تنظم كل من جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان واللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها أياما تحسيسية من 10 إلى 13 فيفري الجاري بولاية أدرار، وكانت قافلة الأمل التضامنية قد انطلقت أمس من الجزائر العاصمة باتجاه أدرار، حيث يرتقب أن تنسج خلالها خيوط تنظيم ملتقى دولي لإدانة الاستعمار الذي كان سببا رئيسيا في انتشار الأمراض السرطانية بسبب التجارب النووية منذ أكثر من خمسة عقود في منطقة ران ومازالت آثارها السلبية تلحق الضرر بصحة سكان المنطقة. وخلال ندوة صحفية عقدت أمس، بمقر اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها، كشف رئيس اللجنة الفرعية الدائمة لحماية حقوق الإنسان السيد العياشي دعدوعة أن 22 دولة في العالم تعرضت لتجارب نووية وستكون أيام الملتقى بمثابة التمهيد لتنظيم الجزائر ملتقى دوليا يضم هذه الدول، وترمي إلى إرساء طرح إدانة الاستعمار عن جرائمه النووية التي مازال الناس يتعرضون لآثارها في صحتهم وصحة أبنائهم بالدرجة الأولى، موضحا أنه سيتم استغلال الضمير الدولي وموقف فرنسا الجديد المدين للاستعمار خلال هذا الملتقى من أجل دفع فرنسا للاعتراف بجرائمها ومن ثم التعويض. من جهته، أكد رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها السيد فاروق قسنطيني أنه يعتزم خلال هذه المناسبة التحسيسية المطالبة بتعويض الضحايا الذين دفعوا ثمن التجارب النووية في الماضي والحاضر وفي المستقبل، متأسفا لكون آثار هذه التجارب فاعلة وفتاكة وستظل لأجيال كثيرة، مبرزا أن نشاط القافلة في أدرار سيكون فرصة لدراسة أشكال هذه التعويضات سواء على المستوى الوطني أو الدولي بالنظر لالتزامات الجزائر في هذا المجال، وسيتم تقديم لائحة مطالب للتكفل اللازم بها عبر توصيات سوف تخرج بها الأيام التحسيسية. وحول برنامج الأيام، كشفت رئيسة جمعية الأمل السيدة حميدة كتاب أنه ينقسم إلى محاور التحسيس والإعلام حول سرطان الثدي وعنق الرحم، في جوانبه الوقائية والعلاجية، وبالمناسبة سيتم تقديم دفتر الوقاية منها، بالإضافة إلى تنظيم حفل تذكاري في رقان وسيعرض أساتذة أطباء ومحامون الجوانب الصحية والمحيطية والقانونية لهذه التجارب. وأخيرا تنظيم يوم علمي حول الآثار الإشعاعية والأمراض التي تسببت فيها، الذي من شأنه نشر الأدلة والإثباتات العلمية حول أن الإشعاعات النووية هي سبب إصابة سكان المنطقة بمختلف أنواع السرطانات، من أجل إدانة فرنسا. وأشارت المتحدثة إلى أن الجزائر تحصي 40 ألف مصاب سنويا بداء السرطان ولذا لابد من إشراك جميع الفاعلين للحد من تفاقم الظاهرة من سلطات سياسية وسلطات الصحة العمومية والمحلية وجمعيات المرضى وجمعيات الدفاع عن المحيط وغيرها، موضحة أنها كرئيسة جمعية سوف تطالب بإنشاء مركز طبي للتكفل بهؤلاء المرضى بالمنطقة نظرا للعدد الكبير المصاب بداء السرطان برقان. وذكرت أن ولاية أدرار تعاني من أعلى نسب الإصابة بمرض السرطان في الجزائر، وكان السبب الرئيسي لذلك هو التجارب النووية التي قامت بها فرنسا الاستعمارية في المنطقة دون اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية السكان من الإشعاعات النووية، حيث أنها أجرت التجارب في الهواء الطلق برقان، وتركت وراءها بعد تدميرها لأماكن التجارب كل المواد التي مستها الإشعاعات خارقة بذلك كل معايير الصحة وحماية سكان المنطقة. يشار إلى أن الأيام التحسيسية ستضم مشاركة 70 شخصا ويتوقع أن يحضره 600 شخص كل يوم، فضلا عن 22 أستاذ وطبيب ورؤساء أقسام طبية سيلقون محاضرات حول مختلف الأمراض السرطانية.