لايزال شبح التسمم بالغاز داخل المنازل قائما في الجزائر، هذا الأخير و مع بداية كل موسم شتاء تكثر حوادثه، حيث تحصد الأجهزة الكهرومنزلية '' المدفآت '' المستوردة المغشوشة مئات الأرواح. وإن كان الموت واحدا فإن أسبابه متعددة، تتأرجح مابين غياب التهوية والاستعمال الخاطئ للتجهيزات، أو ذلك '' البريكول'' لأصحاب المقاولات الخاصة وعدم تحليهم بروح المسؤولية عند تجهيز المنازل بغاز المدينة، وغالبا ما تحدث تسربات تؤدي إلى حوادث مأساوية. رغم حملات التوعية والتحسيس، التي تقوم بها مؤسسة سونلغاز، للحد من ضحايا الاختناق والانفجار، إلا أنه سنويا تسجل مديرية الحماية المدنية عديد الوفيات، يقع مجملها في أماكن غير مزودة بنظام التهوية، فالسنة الجارية فقط شهدت تسجيل 206 جزائري فارقوا الحياة بعد أن باغتهم الموت وهم نيام على المستوى الوطني، ببنما سجلت العاصمة لوحدها 6 وفيات. تحصي الجزائر سنويا ما يزيد عن 120حالة وفاة اختناقا بالغاز أو بسبب أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدفآت وأجهزة التسخين، كما تحصي آلاف التدخلات لأشخاص آخرين، يتم إسعافهم في المستشفيات سنويا. وفي ذات الشأن أكد '' فتحي بن اشوه '' طبيب في الصحة العمومية بعيادة متعددة الخدمات بباب الوادي، أن هذه الأخيرة تستقبل على مدار السنة حالات لأشخاص تعرضوا لتسمم الغاز، فبعضهم يتم إسعافهم في حين يفارق آخرون الحياة، مشيرا إلى أن أكثر هذه الحوادث تكون في فصل الشتاء، ونظرا لموجات البرد فيلجأون إلى التدفئة، هذه الأخيرة تكون في بعض الأحيان غير سليمة، بسبب نوعية أدوات التدفئة أو انعدام مخارج التهوية، وهو ما يتسبب في حدوث إصابات الاختناق بالغاز أو بأكسيد أحادي الكربون. موضحا أن عشر دقائق هي الزمن الكافي ليلفظ الشخص أنفاسه في حال تسرب الغاز في غرفة أو شقة غير مزودة بنظام التهوية. هذا وأضاف بن أشهوا أن الغاز مادة كيماوية موجودة في الهواء، تدخل في مسابقة بين الأوكسجين، والأخطر من هذا أننا لا نشمه لأنه ليست له رائحة، معطيا لنا مثالا عن استعمال ''المنافذ'' في الطهي أو التدفئة لما تكون في الأماكن المغلقة في البيوت، فكمية الأوكسجين اللازمة للاحتراق ربما لا تكون كافية، وبالتالي يحدث سوء احتراق، والحل الوحيد لتفادي وتواجه هذه الظاهرة وهو التهوية المستمرة للمكان المتواجد فيه. ومن جانب آخر حذرت السيدة ''فراح ز'' طبيبة عامة بمستشفى مايو بباب الوادي، من ترك الأجهزة الكهربائية، ومواقد الطهي تعمل أثناء النوم، أو عند الخروج من المنزل، موضحة أن استعمال الأجهزة التي تشتغل بالغاز يكون ليلا، أي في أوقات اجتماع الأسرة، تكون متبوعة بالسهو، لتترك العائلة تنعم بالدفء من دون أخذ الحيطة والحذر، هذا السهو يخفي الكارثة التي غالبا ما تسبب حوادث اختناق بالغاز على أكثر من شخص. هذا وطالبت الدكتورة بضرورة تنظيم حملات تحسيسية، لتنبيه وإعلام المواطن حول خطورة استعمال أدوات التدفئة وتسخين المياه، وتعريفهم بالمخاطر الناتجة عن تدني حرارة جسم الإنسان، بالإضافة إلى حالات الاختناق الناتجة عن الاستعمال السيئ لأدوات التدفئة، الحديثة منها والتقليدية . 