انطلقت الفعاليات السينمائية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' نهاية الأسبوع الماضي، بعرض الفيلم الوثائقي عن الشاعر الندرومي ''الشيخ قدور بن عاشور الزرهوني'' عن نصّ لعيسى شريّط وإخراج المتميّز نزيم قايدي، ليله في الأيام القليلة القديمة عدد من الأفلام تتراوح بين الأفلام الوثائقية الجديدة حول تاريخ، ثقافة، تراث وأعلام مدينة تلمسان ومنطقتها، وكذا الأفلام الخيالية. هذا الفيلم الوثائقي الخيالي يتناول مسار الشاعر والموسيقي المتصوّف، الشيخ قدور بن عاشور الزرهوني، ويسلّط الضوء على مدار 52 دقيقة، على حياة هذا العَلَم الذي يعدّ من مؤسسي الزوايا في مدينة تلمسان، واعتمد صاحب النص عيسى شريّط في كتابة سيناريو العمل على ثلاثة محاور في حياة الرجل، هي محور ''الموسيقى التي تعلّمها وعلمها للآخرين''، ومحور ''الشعر حيث يعتبر شاعرا فحلا خصّص جل شعره في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام''، أما الثالث فيتعلّق ب''الجانب الروحي والتصوّفس. وانطلق شريط في كتابة سيناريو هذا العمل - الذي سيليه عرض الفيلم الوثائقي ''بستان تلمسان'' للمخرج حفيظ بن صالح الأسبوع الجاري - انطلاقا من بعض الدراسات التي تناولت هذه الشخصية التاريخية العريقة في هذه المدينة والجزائر عموماً، وقد تمّ تصوير العمل في مدينة ندرومة بتلمسان التي ترك فيها أثراً طيبا يشهد له التاريخ بذلك الآن، إلى جانب مساهمة الروائي عبد الوهاب بن منصور في جمع المعلومات. وكشف رئيس دائرة السينما في تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، السيد كريم آيت أومزيان''، في وقت سابق خلال الأسبوع الفارط، أنّ الدائرة التي يشرف عليها خصّصت برنامجا سينمائيا ثريا يتماشى مع روح هذه التظاهرة ويعمل على تحقيق الغايات الأساسية للفن السابع، على غرار ترفيه الشباب وتثقيفه، وكذا اطلاعه على مختلف التقنيات المستعملة في الفن السابع. وأشار إلى أنّ حصيلة الإنتاج السينمائي تشمل 35 فيلما وثائقيا و3 أفلام طويلة، شرع في تصويرها، ووصل بعضها إلى مرحلة التركيب. وأوضح آيت أومزيان أنّ البرنامج يتضمّن مجموعة هامة من الأفلام الوثائقية الجديدة حول تاريخ وثقافة وتراث وأعلام مدينة تلمسان ونواحيها، منها ''تلمسان الأندلسية'' لشريف عقون، ''مساجد وزوايا وأضرحة بني سنوس'' للمخرج حسين نازف، ''عالمات ومجاهدات تلمسان'' لنور الدين بن عمر مزاهر و''سيدي بومدين'' للسيدة نورة قاسي عبد الرحمان بلعروسي، إلى جانب الأفلام الطويلة الخيالية على غرار فيلم ''الأندلسي '' للمخرج محمد شويخ و''ديب'' لعبد الكريم بهلول. كما يشمل البرنامج أفلاما وثائقية حول التراث غير المادي والمتعلّقة بالفنون كالحوزي، الشعر، الغناء النسوي ''الحوفي'' وطقوس ''كرنافال أيراد'' أو تلك التي تتناول مناطق من الوطن كالساورة والقبائل والهضاب العليا، على ان ينظّم شهريا أربعة عروض أولية شرفية على مستوى مدينة تلمسان بحضور المخرجين والمؤلفين قبل عرض هذه الأفلام الجديدة بمختلف دور السينما للولايات المجاورة. وتكون العروض في المرحلة الأولى على مستوى دار الثقافة ''عبد القادر علولة'' في انتظار استكمال مشروع قصر الثقافة للمنصورة، كما سيتمّ استعمال العتاد المتحرّك لعرض الأفلام بالساحات العمومية لفائدة أكبر عدد ممكن من الشباب، وفي هذا السياق ستنظم الدائرة بمشاركة مديرية التربية للولاية والجمعيات الثقافية، مسابقة حول ''أحسن روبورتاج بوسائط ووسائل الهواة'' موجهة لتلاميذ الثانويات، وكذا فتح لفائدة الشباب الهاوي نواد للسينما خاصة بمناقشة بعض الأعمال السينمائية والتقنيات الحديثة المستعملة في الإخراج. كما سيتم تنظيم بانوراما الأفلام الوثائقية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' وهو عبارة عن ''مهرجان تنافسي على جوائز مختلفة''، وكذا الأيام السينمائية للبلدان المشاركة في التظاهرة، مع إقامة جلسات للنقاش بحضور المخرجين كما أوضح نفس المسؤول. ومن بين الأفلام الوثائقية والوثائقية الخيالية المبرمجة في التظاهرة ''القوال'' لبوعلام عيساوي، ''تلمسان المسجد الكبير'' لمحمد حويدق، ''تلمسان الأندلسية'' لشريف عقون، ''سيدي بومدين شعيب الغوث'' ليحيى مزاحم ، ''عبد المومن بن علي الكومي'' لجمال بن صابر، ''سيدي احمد بن زكري التلمساني'' لزكريا قدور إبراهيم، ''مساجد، زوايا، وأضرحة بني سنوس'' لحسين نازف، إلى جانب ''أسرار أبواب تلمسان'' لأحمد عطاطفة، ''تلمسان تقاوم'' لعمار عراب، ''الحاجة لالة مغنية'' لمصطفى حسيني، ''دار الحديث، فضاء للثقافة'' لسعيد عولمي، ''حصار تلمسان'' للطيب شريف صديق، ''حلم النسور'' لمحمد حازورلي، وأيضا ''على خطى الشيخة طيطمة'' لمينة كسار، ''تلمسان - بجاية روابط ثقافية حميمة'' لابن عمار بختي، ''الشيخ سيدي محمد بلقايد'' لحاج أحمد منصوري، ''العالم حسب محمد ديب'' لجيلالي خلاص، ''الشيخ عبد الكريم المغيلي التلمساني'' للعربي لكحل وأفلام أخرى ستثري الرصيد السينمائي الجزائري.