وقعّت شركة سوناطراك والشركة العمانية الخاصة سهيل بهوان على عقد تأسيس شركة مختلطة خاضعة للقانون الجزائري مخصصة لإنتاج الأمونياك والأسمدة بقيمة مالية تقدر ب2.4 مليار دولار سيوجه الجزء الأكبر من إنتاجها للتصدير· ويندرج هذا العقد الذي جرى حفل التوقيع عليه بمقر شركة سوناطراك بالعاصمة بحضور وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل في اطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المتعلقة بخلق صناعة بتروكمياوية في آفاق السنوات الخمس القادمة، وبذلك الحصول على حصة مهمة من السوق العالمية والطلب المتزايد على الأمونياك واليوريا (الأسمدة المستخدمة لأغراض فلاحية)· وتعتبر هذه الشركة الجديدة التي أعلن عن إنشائها أمس، وأطلق عليها تسمية "المؤسسة الجزائرية العمانية سهيل بهوان للأسمدة" ثمرة مفاوضات بين الجانبين امتدت لأكثر من سنتين وستمكن من خلق 4000 ألف منصب شغل خلال الإنجاز و600 منصب شغل عند التشغيل· وحسب المعطيات المقدمة من طرف المشرفين على المشروع، فإن الشركة ستمكن من إنتاج قرابة 4 آلاف طن من الأمونياك و7 آلاف طن من اليوريا، وستدخل حيز التشغيل بعد 42 شهرا من بدء الإنجاز المرتقب خلال الأشهر القادمة وأوكلت مهمة الإنجاز للشركة اليابانية ميتسوبيشي· وتبلغ تكلفة إنجاز هذا المشروع الذي سيقام بمرسى الحجاج بالمنطقة الصناعية بآرزيو على مساحة تقدر ب90 هكتارا ب 2.4 مليار دولار تتكفل البنوك الوطنية وفي مقدمتها القرض الشعبي الجزائري بتمويل 75 بالمئة من المشروع في حين تساهم الشركة العمانية ب51 بالمئة من الباقي وسوناطراك ب49 بالمئة· وأشار السيد شكيب خليل إلى أن إقحام البنوك في المشروع سيكون مفيدا لهم من الناحية المالية حيث سترد عليهم أرباحا كبيرة كون سوق الأسمدة في العالم مربحة· ووصف خليل هذا المشروع بالمهم جدا في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بخلق صناعة بيتروكمياوية على المدى المتوسط، وأشار الى ان الشريك من سلطنة عمان سيحمل الكثير بالنسبة لهذه الإستراتيجية بالنظر الى التجربة والخبرة التي يمتلكونها في هذا المجال· وأن رفض الوزير الكشف عن الكمية التي يمكن أن تصدرها الجزائر من الأمونياك واليوريا بعد انجاز ثلاث مؤسسات اخرى لإنتاج هاتين المادتين مع شركاء مصريين وفرنسيين إلا أنه أكد أن الجزائر تراهن على أن تكون ممونا رئيسيا للسوق العالمية في مجال الأسمدة، إضافة الى تشجيع القطاع الفلاحي في البلاد من خلال توجيه جزء مهم من الانتاج للاستهلاك الداخلي· وقال أن الهند مثلا تمكنت من التحكم في مشكل الغذاء من خلال إنتاج الأسمدة الفعّالة مما ساهم في الرفع من إنتاجها للذريا· وأضاف أن دول العالم بحاجة في المستقبل إلى المزيد من الأسمدة التي تكون فعّالة كون الأراضي الزراعية في تقلص والطلب العالمي على الأسمدة سيتضاعف·ومن جهته قال السيد سهيل بهوان مسؤول الشركة التي تحمل اسمه في كلمة له بالمناسبة، أن هذا المشروع سيساهم في دفع وتيرة التعاون بين الجزائر وسلطنة عمان، مشيرا إلى استعداد بلاده لنقل الخبرة والتكنولوجيا المستخدمة في إنتاج هاتين الماديتين إلى الجزائر·