العلاقات الجزائرية الصومالية "متينة وأخوية"    وزارة التضامن الوطني تحيي اليوم العالمي لحقوق الطفل    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفرنسيون يختارون خليفة شيراك اليوم: هل سيكون ساركوزي أم روايال؟
نشر في الشروق اليومي يوم 05 - 05 - 2007

يختار الفرنسيون اليوم السادس من ماي رئيسهم السادس للأعوام الخمسة القادمة من بين مرشحين اثنين اجتازا عقبة الدور الأول وهم : مرشح الحزب اليميني الحاكم " والاتحاد من أجل الحركة الشعبية" ، نيكولا ساركوزي "52 عاما" ومرشحة الحزب الاشتراكي ،سيغولين روايال "53 عاما"...وتبدو المنافسة شديدة بين الأول الذي ترجحه استطلاعات الرأي منذ بدء الحملة الانتخابية لرئاسيات 2007 للفوز بكرسي الاليزيه ، وبين الثانية التي تمثل اليسار الراغب في العودة الى الحكم بعد سنوات من المعارضة، وتراهن على أصوات المناوئين لمنافسها وخاصة أبناء الضواحي من الجاليات العربية والإسلامية.
وسيحسم 5 ،44 مليون ناخب فرنسي خيارهم بعد حملة انتخابية ثانية خاضها المرشحان بعد إجراء الدور الأول من الانتخابات يوم 22 أفريل وشارك فيه 12 مرشحا ..وحاول الاثنان خلال تلك الحملة استدراج المزيد من الأصوات لتحقيق الفوز وخاصة أصوات الوسط الفرنسي بقيادة بايرو والذي أحدث المفاجأة بحصوله على نسبة 18,57 في المائة في الدور الأول.
ولكن هذا الأخير ما يزال يثير الغموض بالنسبة للاثنين، نظرا للانقسام الموجود دخل حزبه ، فقد أكد هو شخصيا أنه لن يصوت للمرشح اليميني ،نيكولا ساركوزي ولكنه أيضا لم يؤكد دعمه للمرشحة الاشتراكية .ومن جهة أخرى فقد أبدى بعض أعضاء حزب بايرو رغبتهم في التصويت لساركوزي .. وكانت المناظرة التي جمعت المرشح اليمين ونظيرته الاشتراكية مساء الأربعاء وتابعها أكثر من 20 مليون مشاهد قد كشفت للناخب الفرنسي الوجه الحقيقي للمرشحين ، حيث استعرض كل طرف برنامجه الانتخابي واستخدم كل أوراقه وقدراته من أجل الدفاع عن موقفه. وقد بدا واضحا أن المناظرة لم تغير المعطيات لدى الناخبين ،حيث ظهرت استطلاعات الرأي التي أعقبت تلك المناظرة أن نيكولا ساركوزي يملك حظوظ الفوز أكثر من منافسته الاشتراكية ،وأفاد آخر استطلاعين للرأي نشرا قبل انتهاء الحملة بأن مرشح اليمين ساركوزي سيفوز على رويال في جولة الحسم بنسبة 55% مقابل 45% من الأصوات. وتركز السيدة روايال في برنامجها على الجانب الاجتماعي في عكس ساركوزي الذي يعتمد على البراغماتية وعلى النمودج الأمريكي في العديد من الجوانب .. ففي موضوع الهجرة على سبيل المثال تدعو روايال ، وهي أول سيدة تترشح للرئاسة في فرنسا الى تسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين "حالة حالة" وتعد بمنح الجنسية الفرنسية بعد إقامة عشرة أعوام في فرنسا.وتعد أيضا بتحويل الأحياء الشعبية الى "ورشة رئاسية كبيرة".في حين أن المرشح اليميني يعتمد سياسة اقصائية في موضوع الهجرة من خلال تبنيه لما يسميه " الهجرة الانتقائية " ، ويعني بها انتقاء المهاجرين والتشدد في شروط جمع الشمل العائلي و إلزامية تعلم الفرنسية. كما أنه يدعو الى إنشاء " "وزارة للاستيعاب والهوية الوطنية".وهي أفكار قريبة من أفكار اليمين المتطرف الذي يتزعمه جون ماري لوبان . وهو نفسه يشدد على أن الفرنسيين يؤيدون تطرقه إلى هذه المسائل معتبراً أنه الوحيد الذي يمكنه احتواء اليمين المتطرف..
