تحتضن مدينة قسنطينة بدءا من اليوم والى غاية نهاية الأسبوع، فعاليات المهرجان الدولي للإنشاد في طبعته الأولى، الذي يهدف إلى إخراج الإنشاد الجزائري من المحلية الى العالمية بحضور شخصيات بارزة في هذا الطابع الفني علي المستوى العالمي من مختلف الأقطار، على غرار لطفي بوشناق التونسي، اندرو دوغان التركي وفرقته، العازف العراقي نصير شمة وشيخ المنشدين محمد الأمين الترمذي من الأردن. ويهدف هذا المهرجان حسب تأكيد مدير الثقافة بولاية قسنطينة، الأستاذ جمال فوغالي، الى استعادة الذاكرة العربية الإسلامية من خلال إحياء هذا الطابع الفني الذي ظهر في أول سنة للهجرة ونشد »طلع البدر علينا« الذي يحفظه كل عربي مسلم عن ظهر قلب. ليضيف خلال الندوة الصحفية التي عقدها نهاية الأسبوع بدار الثقافة »محمد العيد آل خليفة«، أن المهرجان يهدف أيضا إلى إخراج النشيد من مفهومه الضيق والتعريف بمعناه الشامل وما فيه من صوت، إيقاع، طرب، موسيقي، وكذا أبعاد دينية، تربوية ووطنية، خاصة وأن الإنشاد ساهم بصورة فعالة في إبراز صورة ثورة الجزائر من خلال الراحل مفدي زكريا.وحرصت لجنة التنظيم على حضور شخصيات بارزة في مجالات عديدة منها التصوف، الروحانية، الدينية، التربوية والوطنية، حيث تم اختيار الفرق الفائزة بالمهرجانات المحلية التي نظمت سابقا بكل من ورقلة، مستغانم، قالمةوالمسيلة كبعد محلي، إضافة الى مشاركة شخصيات مغاربية من تونس، المغرب والسودان، وكذا شخصيات عربية من سوريا، الإمارات، العراق والأردن، وكذا شخصيات عالمية من بلجيكا، السويد، الولاياتالمتحدةالأمريكية، الهند وتركيا التي ستشارك بالفنان اندرو دوغان وفرقته. وأكد محافظ المهرجان السيد فوغالي، أن مثل هذه النشاطات ستعمل على الرفع من الضائقة الفنية للمواطنين، وكذا السعي للتأسيس لمثل هذه التظاهرات، وجعل هذا الحراك الثقافي الفني دائما بعاصمة الشرق الجزائري. وسيعرف المهرجان في سهرته الأولى التي سيحتضنها مسرح قسنطينة الجهوي، إطلالة الفنان التونسي لطفي بوشناق، الذي سيتنقل من البقاع المقدسة بعد أداء مناسك الحج مباشرة الى قسنطينة، وسيكون مرفوقا بالمنشد البرعم سراب بلقاسم من المسيلة، في حين سينشط السهرة الأخيرة التي وسمت بسهرة »العشق الصوفي« كل من فرقة »شرف الدين البادي أحمد« من السودان وأوركسترا الشرق بقيادة الأستاذ العراقي نصير شمة مع عازفين عالميين ومؤدين من تركيا، اليونان، الهند، الولاياتالمتحدةالأمريكية، السويد، أبو ظبي، العراق وبلجيكا. كما سيعرف المهرجان على هامشه إلقاء العديد من المحاضرات بمسرح قسنطينة على غرار محاضرة »تاريخ الإنشاد« للشيخ المنشد محمد أمين الترمذي من الأردن و»واقع وآفاق الإنشاد في الجزائر« للأستاذ يوسف سلطاني من الجزائر. كما سيشهد المهرجان تنظيم دورة تكوينية بالمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي وقراءات شعرية تتخللها مواويل وعزف على العود، كما ستكون للوفود المشاركة خرجة سياحية الى مختلف المواقع والمعالم الأثرية لقسنطينة على غرار جامعة الأمير عبد القادر، جسور قسنطينة وقصر أحمد باي الذي تحول بمرسوم وزاري الى متحف للفنون والثقافات الشعبية وقد رصدت له الولاية مبلغ 4 ملايين دج في انتظار مساهمة الوزارة.