اعتبر العديد من المتتبعين للشأن السياسي الداخلي في فرنسا أن نتائج الدور الأول من الانتخابات المحلية الفرنسية التي فازت بها المعارضة الاشتراكية تعد بمثابة إنذار للرئيس اليميني نيكولا ساركوزي بعد عشرة أشهر فقط من دخوله قصر الإليزي· وأظهرت النتائج الأولية لهذه الانتخابات تقدم الأحزاب الاشتراكية في الدور الأول من هذه الانتخابات على مرشحي حزب اليمين الحاكم في انتظار نتائج الدور الثاني المقرر إجراؤها الأحد القادم· وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية فوز أحزاب اليسار ب47% من الأصوات مقابل 45% لليمين بعد فرز نسبة 65% من الأصوات المعبر عنها· وهو ما جعل المتتبعين يعتبرون هذه النتائج بمثابة تحذير للحكومة اليمينية وللرئيس ساركوزي الذي تدهورت شعبيته بشكل سريع منذ بداية العام الجاري في أوساط الرأي العام الفرنسي بسبب غلاء المعيشة والارتفاع الكبير لأسعار المواد الأولية· وهو ما شكل سببا في تحول الناخبين باتجاه المعارضة الاشتراكية على حساب اليمين الحاكم الذي رأوا فيه السبب المباشر في تدهور قدرتهم الشرائية التي أصبحت تشكل همهم الأول خاصة وأن الرئيس ساركوزي كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بجعل هذه المسألة من أولويات عمله الرئاسي· لكن وبعد عشرة اشهر من اعتلائه كرسي الرئاسة اقتنع الفرنسيون بأن الرئيس ساركوزي لم يحقق شيئا لتحسين القدرة الشرائية وطالب شعبه بتأجيل تقييم سياسته الى غاية نهاية عهدته عام 2012· ولكن خصومه السياسيين وفي مقدمتهم سيغولين روايال المرشحة الاشتراكية السابقة التي خسرت الرهان أمامهم في الانتخابات الرئاسية السابقة اعتبرت نتائج الدور الأول من الإنتخابات البلدية "عقوبة للسلطة" ودعت الناخبين الى البقاء معبئين للدور الثاني· ونفس الموقف عبر عنه زعيم الحزب الاشتراكي فرنسوا هولاندا·ولكن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون قلل من وقع التراجع الذي سجله اليمين ودعا الناخبين الى عدم الخلط بين الرهانات خلال الدور الثاني من الإنتخابات المحلية· وتمثل الانتخابات البلدية اختبار صعبا للحركة الديمقراطية بزعامة فرنسوا بايرو الساعي الى الفوز بعدد من البلديات وأيضا بالنسبة للحزب الشيوعي الذي يحاول انقاذ معاقله المحلية الأخيرة وكذلك الجبهة الوطنية التي أنهكت ماليا بخسائرها الإنتخابية المتتالية·