قلنا في هذا الركن يوم فاز باراك أوباما بالرئاسيات أنه سيكون مسير أزمة أكثر منه ''حلالا'' للمشاكل وذلك بالنظر إلى الوضع الذي جاء فيه والمتسم بالحروب والتوترات والوعود التي لا يمكن لأي رئيس أمريكي أن يفي بها مادامت تخص الشرق الأوسط وبالتحديد القضية الفلسطينية. وهاهي الإدارة الأمريكية برئاسة أوباما ترمي المنشفة في عملية شد الحبل مع إسرائيل وتعجز حتى عن حمل إسرائيل على مجرد تجميد الاستيطان حفظا لماء وجه رئيس الدولة الراعية لها والساهرة على حماية أمنها وضمان تفوقها في المنطقة. لكن ما يؤسف أن الجانب العربي في صراع إسرائيل لا يستخلص العبر بالرغم من أنه لدغ من الجحر الواحد عدة مرات والحكمة تقول: لا يلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين''. والدرس الذي كان يجب أن يستوعبه الطرف العربي هو عدم الوفاء بإقامة الدولة الفلسطينية في عام 1995 بعد أن كان ذلك الوعد أهم مكسب للمفاوض الفلسطيني ومن روائه ''الدعم العربي''، إلا أن ذلك الوعد أدخل الجانب الفلسطيني في نفق مفاوضات لا مخرج له، وأصبح الرؤساء المتداولون على البيت الأبيض يتلهون بقضية إسمها الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بعد أن أخرجوه من إطاره العربي، وينومون أصحاب الحق التاريخي في فلسطين بوعود معسولة سرعان ما تتبخر مع بداية كل حملة انتخابية جديدة في أمريكا. والغريب في الأمر هو أن الرئيس الذي يفوز بعهدة رئاسية ثانية لا يستمر في جهوده السابقة لحل القضية بل يطلق وعودا جديدة يشغل بها رزنامته السياسية الخارجية ويذهب دون أثر يذكر إلا من استمرار إسرائيل في قضم الأرض وترحيل السكان والتضييق والتنكيل بمن تشبث منهم بالأرض وآثر البقاء. فهل من عبرة من كل ما أررى ويجري وهل يدرك العرب أن الفشل الأمريكي المعلن تجاه إسرائيل هو فشل براغماتي لصالح الكيان الصهيوني؟