بالمائة وهي تمس كل بلديات الولاية. وفي سياق رده على سؤال يتعلق بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، أرجع المتحدث ذلك إلى الاضطرابات الجوية التي عاشتها العاصمة في الأيام الأخيرة، موضحا أن مصالحه تتدخل فور تسجيلها لأي عطب من هذا النوع فور تلقيها البلاغ لتصليح الخلل وإعادة الإنارة حيث تعمل لمدة 24 على 24 ساعة بدون انقطاع. وهي المناسبة التي نفى من خلالها المسؤول أن يكون لهذه الانقطاعات علاقة بالشبكة مرجعا ذلك إلى رداءة الأحوال الجوية مثلما يحدث في كل دول العالم.