وعلى صعيد أخر ، يختلف المرشحان في النظر الى وضع فرنسا داخل إطار المنظومة الدولية ، حيث تدعو المرشحة الاشتراكية الى استقلال القرار الفرنسي واندماجها في منظومة أوروبية ، بينما يدعو منافسها اليميني الى الانفتاح على الولايات المتحدة والتنسيق معها فيما يتعلق بالقضايا الدولية .. وبموجب القانون الفرنسي، يحظر نشر استطلاعات الرأي أو تقديرات النتائج حتى الأحد أي موعد إغلاق آخر مراكز الاقتراع.وحتى ذلك الموعد، يلتزم المرشحان أيضا عدم الإدلاء باي تصريح.واحتراما لفرق التوقيت، دعي نحو مليون فرنسي الى الاقتراع منذ السبت في عدد من مناطق ما وراء البحار وفي قنصليات دول القارة الاميركية.ومهما كان الفائز، ستنتهي هذه الانتخابات بتسلم جيل سياسي جديد الحكم في فرنسا بعد 21 عاما أمضاها جاك شيراك في الاليزيه، علما أنها تلت 14 عاما من حكم الاشتراكي فرنسوا ميتران.. ويذكر أن نيكولا ساركوزي حصل في الدور الأول من الانتخابات على نسبة 31.11 في المائة، بينما حصلت سيغولين رويال على 25.84 في المائة، و فرانسوا بايرو على 18.08 في المائة، وشكلت نسبة المشاركة في الدور الأول رقما قياسيا في تاريخ استحقاقات الجمهورية الفرنسية، حيث تجاوزت 85 في المائة..
لمن يصوت المرشحون المقصيون ؟
فرانسوا بايرو"يمين الوسط" : وحصل على 57 .18 بالمائة من الأصوات في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 22 أفريل المنصرم. وأكد بايرو أنه لن يصوت لمرشح اليمين نيكولا ساركوزي ،ولكنه لم يؤكد أيضا دعمه للمرشحة الاشتراكية ،سيغولين روايال التي انتقد برناجها الاقتصادي . مع العلم أن العديد من الشخصيات المنتمية لحزب بايرو وكذلك أغلبية نواب الحزب قد أعلنوا دعمهم لساركوزي ..
جان ماري لوبان ، زعيم الجبهة الوطنية المتطرفة : حصل على 44 .10 بالمائة في الدور الأول .دعا أنصاره الى مقاطعة الانتخابات بقوة ،ويعتبر أن ساركوزي وروايال تشكل "اختيارا خطيرا" .
أوليفي بزنسنو " : مرشح الرابطة الشيوعية الثورية، وحصل على 08 .4 بالمائة من الأصوات. يدعو الى منع ساركوزي من الوصول الى كرسي الرئاسة ويدعم روايال .
فيليب دوفيليي " يمين راديكالي" حصل على 23 .2 بالمائة من الأصوات في الدور الأول . يدعو الى الاختيار بين اليمين وبين نيكولا ساركوزي من أجل قطع الطريق أمام اليسار.
ثلاثة مرشحين في الدور الأول يدعمون المرشحة الاشتراكية وهم : ماري جورج بوفي " شيوعي" وحصل على 93 .1 بالمائة في الدور الأول . و دومنيك فوانييه " البيئة" نال 57 .1 بالمائة من الأصوات. والثالث هو : ارلات لغيليي " أقصى اليسار" وحصل على 33 .1 بالمائة .
فرديريك نحوس " حصل على 15 .1 بالمائة يدعم سيغولين روايال .
جيرارد شيفاردي أقصى اليسار" : ونال 34 .0 بالمائة .لم يقدم موقفه بخصوص المرشحين .
