كانت الإسهامات المتعددة الأوجه للمرحوم أبو العيد دودو في إثراء المكتبة الجزائرية والعربية وترجماته الأدبية، محور لقاء نظمته جمعية الكلمة للثقافة والإعلام أول أمس الأحد بالعاصمة في الذكرى السابعة لوفاته. وقد شارك في منتدى الكلمة، كل من الأدباء أمين الزاوي وأحمد منور ومحمد الصالح حرز الله والجيلالي نجاري. بعدما أشاد الأديب أمين الزاوي بمساهمة جمعية الكلمة في تحريك الشأن الثقافي، عبر عن حزنه على هذا النسيان للمثقفين والرموز الجزائرية الكبيرة، هؤلاء الذين أسسوا لحركة الترجمة في الجامعة الجزائرية وساهموا في إثراء المكتبة، والعديد من الأعمال الأدبية شاهدة اليوم على عبقريتهم. وقال، الاحتفاء بهذه الرموز والفعاليات يجب أن يكون تقليدا ثقافيا مؤسسا لقراءة فكرية ثقافية للواقع الثقافي في بلادنا، وليس ''بطريقة فلكلورية''. مشبها أعمال الفقيد دودو وما يسمى في المخيال العربي ب ''السلوكيات أو المقامات''، بإبداعات ''بديع الزمان الهمذاني''، وهو يكتب عن يوميات بغداد. واعتبره من بين المثقفين الجزائريين المتزنين والمتوازنين، بحيث درس في بغداد وألمانيا، فكان مثقفا بمفهوم التجديد ومتفتحا عصريا ومثقفا ليبراليا بالمصطلح الفلسفي. وتتجلى هذه اللبرالية - حسب الزاوي - في سلوكياته الثابتة داخل أسرته وخارجها ومواقفه الثابتة، حيث يضيف انه لم يكن يحرجه إبداء موقفه الإديولوجي من أية قضية. وقال إن أبو العيد لم يحظ في الجزائر بالاهتمام الإعلامي اللائق به، إضافة إلى انه لم يكرس في مخيال الثقافة الجزائرية، لذا - كما قال - يجب الانتباه إلى الرموز الأخرى التي لم يغيبها الموت بعد حتى لا نبكي على الأطلال فيما بعد. أما فيما يخص الترجمات الأدبية أو الفلسفية العالمية للمرحوم دودو، فقال الزاوي أنها لم تصل إلى المثقف العربي لأنها لم تسوق كما يجب وبقيت حبيسة محليا وجغرافيا. وعلينا، كما يضيف، مراجعة ذلك نظرا لبعدها الحضاري. أما الدكتور أحمد منور، فقال عن المرحوم أبو العيد دودو، انه مثقف من الطراز الأول وأستاذ مبدع وإنسان بمعنى الكلمة، له خمس مجموعات قصصية قصيرة أرخت للأحداث والوقائع في الجزائر منذ الاستقلال إلى التسعينيات. وعن مسألة الترجمة، قال الدكتور منور، لم تكن في يوم ما في الجزائر منظمة على المستوى الأكاديمي. مشيرا إلى أنها ليست مهمة تقوم بها دور النشر ولا جمعيات ثقافية، بل يجب أن تتكفل بها مؤسسة ويخطط لها على مدى عشر سنوات أو أكثر. وفي هذا الإطار قال الزاوي، أنه يجب وضع استراتيجية رسمية لتبني هذا المشروع الحضاري. مشيرا إلى أن ''الفكر العربي معطوب من خلال الترجمات المعطوبة''. وبدوره قال الأستاذ جيلالي نجار، ان ابو العيد دودو شخصية تراثية عربية، وفي نفس الوقت متفتح على العالم المعاصر، بحيث لم يكن في يوم ما يعترف بشيء يسمى الأطر أو الموانع او المحرمات، فهو دائما صديق للشباب المبدعين يمد لهم يد المساعدة ولا يضيق بالنقاش داخل مدرجات الجامعة أو خارجها و حتى في بيته. وقال كان دائما يكتب يومياته ولا يتوقف عن العمل الإبداعي، كأنه يسابق الزمن أو كي ينسى أتعابه وأمراضه. ومن جهته، طالب السيد محمد صالح حرز الله، بتأسيس جمعية باسم المرحوم أبو العيد دودو.. متحدثا بإسهاب عن لغة الكتابة الأدبية الساخرة التي تميز بها المرحوم أبو العيد دودو والأعمال الأدبية المترجمة والدراسات العالمية له. وكان الشاعر والإعلامي عبد العالي مزغيش، قدم السيرة الذاتية للفقيد أبو العيد دودو، ونوه بجهوده في تأسيس مخبر الترجمة بالجامعة وإسهاماته الكثيرة في الترجمة والتأليف. مضيفا أنه يعمل جاهدا لإبراز هذه الشخصيات والرموز كي تستفيد منها الأجيال الطلابية والجامعية وكي لا تنسى. من أعمال الفقيد ابو العيد دودو : ''الحمار الذهبي '' و''العمل الفني والأدبي'' لرومان انغاردن و''بحيرة الزيتونة'' و''الطريف الفض '' و''من أعماق الجزائر'' و''مدخنو الحشيش''، وله إصدار حول العمل الفني الأدبي للفيلسوف الألماني لرومان انغاردن، وكذا العمل الفني الأدبي الفيلسوف كايزر-.