يحتضن مركز التسلية العلمية بالعاصمة إلى غاية 5 مارس المقبل معرضا تشكيليا جماعيا بعنوان ''رموز'' يقدم صفحة إبداعية من تراثنا الوطني. المعرض الذي افتتح أول أمس يعد قيمة فنية تستغل التراث من خلال توظيف مختلف أشكال ومدارس الفنون التشكيلية. في حديثه ل''المساء'' أشار السيد علي مساعدية المكلف بالنشاط الفني التشكيلي على مستوى مؤسسة فنون وثقافة أن هذا المعرض يندرج في اطار إلتزام مركز التسلية العلمية بالمعارض ذات التخصص لذلك خصص لهذا المعرض موضوع ''الرموز'' والتي تعد مادة هامة في التراث الجزائري والمغاربي عموما، حيث تعكس خصوصية الثقافة والتاريخ والمجتمع كما أن لها أبعادا جمالية وفنية راقية تعبر عن ملكة الانسان عبر مختلف الأجيال. من بين الفنانين العارضين نجد الفنان مرود مجيد المتخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة وقد قدم لوحات ''رقصة مع الذئاب''، ''زهور الصيف''، ''زهور الخريف''، ''زهور الربيع''، ''سيدي منهير'' وغيرها. تحتوي هذه اللوحات على الكثير من الرموز أغلبها رموز بربرية قديمة وضعها مجيد في لوحاته تماما كما توضع في الزرابي التقليدية بمنطقة القبائل إذ نجد الرموز تصطف على حواف اللوحة بشكل عمودي، بينما يخصص الوسط لرسومات مختلفة كثيرة (علم- امرأة، حيوان...) الرموز عند مجيد مرود اختلفت باختلاف مواضيع اللوحة فنجدها أحيانا رموزا بحتة، أو حروفا أو أواني فخارية تقليدية. غير بعيد عرضت الفنانة جنان زولا، التي تتراءى لوحاتها وكأنها تحف قديمة من فرط إتقانها لاسيما لوحتين جعلت خلفيتهما من اللون الاصفر المذهب عليها شخوصات في شكل رموز وكأنها حكايات أساطير غابرة تبرز فيها الحمام والمرأة والثعبان والسمك في أشكال متناغمة غالبا ما تأخذ اللون الذهبي الداكن أو البني العسلي من بين ما قدمت زولا ''التعددية الثقافية''، ''برج فنار''، ''الضحكة المضيئة'' وغيرها. في لوحات أخرى ذات الخلفية البنية الزنجية، تظهر جليا عند زولا الرموز البربرية تبدو وكأنها في حالة رقص. كبير العارضين كان نور الدين شران وهو من مواليد سنة 1942 بالرباط تتلمذ على يد الراحل اسياخم وسهولي ومتحصل على عدة جوائز منذ سنة 1970 داخل وخارج الوطن. ما يميز لوحات شران في هذا المعرض هو ضخامتها وألوانها المائية الحية، علما أن بعضها يكتفي باللون البرتقالي وحده والآخر باللون الازرق في كل التدرجات، كما أن الفنان اعتنى بأطر لوحاته التي تتماشى والألوان المستعملة، لم تختلف لوحات شران عن لوحات باقي الفنانين حيث التزم ''بالرمز'' كموضوع للوحاته خاصة في ''حالة حركات'' و''الفرح الازرق''، و''الحضور'' و''التركيب''. اسنطبولي أحمد بن يوسف من مواليد سنة 1957 بخميس مليانة وعضو الجمعية الدولية للفنون التشكيلية باليونسكو ومتخرج من المدرسة العليا للفن التشكيلي بباريس. قدم اسطنبولي ''تليسمان''، ''الرمز المغاربي''، ''الوشم المغاربي'' و''الرموز'' وهكذا فإن الفنان توسع الى الرمز في البلدان المغاربية علما أنه بمثابة التراث الثقافي المشترك. لوحات اسطنبولي اتخذت شكلا مختلفا، حيث قدمت على شكل عمودي عملاق مقسم الى عدة رسومات مختلفة أغلبها برموز ثقافية تشبه القصص الشعبية وذات ألوان داكنة خاصة البني والآجوري، أشكال أخرى عبارة عن حلي تقليدية في شكل حيوانات اسطورية، لوحات أخرى نقشت عليها التمائم (حجابات)، في حين كانت لوحات أخرى مطعمة بمادة الزجاج. للإشارة سيشهد هذا المعرض الاسبوع القادم تنظيم ندوة خاصة بموضوع ''الرموز في الثقافة المغاربية'' من تنشيط أساتذة وفنانين.