رغم أنّ السلطات العراقية خصّصت نحو نصف مليار دولار للنجف لتأخذ مكانها كعاصمة للثقافة الإسلامية عام ,2012 إلاّ أنّ لا شيء يوحي حالياً بأنّ المدينة ستكون جاهزة في الوقت المناسب، وبالإمكان إلقاء اللوم على التخطيط الخاطئ، لأنّ بعض المشاريع لم تبدأ بعد، كما يقول المنظمون أنفسهم إنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعيّن القيام به. ويقول عضو مجلس محافظة النجف نزار حسين النفاخ: ''إننا بحاجة إلى مزيد من الوقت، لن يكون كل شيء كاملاً في مدينتنا بالنسبة للزائرين''، وتم اختيار النجف في أكتوبر 2009 من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)، لتكون واحدة من العواصم الثلاث للثقافة الإسلامية عام 2012 مع دكا عاصمة بنغلادش ونيامي عاصمة النيجر. بالنسبة للعراق، فإنّ هذا الحدث يندرج ضمن جهود تطبيع الأوضاع بعد عقود من الحرب والعقوبات والعنف، ومن المتوقع أن تستضيف بغداد قمة عربية العام الحالي كما ستستضيف البصرة (جنوب) عام 2013 كأس دول الخليج لكرة القدم، وقالت تمارا تنيشفيلي الخبيرة في اليونسكو ومقرها عمان ''كلّ هذه الفعاليات تشابه دورة الألعاب الاولمبية، كونها تساعد في تطوير البنى التحتية وتشكل واجهة هذا البلد في الخارج''. وفي النجف، ستكون هناك أحداث ثقافية مختلفة طوال عام ,2012 مثل الحفلات الموسيقية التقليدية، ومحاضرات حول ''الاسلاموفوبيا'' (رهاب الإسلام)، وتراث الإمام علي بن أبي طالب الذي يعتبر ضريحه أحد أبرز العتبات المقدسة لدى الشيعة. وحجم الموازنة المخصّصة للنجف 455 مليون دولار لعام ,2012 بما في ذلك تشييد مجمع ثقافي ضخم ومراكز جديدة لمعالجة النفايات، وقد تمّ تحديد أكثر من 70 مشروعاً، لكن لا يزال هناك 20 منها تنتظر رسوها على المقاولين. أمّا المجمع الثقافي وهو مبنى من 44 ألف متر مربع يشيد وسط حقل من 115 ألف متر مربع، فسينتهي في الموعد المحدد وفقاً للمشرف التركي اوغوز دوزندور الذي يؤكد ان سقف المبنى سينتهي منتصف ماي المقبل، وسوف يبلغ عدد العمال أربعة أضعاف عما هو حالياً ليصل إلى 600 شخص يعملون بشكل متواصل لضمان انتهاء ''مدينة الثقافة'' التي تشمل مركزاً للمؤتمرات ومسرحاً ومتحفاً ومكتبة في الوقت المحدد. وقال عقيل مندلاوي المسؤول في وزارة الثقافة في لجنة تنظيم النجف ,2012 إن المقاول سيسلم المركز الثقافي نهاية العام الحالي، لكن مشاريع البنى التحتية الأخرى مثل إحدى الطرق السريعة قيد الإنشاء لن يتم الانتهاء منها آخر العام. وأوضح مندلاوي أنّ تأهيل شوارع النجف قد تأجّل بسبب تجديد نظام الصرف الصحي، وعزا التأخير إلى المعاملات المعقّدة الموروثة من النظام السابق، ولكن أيضا إلى تشريعات جديدة، مثل اشتراط إجراء مناقصة علنية قبل انطلاق المشاريع. وتستخدم موازنة البرنامج الثقافي الطموحة لتحسين قدرات فنادق النجف التي بالكاد تستوعب الآلاف من الزوّار الشيعة، ومعظمهم من الإيرانيين الذين يصلون بشكل يومي، وتمّ استثمار جزء من هذه الأموال في بناء فندق من فئة الخمس نجوم، بعد ابتعاد مستثمرين من القطاع الخاص، طبقاً لمندلاوي. وبحسب غرفة التجارة في النجف، سيتم استكمال بعض الفنادق الجديدة في الوقت المحدّد، ما قد يحدّ من تدفق الزائرين عام .2012 إلا أن المنظمين يخططون بالفعل لاستيعاب الزوار في بغداد (160 كلم شمالا) وتنظيم رحلات مكوكية بين العاصمة والنجف، ويختم مندلاوي قائلاً: ''في العراق هناك دائماً خطة بديلة''.