أهم بنود برنامج روايال
هجرة: تسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين "حالة حالة" بحسب النفقات المدرسية وعقد العمل. و منح الجنسية الفرنسية بعد إقامة عشرة أعوام في فرنسا . وسياسة هجرة تركز على مساعدة الدول الفقيرة في تحقيق التنمية.
الضواحي: تحويل الأحياء الشعبية الى "ورشة رئاسية كبيرة". مساعدات محددة لإنشاء شركات وتدريب كوادر مدرسية. عودة شرطة الأحياء. إمكان إنشاء معسكرات تدريب عسكري للقاصرين الذين يرتكبون تجاوزات.
مؤسسات: استفتاء حول جمهورية سادسة. تعزيز صلاحيات البرلمان. ادخال شيء من النظام النسبي على النظام الانتخابي. حكومة من خمسة عشر وزيرا و"لجان مواطنة" لتقويم المسؤولين المنتخبين.
وظيفة وقوة شرائية: زيادة الحد الأدنى للأجور الى 1500 يورو "في أسرع وقت" وزيادة رواتب التقاعد المبكر بنسبة خمسة في المائة. الأولوية لتوظيف الشباب مع تأمين 500 الف وظيفة في سوق العمل. إنشاء "عقد الفرصة الأولى" لغير المؤهلين ومساعدتهم من جانب الدولة. وتعديل قانون تحديد ساعات العمل ب35 ساعة في الأسبوع لتفادي "نتائجه السلبية". مساعدات حكومية مشروطة بتعهدات. وضمان 90 في المئة من الراتب خلال عام بعد فقدان الوظيفة.
اوروبا: استفتاء جديد حول الدستور الاوروبي مع تعزيز "الجانب الاجتماعي" فيه. ادراج "هدف النمو والعمل" في برنامج المصرف المركزي الاوروبي.
كلفة: قدرت كلفة برنامج روايال في فبراير بخمسين مليار يورو من جانب معهد المؤسسة الذي يضم خبراء من مختلف الاتجاهات.
أهم بنود برنامج ساركوزي
هجرة: انشاء "وزارة للاستيعاب والهوية الوطنية". تطوير مفهوم "الهجرة الانتقائية" ما يعني تسهيل وصول المهاجرين المؤهلين والتشدد في شروط جمع الشمل العائلي. الزامية تعلم الفرنسية. الضواحي: التمييز الايجابي وفق النموذج الاميركي ما يسهل تأمين الوظائف وبلوغ المناصب المسؤولة. خطة تأهيل لشبان الضواحي الذين يواجهون صعوبات. ومعاقبة الاهل المقصرين ومحاكمة القاصرين الذين يكررون ارتكاب التجاوزات اعتبارا من سن السادسة عشرة على غرار الراشدين.
وظائف وقوة شرائية: "العمل لزيادة الدخل"، زيادة الساعات الإضافية على ان تتجاوز قيمتها الساعات العادية ب25 في المائة. وبلوغ التوظيف بدوام كامل في غضون خمسة أعوام (اي نسبة عاطلين عن العمل تقل عن 5 في المئة مقابل 8 في المئة حاليا) عبر اعادة اطلاق النمو. وايجاد عقد عمل وحيد اكثر ليونة وصرف الموظفين في شكل توافقي.
مؤسسات: ساركوزي يريد "الدفاع" عن الجمهورية الخامسة والحفاظ على مؤسساتها. وتحديد عدد وزراء الحكومة بخمسة عشر. تجديد ولاية الرئيس مرتين فقط على ان يعلم البرلمان بعمله "في شكل دوري".
اوروبا:المصادقة عبر البرلمان على "معاهدة مبسطة" حول اصلاح المؤسسات الاوروبية. يأمل ساركوزي ان تضغط الحكومات الاوروبية على المصرف المركزي الاوروبي للحؤول دون ارتفاع سعر اليورو. معارضة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
كلفة: قدرت كلفة برنامج ساركوزي في فبراير بأربعين مليار يورو من جانب معهد المؤسسة الذي يضم خبراء من مختلف التوجهات.
