أشادت الولاياتالمتحدةالأمريكية أول أمس بقرار رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة المتعلق برفع حالة الطوارئ وفتح وسائل الإعلام العمومية أمام جميع الأحزاب، حيث وصف مسؤول رفيع المستوى في كتابة الدولة الأمريكية هذا الإجراء ب''المشجع''. وأوضح المسؤول السامي الأمريكي في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية أن ''الولاياتالمتحدة تسجل بارتياح التصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية مدلسي، التي أكد فيها أن حالة الطوارئ التي تم إقرارها منذ سنة 1992 من المنتظر أن يتم رفعها خلال الأيام المقبلة''، مشيرا إلى أن ذلك يعد ''خطوة إيجابية''. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن خلال مجلس الوزراء المنعقد يوم 3 فيفري الماضي أنه كلف الحكومة بالشروع فورا في الإعداد لقانون يسمح برفع حالة الطوارئ التي تسري في البلاد منذ 19 سنة في أقرب الآجال، مع الأخذ بعين الاعتبار مواصلة مكافحة الإرهاب، في حين أكد الوزير الأول السيد أحمد أويحيى يوم الأربعاء الماضي خلال اجتماع أحزاب التحالف الرئاسي أن رفعها سيتم قبل نهاية فيفري الجاري. وفي سياق حديثه عن الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي شرعت فيها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، أكد ممثل كتابة الدولة الأمريكية أن ''الجزائر قد شهدت تحت قيادة الرئيس بوتفليقة العديد من التطورات الإيجابية''، مذكرا بأن ''الانتخابات الرئاسية لسنة 2009 قد جرت عموما بطريقة سلمية ومنظمة''، ليضيف في هذا الصدد ''إننا نأمل في أن يواصل الشعب الجزائري في المشاركة في جهود المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس بوتفليقة''. وبخصوص وضعية العلاقات بين الجزائروالولاياتالمتحدة أكد المتحدث أنها ''كانت على الدوام مبنية على المصالح والاحترام المتبادلين''، مضيفا أن ''علاقاتنا الثنائية قد تعززت وتطورت خلال السنوات الأخيرة في العديد من المجالات''. كما شدد على أن الجزائر ''شريك أساسي'' في منطقة شمال إفريقيا والساحل، مضيفا أنها ''أيضا ممون هام للطاقة وسوق معتبرة بالنسبة لمنتوجاتنا وخدماتنا مما يشجع الاهتمام الأمريكي الشديد والمتزايد'' بالجزائر. وأوضح في السياق أن ''العلاقات في المجالات العلمية والتعليمية بين بلدينا تشهد تطورا متزايدا، كما أننا نعمل سويا على العديد من الملفات من عدم انتشار الأسلحة إلى التغيرات المناخية'' و''أن التوسع الذي تعرفه العلاقات الاقتصادية بين بلدينا وجهود الجزائر الرامية إلى تنويع اقتصادها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية والوطنية خارج قطاع الطاقة يشجعنا''. وبهذا الخصوص أشار المسؤول إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ''تعمل بالتعاون مع الحكومة الجزائرية من أجل المساهمة في وضع الظروف الملائمة لمناخ الأعمال في المجالات الأساسية بالنسبة للمستثمرين الأجانب'' وذلك في الوقت الذي تتمتع فيه الجزائر بقدرات هائلة وبإمكان المؤسسات الأمريكية أن تلعب دورا معتبرا في تجسيد هذه القدرات''. وأردف في هذا الصدد يقول ''نلتزم بتوطيد علاقات أعمال قوية ودعم روح المقاولة ونثمن احتضان الجزائر في ديسمبر المنصرم للندوة الأولى حول المقاولة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب العربي''. مشيدا ''بكون الجزائر أحد الشركاء التجاريين الأساسيين للولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط''. وعن سؤال حول التحولات السياسية الجارية في منطقة الشرق الأوسط وإمكانية انتشارها، أوضح المسؤول أن الوضعية السائدة في كل بلد ''فريدة'' وأنه ''ينبغي علينا أن نكون حذرين من إجراء تعميمات على المنطقة وذلك على أساس تجارب كل بلد''. كما أشار إلى أن ''شعوب الشرق الأوسط مثلما هو الحال في أماكن اخرى تبحث عن فرصة من أجل المساهمة والحصول على دور في اتخاذ القرارات التي تحدد مصيرها''، موضحا أنه سبق لكاتبة الدولة الأمريكية (هيلاري كلينتون)''أن أكدت بالدوحة بأنه على القادة ان يستجيبوا إلى هذه التطلعات واعتبار المجتمع المدني شريكا وليس تهديدا لهذا الجهد''.