وري الثرى بعد عصر أمس بمقبرة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة جثمان العلامة الشيخ عبد الرحمان الجيلالي الذي وافته المنية ليلة الخميس إلى الجمعة عن عمر يناهز 103 سنوات في جو جنائزي مهيب ميزه الخشوع والرضى بقضاء الله وقدره. وحضر مراسيم تشييع جنازة الفقيد إطارات سامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف وشخصيات سياسية وبعض رفاق درب المرحوم وجمع غفير من المواطنين إلى جانب عائلة وأقارب الفقيد. وفي كلمة تأبينية نوّه مدير التعليم القرآني بدار الإمام بالمحمدية السيد محمد ايدير مشنان الذي حضر مراسيم الدفن رفقة مدير التكوين وتحسين المستوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف السيد سعيد معول بخصال ومناقب الفقيد وتفانيه الدائم في خدمة الدين وتنوير الناس بأمور عقيدتهم منذ ما يقارب القرن من الزمن، مشيدا بمآثر الرجل ورجاحة عقله في الفصل في المسائل الفقهية والرد على انشغالات المواطنين الدينية. ورثى السيد مشنان المرحوم مؤكدا أن الجزائر والعالم الإسلامي أجمع قد فقد رجلا كان مصدر إشعاع لا ينطفئ ومرجعا تاريخيا ودينيا وأدبيا يستلهم منه الباحثون والمؤرخون خلاصة تجربته الطويلة مع كتاب الله والسنة النبوية الشريفة. وذكّر المتحدث بالسيرة العطرة للمرحوم عبد الرحمان الجيلالي الذي تعلم القرآن في سن مبكرة وعلمه للأجيال وكان مؤرخا لتاريخ الجزائر قديما وحديثا، مضيفا أن الجزائر تفتقد فيه صفة الأصالة التي تذكّر بأمجاد الجزائر أبناء ثورة التحرير المجيدة. وقد ألقيت النظرة الأخيرة على الفقيد عبد الرحمان الجيلالي بدار الإمام بالمحمدية بحضور شخصيات وطنية وثقافية وإعلامية، قبل أن ينقل جسده المسجى إلى مقبرة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة. وللإشارة، توفي الشيخ العلامة عبد الرحمان الجيلالي ليلة أول أمس الخميس إلى الجمعة بمستشفى عين طاية بالجزائر العاصمة عن عمر يناهر القرن وثلاث سنوات حسبما علم لدى عائلة الفقيد.