لقي 690 شخصا على الأقل مصرعهم إثر الزلزال القوي وموجات المد العاتية ''تسونامي'' اللذين ضربا شمال شرق اليابان أول أمس الجمعة حسب ما أفادت قناة ''ان اتش كي'' الحكومية اليابانية أمس السبت. وحسب هيئة الشرطة الوطنية اليابانية فإن أكثر من 215 ألف شخص توجهوا إلى مأوى إغاثة في شرق وشمال اليابان اليوم بعد الزلزال الذي بلغت قوته 9,8 درجات على سلم ريشتر وموجات المد العاتية ''تسونامي'' وصل ارتفاعها إلى 10 أمتار بالمناطق الساحلية. ويشمل هذا الرقم أكثر من 100 ألف شخص لجأوا إلى مأوى في محافظة فوكوشيما الشمالية من بينهم مقيمون تم إجلاؤهم من مناطق قريبة من محطتين نوويتين بعد التأكد من تسرب إشعاعي. وقد أعربت مصادر الشرطة اليابانية عن خشيتها من ارتفاع حصيلة القتلى والمفقودين إلى أكثر من 1700 شخص بعد تأكيد مقتل 690 شخصا حتى الآن. وقد غمرت المياه الناجمة عن موجات التسونامي بلدة ريكوزينتتاكاتا في محافظة إيواتي ودمرت معظم المباني فيها. وأدى الزلزال إلى تدمير 3400 منزل بشكل جزئي أو كلي كما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 57,5 ملايين منزل وانقطاع المياه عن مليون منزل. وذكرت وكالة إدارة الكوارث والحرائق اليابانية أنه تم الإبلاغ عن اندلاع حرائق في 206 أماكن في 12محافظة في أعقاب الزلزال. ووضعت قوات الدفاع اليابانية في حالة تأهب للقيام بعمليات الإغاثة التي تشارك فيها القوات الأمريكية المنتشرة في اليابان في ما يعتبر أكبر عملية من نوعها تتعلق بالإنقاذ من كارثة تشارك فيها القوات الأميركية في البلاد. كما يتم التنسيق بين قوات البحرية اليابانية والأسطول السابع الأميركي للقيام بأعمال بحث وإنقاذ عند ساحل المحيط الهادئ في شمال شرق اليابان. وأعرب رئيس الوزراء اليابانى ناوتو كان في مؤتمر صحافي عن أمله في التمكن ''من تجاوز هذه الكارثة الوطنية غير المسبوقة من خلال قوة كل شخص والحكومة والمؤسسات المعنية''. واعتبر أن موجات المد العاتية هي التي أدت إلى إحداث الدمار وليس الزلزال بحد ذاته وقال إنه سيتم رفع عدد جنود قوات الدفاع المشاركة في عمليات الإغاثة إلى 50 ألف جندي مشيرا إلى أن 50 دولة ومنظمة أعلنت عن استعدادها لتقديم العون لليابان. ومن جهة أخرى أكدت الحكومة اليابانية أمس وقوع انفجار في محطة فوكيشما النووية رقم واحد شمال شرق البلاد غير أنها نفت أن يكون الانفجار قد وقع في المفاعل رقم واحد الذي يعاني من مشاكل بسبب الزلزال العنيف. ونقلت وكالة الأنباء اليابانية ''كيودو'' عن كبير أمناء الحكومة يوكيو إيدانو قوله ''إن الانفجار وقع بالفعل في محطة فوكيشما النووية رقم واحد ولكن ليس في المفاعل رقم واحد''. وكانت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية المشغلة للمحطة النووية قد أعلنت عن وقوع انفجار في المفاعل رقم واحد قبل أن تنفي الحكومة ذلك ما أدى إلى وقوع سقف وإصابة 4 أشخاص كانوا يعملون لمعالجة المشاكل الناتجة عن الزلزال. وقالت الحكومة المحلية في محافظة فوكوشيما أن الأشعة المتسربة في الساعة من المحطة النووية وصلت إلى 1015 ميكرو سيفرت وهو ما يعادل المستوى المسموح للأشخاص العاديين التعرض له خلال سنة كاملة. وكانت وكالة السلامة النووية والصناعية الحكومية قد حذرت اليوم من تسرب مادتي السيزيوم واليود من المفاعل رقم واحد في مفاعل فوكوشيما النووي ما قد يشير إلى بدء ذوبان المستودعات المعدنية التي تحتوي على وقود اليورانيوم. وسعت السلطات إلى تبريد المفاعل وبدأت بعملية تسريب الهواء منه في وقت أصدرت أوامر تقضي بإجلاء 3 آلاف ياباني يقيمون في الجوار على الرغم من قول السلطات إنه في هذا الوقت أكدت مصادر رسمية أن روسيا ألغت أمس الإنذار بشأن احتمال وقوع أمواج مد عاتية (تسونامي) في الشرق الأقصى من البلاد. وأكدت تلك المصادر أن الخبراء الروس يتابعون عن كثب حاليا ''الخلفية الإشعاعية في المنطقة ارتباطا باحتمال تدهور الوضع البيئي نتيجة تسرب مواد مشعة في محطة ''فوكوشيما'' الكهرذرية اليابانية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان. وكانت هيئة الرقابة الصحية الروسية قد أعلنت يوم الجمعة عن ''تشديد الرقابة على الأمن الإشعاعي'' في مقاطعات ساخالين وكامتشاتكا وماغادان واقليمي بريموريه وخاباروفسك الواقعة شرق روسيا مشيرة إلى أن ''الخلفية الإشعاعية لا تزال طبيعية وليس هناك أي خطر يهدد مناطق الشرق الأقصى الروسية''.