لم يرق "أليس" الفيلم البرتغالي المعروض في افتتاح أيام السينما الأوربية إلى المستوى المطلوب، حيث تخلّلته العديد من المشاكل التقنية، ورغم موضوعه الدرامي إلاّ أنّ الملل تسلّل إلى المتفرّج في أكثر من مرة. انطلقت أوّل أمس، فعاليات الأيام السينما الأوروبية بقاعة "ابن زيدون" والتي ستستمر إلى غاية 11 من الشهر الجاري، وقد طرح في الندوة الصحفية التي نظمت بحر هذا الأسبوع حول هذه التظاهرة، إشكالية عدم حضور أيّ مخرج من مخرجي الأفلام المعروضة بالمناسبة، وأجابت سفيرة ورئيسة المندوبية اللجنة الأوربية بالجزائر، السيدة لورا بايزا، أنّ الأهمّ يتمثّل في تنظيم مثل هذه التظاهرات لتجسيد الأواصر والروابط بين ضفتي المتوسط، مضيفة أنّ الاتحاد الأوربي قام من خلال برنامج أوروميد السمعي البصري بإشراك ما يزيد عن 700 معني بهذا المجال وتمخض عن ذلك إنتاج 25 فيلما من بينها فيلم للمخرج الجزائري مالك بن إسماعيل تحت عنوان "الصين ما تزال بعيدة" وفي السياق نفسه استطردت المتحدّثة قائلة أنّه سيتم في الأيام القليلة المقبلة إطلاق برنامج آخر خاص بالسينما بالجزائر باسم "ميديا موندوس". "أليس" من إخراج ماركو مارتينز، وبطولة نينو لوبيز، بياتريز باتاردا وميقال قيلهارم وانتاج سنة 2005، ويحكي قصة ماريو الذي فقد ابنته أليس منذ 193 يوما وأصبح كلّ يوم يقوم بنفس التصرّفات والأعمال التي فعلها يوم ضاعت منه ابنته وقد صرّح لصديقه في الفيلم أنه يخاف إن خرج على روتين ذاك اليوم أن يفقد فلذة كبده إلى الأبد، أبعد من ذلك فقد وضع عند معارفه أجهزة كاميرا تسجّل حركات الناس في الطرقات عله يجد ابنته. ويبقى ماريو الذي فترت علاقته مع زوجته ليزا بعد ضياع ابنته، طوال أطوار الفيلم، أي 95 دقيقة، يعيد على نفسه ما حدث في ذاك اليوم المشؤوم من غير تعب ولا كلل ولا حتى ملل، ليصبح كلّ هذا بمثابة إصرار يكاد يكون مرضيا ولكنه يعلم أنه لا يمكن له أن يحيد عن هذا الخط إلى أن يأتي يوم تتعرض فيه زوجته إلى نكسة صحية جراء تناولها جرعة زائدة من الدواء، علاوة على كلّ الخيبة التي يتعرّض إليها في كلّ مرة يحس أنه قريب من الهدف ولكن من غير جدوى، لأجل كل هذا يستسلم ماريو أوهكذا يخيّل للمشاهد ويصرخ ويبكي، ويجد نفسه وحيدا فهو في مصيبته وحيدا وإن تعاطف معه الناس لأن التي ضاعت وربما من غير عودة هي ابنته أليس صاحبة الأربع سنوات. وانزعج الحضور من الانقطاع المتكرّر للفيلم البرتغالي وهو يعبّر بحق عن سوء اختيار فيلم افتتاح التظاهرة هذا علاوة على الملل الذي نتج من طول أطوار الفيلم التي لم يتخلّلها أيّ عنصر جديد وربما كان هذا هو هدف المخرج الذي أدخل المتفرّج في روتين اختار أن يعيشه ماريو بطل الفيلم لإيجاد ابنته بعدما سدّت في وجهه الأبواب فما عاد أحد يسأل عن أليس أوحتى يبحث عنها فكان عليه هو أمام انهيار زوجته أن يجد أي طريقة تمكّنه من عناق ابنته الصغيرة مجدّدا. وسيعرف اليوم، عرض الفيلم الهولندي "الحب هو كل شيء"، يعقبه عرض الفيلم السويدي "مغامرات تزاتزيسكي"، فيلم "أطفال شارع الشمس"، أمّا يوم الغد، فسيعرف تقديم الفيلم الروماني "فيلانتروبيك" يليه عرض الفيلم الفرنسي "باريس". ويبقى جمهور قاعة ابن زيدون في انتظار أفلام تتميّز بالجودة في انتظار أن تشهد الدورة القادمة للتظاهرة حضور مخرجين سينمائيين ليجسّدوا حقا معنى التبادل الثقافي بين ضفتي المتوسط، بالإضافة إلى تحقيق الحوار بين الجمهور وأصحاب الخبرة والمحترفين من أهل الفن السابع.