يتواصل بقاعة الموقار عرض فيلم ''سالت'' للمخرج الأسترالي فيليب نويس، بطولة أنجلينا جولي، لييف شريدر وشيواتل إيجيفور وإنتاج سوني بروديكسيون (أوت 2010). ويحكي فيلم ''سالت'' قصة إيفيلين سالت، إحدى أفضل عناصر المخابرات الأمريكية، تتعرض إلى تهمة التجسس لصالح الروس، فتقرر الهرب وتعتمد في ذلك على خبرتها الواسعة في مجال عملها، كما تتعرض لمطاردة شرسة من طرف أجهزة المخابرات فتحاول تضليل الطرق المؤدية إليها، لكنها تجد نفسها دائما في طرح سؤال واحد:''هل أنا كما أدعيّ؟''. ووضع المخرج في فيلمه، مشاهد مفعمة بالحركة، فألبس البطلة (انجلينا جولي) رداء جايمس بوند أو سوبر ومن (المرأة الخارقة)، وجعلها لا تكف عن الركض بما أنها ملاحقة دائما من طرف عناصر المخابرات أصدقاء الأمس أعداء اليوم. ولم ينجح المخرج كثيرا في هذه العملية، حيث ظهرت المطاردات بشكل مبالغ فيه وخارجة عن العادة، إلى درجة جلب الملل للمتفرجين، بالإضافة إلى خروج البطلة من هذه الملاحقات بدون جرح ولو كان صغيرا وهو ما زاد في خرافية الفيلم، أبعد من ذلك، فقد منح المخرج، بطلته شجاعة خارقة وكأنها لا تخشى الأهوال أبدا وتخلص دائما من الدسائس والعنف وهي أكثر شجاعة وإصرارا على إثبات براءتها. وفي هذا السياق، تقفز انجلينا عاليا لتجد نفسها قد حطت بأمان على ظهر شاحنة وهي في حال سير، كما ترمي نفسها من مروحية بدون تردد، لتظهر في صورة الجاسوسة ذات الدم البارد بكل أناقة أيضا. وهذه ليست المرة الأولى التي يعمل فيها المخرج مع انجلينا فقد عمل معها في فيلم: ''بون كولكتور''، سنة ,2000 فكان اختياره لها للمرة الثانية في فيلم ''سالت''رغم أنه كان مقررا أن يمثل دورها رجل من طينة توم كروز نظرا لحركية الفيلم غير المتناهية. بالمقابل كان اختيار المخرج للممثلة انجلينا جولي في دور البطولة، موّفقا إلى درجة تمكننا من تشبيهها بممثلات العصر الذهبي لهوليود، حيث جسدت في هذا الدور، صفات من شخصيتها المعروفة بها كالجاذبية والسرّية والجمال الجسدي أيضا، لتتفوق مرة أخرى سياسة الممثل عن مثيلتها للمخرج. في سياق آخر، لا يمكننا الجزم بأن فيلم ''سالت'' قد يدخل في قائمة الأفلام الخالدة في عالم الجوسسة، نظرا للمبالغة في الأحداث والمشاهد العنيفة، وكأن المخرج أراد أن يستميل المشاهد بهذه الأحداث المتسارعة لكنه تجاهل في الوقت نفسه، أهمية السيناريو في إنجاح فيلم ما. وجاء الفيلم خاليا من السوسبانس، كما لم يركز المخرج في فيلمه إلا على انجلينا متناسيا الممثلين الآخرين، ليكون فيلمه مليئا بمشاهد الحركة والعنف ولكنه فارغ المحتوى. للإشارة، يعرض فيلم ''سالت'' بقاعة الموقار بمعدل ثلاث حصص في اليوم:14سا،17سا و20سا.