459 تدخل.. 206 حالة وفيات لعام 2009 على المستوى الوطني عرفت حوادث الاختناقات بالغاز وأكسيد الكربون ارتفاعا محسوسا من شهر جانفي إلى غاية 30 سبتمبر 2009، إذ وصل العدد الإجمالي على المستوى الوطني 459 تدخل لأعوان الحماية المدنية، هذا ما كشف عنه الرائد عاشور بالمديرية العامة للحماية المدنية لولاية الجزائر، مشيرا أن أثقل حصيلة للضحايا سجلت في الفترة الممتدة ما بين شهري جانفي وفيفري من هذه السنة ، حيث إن مصالحهم قد أسعفت 194 رجل، 298 نساء و313 أطفال. هذا وأضاف الرائد أن اوكسيد الكربون، أصبح صورة أخرى من صور الإرهاب الذي لا يفرق بين صبي وبالغ أو بين رجل وامرأة، فقد تسبب في وفاة 206 شخص على المستوى الوطني، منهم 129رجال، 30 نساء و47 طفلا، كلها حوادث اختناقات بالغاز، مشيرا أن خلال شهري جانفي تم تسجيل 116 تدخل، وفي شهر فيفري تم تسجيل 66 تدخلا، أما شهر جويلية حوالي 50 تدخلا. موضحا أن الإحصاءات ونتائج الدراسات التي قدمت تشير إلى أن الولايات الأكثر تعرضا لهذه الحوادث هي المدن الداخلية ومدن الهضاب العليا وجل سكان المداشر والقرى، هذه الأخيرة تعرف موجة برد عالية، وأكثرهم لا يزالون يستعملون الأدوات التقليدية، كالفحم والحطب في الطهي والتدفئة وهو الأمر الذي يضاعف حوادث الاختناق. 90 ضحية أسعفت و6 وفايات بالعاصمة هذا وكشف ''بختي سفيان'' الملازم الأول المكلف بالاتصال بالحماية المدنية لولاية الجزائر، ان حصيلة التدخلات التي تم تسجيلها بالعاصمة، قد بلغت 96 تدخلا خلال عشرة أشهر لسنة الجارية، حيث تمكنا من تقديم 90 ضحية أسعفت و6 وفيات جراء اختناق او تسمم بالغاز. مضيفا أن الأشخاص الذين تم إسعافهم عن طريق غاز البوتان بلغ 22 شخصا، وحالتان فارقتا الحياة ، مؤكدا أن معظم التدخلات التي سجلناها كانت خلال شهري جانفي وفيفري، أين يكثر استعمال أجهزة التدفئة والحمامات المائية وغيرها، إلا حالة واحدة فيها تسمم بالغاز الطبيعي كانت في شهر أوت المنصرم. وأشار سفيان بختي الملازم الأول، أن سوء استعمال الأجهزة والتوعية، نتائجه تؤدي الى حالات وفيات وإسعافات، وان المديرية قامت في العديد من المرات بحملات تحسيسية وأيام إعلامية وأبواب مفتوحة لجميع المواطنين، تشمل توصيات للتحسيس من الخطر الذي ينتج عن الغاز بأنواعه الثلاثة، من تسمم واختناق في البيت، وهذه الأيام كانت تجرى طوال السنة. 