كان الإقبال على المعرض الخاص بالمرأة الماكثة بالبيت الذي أقيم بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس من كل سنة متواضعا بالمقارنة مع السنة الماضية بشهادة العارضات اللواتي حضرن من 48 ولاية. فعلى الرغم من شساعة المساحة التي خصصت للمعرض إلا أن الترحيب بالمكان المختار للعرض تتقدمه العديد من العارضات اللواتي التقت بهن ''المساء''، فهذه السيدة فتيحة بداع ذات ال45 سنة منشطة بالتكوين المهني تخصص سلالة وطرز تقليدي، ومصلحة اجتماعية من ولاية ورقلة تحدثنا قائلة ''أشارك في مختلف المعارض التي تنظم لإظهار قدرات المرأة وكفاءتها، ولتعريف الزوار بتقاليد وعادات مختلف المناطق، وهي فرصة أيضا لدفع النساء الماكثات بالبيوت من أجل إثبات وجودهن في الميدان، إلا أنني - تضيف - لم أستحسن مكان إقامة المعرض بسبب الحضور المحتشم للزوار، فعلى الرغم من أن مكان التنظيم واسع المساحة إلا أنه لم يكن في المستوى المطلوب، إذ ألفنا في السنوات الماضية إقامة المعرض بباب الوادي، وهو الحي الشعبي المعروف أين كنا نلقى إقبالا كبيرا طيلة أيام العرض الشيء الذي غاب هذه السنة''. نفس الانطباع لمسناه عند العارضة زهرة بن قطاف من ولاية غليزان التي اختصت في عرض اللباس التقليدي للمنطقة، حيث قالت ''نرحب كثيرا بفكرة المعرض لأنه يعتبر همزة وصل بن العارضين والزوار، فمن جهة نربط علاقات مع العارضين والمواطنين، ومن جهة أخرى نكشف عن ما تجود به مناطقنا من تقاليد، ونغتنم الفرصة لتسويق المنتوج، إلا أني أعتقد أن اختيار مكان العرض لم يكن موفقا هذه السنة بسبب الإقبال المحتشم علينا على خلاف باقي السنوات، حيث كان الإقبال كبيرا بباب الوادي مثلا .س وكان من بين الانتقادات التي عبر عنها العارضون ل''المساء'' أثناء تواجدها بمختلف أجنحة العرض هو جمع عدد من العارضين في جناح واحد، حيث وقفنا عند بعض الأجنحة التي ضمت ثلاث أو أربع عارضات في جناح واحد، على غرار جناح التنمية الفلاحية وبعض أجنحة الخياطة والطرز، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على منتوج العارضات، ما جعل منتوج بعضهن يظهر على حساب منتوج الأخريات، فهذه الآنسة نعيمة كروم مستثمرة فلاحية من ولاية جيجل تقول ''رغم اتساع مساحة العرض تم الزج بنا في أجنحة صغيرة على شكل مجموعات، فمثلا الجناح الذي أتواجد فيه يضم أربع عارضات، وهو أمر جعل نشاطا يظهر بينما لا يظهر نشاط آخر بسبب كثرة العدد، إلى جانب عدم قدرتنا على عرض منتجانا بصورة لائقة بسبب ضيق الجناح، كما أن زائر الجناح لا يعرف في بعض الأحيان ما الذي يتم عرضه، وكان من المفروض - تضيف - أن يضم كل جناح عارضين على الأكثر''، في حين حدثتنا الآنسة سعيدة عبدلوش من ولاية جيجل صاحبة مشروع إنتاج وتغليف منتج التيزانة قائلة ''أعتقد أن معرض السنة الماضية كان أفضل سواء من حيث التنظيم أو طريقة العرض، ولعل أكثر ما أزعجني هذه السنة هو جمع عدد من العارضات في جناح واحد، وعوض أن نحتك ببعضنا البعض لتبادل الخبرات والأفكار لمسنا نوعا من التنافس، لأن كل عارضة ترغب في إظهار منتجها على حساب الأخرى، وهو الأمر الذي ولد لدينا بعض الحساسيات''. ماذا عن رأي زوار المعرض في ما جادت به العارضات؟ رغم أن الإقبال كان أقل من المطلوب إلا أن احتكاكنا ببعض الزائرات كشف عن مدى حاجة النسوة إلى مثل هذه المعارض التي تحفز المرأة على الخروج من البيت والاقتداء بمثيلاتها، ولتتحول إلى سيدة منتجة لها وزنها ومكانتها، وحول انطباعات بعض زائرات المعرض استوقفتنا الحاجة فطيمة بوبغيت التي قصدت ساحة أول ماي خصيصا لزيارة المعرض بعدما علمت أنه يضم عارضات من مختلف ولايات الوطن، حدثتنا قائلة ''أستمتع كثيرا بزيارة مثل هذه المعارض التي تكون فيها النسوة عارضات لكل ما هو تقليدي، ولأني لم أزر معظم ولايات الوطن أعتبر هذا المعرض فرصة للاطلاع على عادات وتقاليد مختلف ربوع وطننا، خاصة ولايات بسكرة وورلة وغرداية، فمثلا هذا المعرض مكنني من اكتشاف اللباس التقليدي لولاية المدية التي لم أكن أعرف أن لديها لباسا خاصا بها، وتذوقت عصير التمر من بسكرة، واطلعت على بعض الأكلات التقليدية، واكتشفت أن بعض الأكلات تشابه ما نعده بالعاصمة، إلا أن الذوق مختلف رغم أن طريقة الإعداد واحدة. وعرفت أيضا أن سكان برج بوعريريج يطلقون اسم ''الحسوة'' على شوربة الدويدة التي نعدها نحن''، بينما حدثتنا السيدة فتيحة اوداي قائلة ''أشجع كثيرا إقامة مثل هذه المعارض، وحبذا لو تتم برمجتها مرتين في السنة لأنها بالنسبة لنا فرصة لاكتشاف الموروث الثقافي لكل ولايات الوطن وتحديدا الأكل التقليدي''، وعلقت مبتسمة ''أعجبتني بهذا المعرض الأفرشة والزرابي التقليدية، وقد قررت أن أقتني واحدة منها، كما تذوقت أيضا المحاجب البسكرية وتعلمت كيفية إعدادها حتى أعدها ببيتي ."