ثمنت واشنطن القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القاضي برفع حالة الطوارئ، وأكدت على أنه خطوة إيجابية تعكس ديناميكية في المنطقة نحو الاستجابة لمطالب الشعوب. قال الناطق باسم كتابة الدولة الأمريكية فليب كراولي بواشنطن، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ترحب بقرار الرئيس بوتفليقة الذي اتخذه خلال مجلس الوزراء المنعقد أمس الأول برفع حالة الطوارئ في أقرب الآجال، وفي موقف مقتضب وصف المسؤول البارز في الدبلوماسية الأمريكية هذه الخطوة ب»الإيجابية والهامة«. وفي لقائه الصحفي اليومي رفض كراولي الرد على سؤال بخصوص مدى احتمال تكرار سيناريو أحداث تونس وانتفاضة الشعب المصري في الجزائر، مكتفيا بالتأكيد على أن واشنطن تحترم قرارات الدولة الجزائرية، وأدرج المسؤول الأمريكي قرار بوتفليقة في خانة ما وصفه بديناميكية بارزة في المنطقة للاستجابة لمطالب الشعوب، حيث قال »إن القرار الذي اتخذته الجزائر هام جدا ويعكس ديناميكية بارزة في المنطقة للاستجابة لمطالب الشعوب«. ويعد هذا التصريح الأمريكي المشيد برفع حالة الطوارئ أول موقف دولي إزاء قرار الجزائر، ويتفق العديد من المراقبون على أن السرعة التي جاء بها الموقف الأمريكي الواضح من إلغاء هذا الإجراء الاستثنائي المفروض منذ 19 سنة لدواعي أمنية، تترجم التأييد الذي تحظى به السياسة المنتهجة من طرف الدولة على أكثر من صعيد خاصة تلك المنتهجة في السنوات الأخيرة على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي. ولم تختلف العديد من القراءات الإعلامية لقرار الرئيس بوتفليقة عن الموقف الأمريكي، حيث اعتبرت جريدة »القدس العربي« في افتتاحية عددها الصادر أمس أن إلغاء حالة الطوارئ في الجزائر خطوة مهمة تستحق الترحيب، وذهبت إلى القول »إن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على درجة كبيرة من الوعي بخطورة عدم تجاوب نظامه مع المطالب الشعبية«، ورجحت الجريدة في افتتاحيتها احتمال توجه رئيس الجمهورية باتخاذ قرارات أخرى في الاتجاه نفسه من منطلق أن رئيس الجمهورية خبير بالشعب الجزائري، حيث قالت »إن بوتفليقة خبير بهذا الشعب، ليس لأنه منه فقط، بل لأنه كان من أصغر المجاهدين في الثورة الجزائرية التي دوخت الاستعمار الفرنسي وأجبرته على الرحيل مهزوما من شدة صلابة مقاتليها«.