8083 ألف زبون ''سونالغاز'' على مستوى 3 ولايات من بينهم 430 ألف يتوفرون على غاز طبيعي أرجع مزين خليل المكلف بالاتصال بمديرية توزيع الكهرباء والغاز بالجزائر، أن التسمم بالغاز يعود بصفة رئيسية إلى نقص التهوية في المنازل، فمثلا لا يكون هناك احتراق جيد للغاز الطبيعي، يعني ينتج ثاني أكسيد الكربون، مشيرا في ذات النقطة أن الشرط الوحيد لمؤسستهم عند عملية الربط أو التزويد بالغاز الطبيعي لأي زبون، أن يكون التجهيز الداخلي موافقا للتنظيمات والمعايير القانونية اللازمة، ولا بد ان تكون هناك تهوية في غرف الطبخ وفي الرواق، سواء تهوية سفلى أو عليا، إلا أن الكثير من المواطنين عند قيامهم بتعديل أو ترميم جدران مطابخهم أو الأروقة منازلهم ينسون تخصيص أماكن التهوية، حيث يقومون بعزلها. موضحا أن جلهم لا يلجأون إلى محترفين عند تجهيز منازلهم بالغاز الطبيعي، على الرغم من أن مؤسستهم قد أعطت الاعتماد لمؤسسات ومقاولات خاصة تتوفر على مجموعة من الشروط منها موارد بشرية مؤهلة وإمكانيات لازمة، هذه الأخيرة موزعة على الولايات الثلاث التابعة لنا تعمل لحسابها، ولكن نحن لا نقوم بإطلاق الغاز الطبيعي إلا بعد دراسة ميدانية تجرى من طرف عون مؤسسة سونلغاز. ويرى بان العمل الذي قام به المقاول مطابقا للمواصفات، وفي الكثير من الأحيان لا نطلق الغاز الطبيعي لان هناك تحفظات على التجهيز الداخلي للمواطن، ففي هذه الحالة لا يتم توزيع الغاز للمواطنين هذه كل الإجراءات المعمول بها في الشركة. هذا وأضاف ذات المتحدث، هناك جهود تبذل من طرف الأعوان التقنيين لشركة، حيث يقدر عددهم ب 2400 موظف على مستوى الولايات الثلاث، الجزائر وتيبازة وبومرداس، فالجزائر لوحدها تضم أربع مديريات (مديرية بلوزداد، الحراش، جسر قسنطينة وبولوغين)، فأعوان هذه الأخيرة يقومون بمراقبة وفحص شبكات الغاز، بصفة دورية ومنتظمة ميدانيا بالات قياس، تشمل كل الأحياء والمدن والتجمعات السكنية، إن كان هناك عطب أو تسرب للغاز، معطيا مثال على ذلك أن مديرية التوزيع بلوزداد جددت حوالي 90 بالمائة من شبكة الغاز ذات ضغط منخفض، وهذا من مجموع 80 كلم، في حين تقدر شبكة ذات توتر متوسط ب 4737 كلم. مدافئ وسخانات مياه وآلات تخفيض ضغط قاتلة مستوردة تغزو الأسواق إن إلزامية استيراد المنتجات والأجهزة الكهرومنزلية، حسب قرار وزارة التجارة، لا بد أن يتم بطريقة قانونية. وبالرغم من الرقابة المشددة والقوانين الردعية التي تتعلق بصحة المستهلك الجزائري، إلا أن الأسواق الجزائرية لا تزال غارقة في منتجات غير مطابقة للمواصفات القانونية، مستوردة من دول أوروبية وآسيوية، كالمدافئ، سخانات المياه وآلات تخفيض ضغط الغاز لقارورات البوتان القاتلة، كل هذه المنتوجات تتسبب في وقوع حوادث اختناقات قاتلة لمئات الجزائريين نتيجة تسرب الغاز منها. وفي هذا الشأن كشف بوعلجة إسماعيل مفتش رئيسي للجودة وقمع الغش بمديرية التجارة لولاية الجزائر ان هناك منتوجات مستوردة تدخل الجزائر تأتي مطابقة من المؤسسة الأم التي تصنعها، فليس هناك مشكل. في حين تدخل بعض المنتوجات لمصانع تحمل علامات تجارية عالمية مقلدة يتم حجزها، هذه الأجهزة و المنتوجات بأنواعها تتوزع عبر الموانئ الأربعة