السياسة الخارجية في برنامج ساركوزي وروايال
تحتل السياسة الخارجية حيزا مهما في برنامجي مرشحا الرئاسة الفرنسية، نيكولا ساركوزي وسيغولين روايال. وقد كشف المرشحان عن بعض جوانب هذه السياسة خلال المناظرة التي جمعت بينهما مساء الأربعاء المنصرم وتابعها أكثر من 20 مليون مشاهد.. ويشكل موضوع انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي النقطة الأكثر خلافية بين الاثنين ، حيث يعارض المرشح اليميني هذا الانضمام ويقول : "بالنسبة لي المسألة ليست مسألة ديمقراطية، إسلام أو مسلمين، بل لأن تركيا هي في آسيا الصغرى وليست في أوروبا" ، وقال ساركوزي خلال مناظرة الأربعاء "لن أشرح للتلاميذ الفرنسيين أن حدود أوروبا هي مع العراق وسورية "، وعلى خلاف ساركوزي ،لا تعارض المرشحة الاشتراكية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي من حيث المبدأ ولكنها ترى أن الوقت لم يحن بعد لذلك ،وقالت إن الأمور ستعود إلى الفرنسيين من خلال استفتاء عام حول موضوع الانضمام .. وفي مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد المرشح اليميني أكثر من مرة، صداقته لإسرائيل. و يعتبر مبادرة السلام العربية التي أعادت قمة الرياض الأخيرة تفعيلها "مفيدة" للسماح بإطلاق عملية السلام، وشدد ساركوزي الذي نال 82% من أصوات الفرنسيين الإسرائيليين، على تمسكه ب"التوازن" بين حق إسرائيل بالأمن وباعتراف جيرانها بها من جهة وحق الفلسطينيين بدولة من جهة ثانية. ونالت المرشحة الاشتراكية 9% من أصوات الفرنسيين المقيمين في إسرائيل.. وتؤكد رويال "عزمها" على إتباع سياسة أقوى من أجل السلام في الشرق الأوسط، وتشير إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية بما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة، و لكنها تربط بين استئناف المساعدات الأوروبية الموجهة إلى الفلسطينيين والإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، المحتجز لدى الفلسطينيين... وفي الشأن العراقي لا يختلف موقف ساركوزي عن موقف فرنسا الحالي، إذ يطالب بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الدولية، وأعرب عن تأييده للموقف المبدئي الذي اتخذه الرئيس جاك شيراك الرافض لغزو العراق ، إلا انه لا يتفق معه في الأسلوب الذي اتبعته فرنسا في الأمم المتحدة من خلال التهديد باستخدام حق النقض (فيتو) ضد العملية العسكرية الأميركية. ويقول ساركوزي إن "الحل الوحيد هو وضع خطة لانسحاب القوات من العراق، حيث يجب على الولايات المتحدة سحب قواتها بما يتوافق مع مصالحها". أما رويال فانتقدت زيارة ساركوزي إلى الولايات المتحدة التي وصف فيها موقف بلاده ضد الحرب ب"المتغطرس"، وقالت رويال "بعكس ساركوزي لن أذهب للاعتذار من الرئيس بوش عن موقف فرنسا برفض إرسال قوات إلى العراق".