المتواجدة بالعاصمة، كميناء الجاف بالحميز، السياما، لا سياس بالرويبة وميناء اركاس ببراقي، مؤكدا أن مصالحهم تقوم بدوريات مستمرة بأسواق الجملة والتجزئة لمراقبة كل التجهيزات والمنتوجات الخاصة بالغاز من مدافئ، أفران، أنابيب نحاسية او مطاطية بنوعيها الخاصة بالغاز الطبيعي وغاز البوتان وكذا آلات ضبط ضغط الغاز طوال أشهر السنة. لم يدخل بعد ولن يدخل أبدا السوق الجزائرية موصدة الأبواب أمام منتوج هذا وأشار ذات المسؤول ان مصالحهم قد استلمت بتاريخ 4 جويلية الفارط، رسالة شكوى من قبل المحامي الاستاذ '' بلقاذي محمد''، الممثل الرئيسي لشركة الأم ''ديلونقي'' الايطالية بالجزائر، هذه الأخيرة ورد فيها ''باعتبار الممثل القانوني لشركة ديلونقي الايطالية في الجزائر، انه ورد بمكاتبنا من ولاية عنابة مراسلة من الشركة المذكورة أعلاه الخاصة بالمنتوج المدفئ الذي يشتغل بغاز البوتان ومن صنع شركة مستوردة من فرنسا، فالحاويات الآن محجوزة لدى مصالح الجمارك بالميناء الجاف الحميز الجزائر العاصمة. ان هذا المنتوج غير موجه للسوق الجزائرية ،حيث ان استعماله يشكل خطرا على صحة المستهلك، لان هذه المدفأة مقلدة ايطالية الماركة التي يكثر عليها الطلب في الجزائر، لتباع بأسعار مغرية تستهوي ذوي الدخل المحدود ،تفتقد لأدنى مقاييس الأمن في مقدمتها انعدام التهوية، كما أن أنابيبها الداخلية مصنوعة من مواد ومعادن مسربة للغاز ولا تحتمل الحرارة مرتفعة، فضلا على أنها تفتقد لتقنية تسرب أول اوكسيد الكربون القاتل، قد يسبب الاختناق أو الانفجارات وحريقا مهولا، بعد تشغيلها لساعات طويلة، وعملا بحكم القانون 09 03 الصادر بتاريخ 25 فيفري 2009 المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش، بينها المادة 09 و10 والمتعلقتان بإلزامية المنتوج ، بات من الواجب علينا إفادتكم من هذه المراسلة أن هذه السلع جاءت من فرنسا ذات أصل لا نعرفه''. 57 وحدة مسخن مائي مقلدة تم حجزها في البيع بالجملة والتجزئة بالحميز وفي سياق مماثل كشف بوعلجة إسماعيل مفتش رئيسي للجودة وقمع الغش بمديرية التجارة لولاية الجزائر، ان مصالحهم قامت منتصف شهر اكتوير الفارط بحجز 57 وحدة مسخن مائي تحمل علامة تجارية ''جينكر'' ألمانية الأصل، وذلك بتسويق لدى تجار الجملة والتجزئة بالحميز. هذا المنتوج المزيف والمقلد مستورد من الصين، موضحا انه إلى غاية 27 من نفس الشهر وبعد المراقبة والدوريات المستمرة التي قامت بها مفتشية مصالح القمع والغش برفقة الغرفة التابعة لمفتشية الدائرة الإدارية للدار البيضاء لم يتمكن من العثور على هذا المنتوج المزيف، مضيفا أن مصالحهم قد باشرت تحقيقاتها، لتحديد مصدر وهوية المستورد ووجهة البضاعة المحجوزة، فضلا عن مباشرة الإجراءات العقابية وفي مقدمتها فرض غرامة مالية بأضعاف البضاعة المحجوزة، وإحالة الملف على العدالة لمتابعة المستورد قضائيا مثلما تنص عليه القوانين.