الصحف الأمريكية تفضل ساركوزي
أبدت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية بدون لبس تأييدها لفوز نيكولا ساركوزي "صديق" الولايات المتحدة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.. وجاء في افتتاحية الصحيفة "لا يحصل في غالب الأحيان ان يكون لدى رجال السياسة الأميركيين بوضوح مرشح مفضل في انتخابات رئاسية فرنسية". واضافت ان "واشنطن تدعم بعيدا عن الأضواء ساركوزي" الذي تركت زيارته الى الولايات المتحدة في سبتمبر 2006 ولقاؤه الرئيس جورج بوش اثارا جيدة. وكتبت الصحيفة "انه معجب علنا بالولايات المتحدة (...) وترك انطباعا جيدا في البيت الأبيض ولدى الغالبية الديمقراطية على حد سواء بسبب اهتمامه بتحسين العلاقات الفرنسية-الاميركية"... وهذا الرأي انعكس أيضا في مجلة "نيوزويك" التي كتبت في عددها للسابع من مايو "اذا اردتم المراهنة على تغيرات فعلية من اجل فرنسا فان ساركوزي هو الشخص الذي يجب دعمه". لكن صحيفة "شيكاغو تريبيون" اعتبرت ان نيكولا ساركوزي ومن خلال إبداء إعجابه بالولايات المتحدة "قد يخسر بعض الأصوات". وكتبت الصحيفة ان "الفرنسيين يعتبرون ان اميركا مجتمع لا يعتمد المساواة والعلاقات مع الولايات المتحدة هي موضوع شائك في الحملة الفرنسية". واضافت ان المرشحة الاشتراكية سيغولين روايال "تظهر في بعض الأحيان وكأنها تقوم بحملة ضد بوش بدلا من ساركوزي"، مذكرة بان روايال اثارت "الحماسة عند إعلانها ان فرنسا لن تركع أمام بوش".
صلاحيات رئيس الجمهورية الفرنسية
و.أ.ف : يحدد الدستور الفرنسي صلاحيات رئيس الجمهورية، لكن تقاسم السلطات بين رئيسي الدولة والحكومة رهن بالمناخ السياسي والعلاقات بينه وبين الغالبية البرلمانية. ومنذ العام 1959 ترسخ مفهوم "حقل النفوذ الحصري" للرئيس -أي قطاعي الدفاع والسياسة الخارجية- الذي تمت المحافظة عليه خلال عهود التعايش الثلاثة التي شهدتها فرنسا. وأضعفت هذه العهود منصب الرئيس عبر جعله في وضع زعيم للمعارضة. ويفترض أن تقلل الولاية الرئاسية التي تستمر خمس سنوات من احتمال حصول فترة تعايش، إذ يفترض أن تمنح الانتخابات التشريعية غالبية للرئيس المنتخب للتو. ويضمن الرئيس سير عمل السلطات العامة واستمرارية الدولة، فهو حامي الاستقلال الوطني ووحدة أراضي البلاد، كما أنه القائد الأعلى للجيوش الفرنسية والمخول الضغط على "الزر النووي". ويتخذ الرئيس الإجراءات الواجبة في حال تعرض البلاد لتهديدات خطرة ومباشرة (صلاحيات استثنائية). ويعين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء وينهي مهامه عند تقديم هذا الأخير استقالة حكومته. وباقتراح من رئيس الوزراء، يعين الأعضاء الآخرين في الحكومة وينهي مهامهم. ويرأس كذلك مجلس الوزراء ويوقع المراسيم والقرارات. ويعين الرئيس أيضا السفراء ويصادق على المعاهدات ويتفاوض بشأنها، ويعرض في استفتاء بعض مشاريع القوانين ويصادق على القوانين. كما يمكنه حل الجمعية الوطنية ودعوة البرلمان إلى دورة استثنائية، ويتحاور مع مجلسي البرلمان عبر الرسائل. ويضمن الرئيس استقلال السلطة القضائية ويرأس مجلس القضاء الأعلى كما يتمتع بحق إصدار العفو. وباقتراح من رئيس الوزراء تعود له المبادرة لمراجعة الدستور، وهي صلاحية يتقاسمها مع البرلمان. ويمكنه دعوة المجلس الدستوري إلى الاجتماع ويختار ثلاثة من أعضائه ويعين رئيسه. ويتمتع رئيس الجمهورية بحصانة مؤقتة خلال ولايته، وهو غير مسؤول عن تصرفات تمت ضمن ممارسة مهامه. ومنذ مراجعة الدستور في فبراير 2007 ثمة إجراء يسمح بإقالة الرئيس ذا تبين أنه أخل بواجباته بشكل يتعارض مع مهامه. وتصدر الإقالة عن البرلمان الذي يتحول عندها إلى محكمة عليا.
إعداد ليلى/ل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.