تم حديثا تسليم كل الأفلام الوثائقية التي أنتجت خصيصا لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 وهي جاهزة للعرض بمختلف القاعات إنطلاقا من الأسبوع الأول للتظاهرة حيث تم إعداد برنامج ثري وهام يضم عديد الأفلام التي صورت حول تاريخ وثقافة وتراث عاصمة الزيانيين على غرار فيلم »الڤوال« للمخرج بوعلام عيساوي والفيلم الوثائقي »تلمسان المسجد الكبير« لمحمد حويدق إضافة إلى فيلم »الشيخ قدور بن عاشور « لنزيم قايدي و»تلمسان الأندلسية« لشريف عڤون أما فيما يتعلق بالأفلام الخيالية الطويلة فقد عزز المخرج المعروف عبد الكريم بهلول مشاركته في هذه التظاهرة من خلال فيلم »ديب« في حين أن المخرج محمد شويخ قرر المشاركة بفيلم »الأندلسي« لينضم إلى لائحة المخرجين الجزائريين الذين أبدوا غيرتهم على التراث الثقافي لبلدهم من خلال هذه العروض السينمائية التي ستقدم من منظور تاريخي بحث يكشف عن البعض من ملامح الثقافة الإسلامية لبلادنا ويعرف ببعض الشخصيات التي كان لها دور كبير في تحريك عجلة التاريخ الجزائري وليس هذا فحسب بل إن اللجنة المنظمة قد برمجت أيضا عدد من الأفلام الوثائقية حول التراث غير المادي حيث خصصت المجموعة الأولى حول الموسيقى الأندلسية والحوزي وكذا الشعر والغناء النسوي ناهيك عن مستقبل الكمان وطقوس كرنفال »عبيردا« أما المجموعة الثانية من هذه الأفلام الوثائقية فتتكون من 7 أفلام تخص عدة مناطق وهي منطقة الساورة والطاسيلي ومنطقة القبائل والهضاب العليا إضافة إلى عروض أخرى مثل عرض » بين التراث والڤوارة« وعرض » ثقافة التوارڤ« بين الأهڤار والطاسيلي كما سيتم عرض فيلم وثائقي آخر سيخصص للكنوز الإنسانية الحية تحت عنوان »أزرار« وتعني الغناء النسوي عبر الجزائر ومن جهة أخرى فإن هذه التظاهرة الثقافية قد خصصت أيضا حيزا آخر للأفلام الطويلة والقصيرة التي ستعرض في إطار الأيام السينمائية للدول المشاركة في التظاهرة حيث سيصحب هذه العروض مجموعة من المعارض للملصقات والصور والكتب التي لها علاقة بالسينما مع إقامة جلسات خاصة لنقاش بحضور المخرجين وكذا المهتمين بعالم السينما والإخراج من باحثين وأساتذة من مختلف الجامعات الجزائرية الذين ستكون لهم مشاركة مميزة في فعاليات هذه التظاهرة الدولية الضخمة بهدف إحياء الحركة السنيمائية الجزائرية ومناقشة أهم الصعوبات التي تواجه السينمائيين ببلادنا من مخرجين وممثلين وكذا منتجين من خلال تشريح واقع القطاع السينمائي الراهن ودراسة مظاهرة وآفاقه في ظل الإنتاجات الجديدة التي صاحبتها موجة الإحتجاجات الناقدة من جهة والتتويجات المشرفة من جهة أخرى كما سيتم تسليط الضوء أيضا على واقع الأفلام الوثائقية في القطاع السنيمائي الجزائري ومكانة هذا النوع من الإنتاجات في الفضاء الإعلامي الوطني وكيفية تناوله للمواضيع المعالجة من طرف المخرجين الذين لا يفهمون كثيرا بالفيلم الوثائقي على غراز الفيلم البوليسي والإجتماعي ولأن الطلبة هم أساس الجمهور الذواق للفن السابع فقد قررت اللجنة المنظمة إدراج برنامج خاص بطلاب الثانوي والمتوسطات من خلال برمجة مسابقة حول أحسن روبورتاج بوسائط ووسائل الهواة بما في ذلك الهاتف النقال وهي مسابقة تهدف لإشراك الشباب بولاية تلمسان في هذه التظاهرة الثقافية الدولية وذلك بالتنسيق مع مديرية الثقافة ومديرية التربية للولاية والجمعيات الثقافية بالمدينة وقد حددت اللجنة المنظمة سن المترشحين الذي يجب أن يتراوح بين 14 إلى 18 سنة كما يشترط أن تتراوح مدة العرض الخاصة بالروبورتاج من 5 إلى 10 دقائق حيث يفسح المجال أمام المترشحين للعمل على عدة مواضيع تم حصرها في التاريخ الثقافة التراث الشخصيات المعروفة في الثقافة الجزائرية السياحة، البيئة، الإعلام وغيرها من المواضيع التي لها علاقة مباشرة بالتظاهرة علما أن لجنة التحكيم التي ستشرف على تقييم هذه الربورتاجات مكونة في الأصل من مهنيين في المجال السمعي البصري وبعض شخصيات المجتمع المدني لولاية تلمسان والجدير بالذكر أن مختلف العروض السينمائية المبرمجة من أفلام وثائقية وأفلام خيالية طويلة وقصيرة سيتم عرضها بقاعة »الكوليزي« التي أصبحت جاهزة لتوظيف دورها في الفن السابع بعد أن طالت أشغاله لفترة معينة نظرا لتواجدها بجانب بعض الأسوار الأثرية المحاذية لهذا الهيكل السينمائي الذي سيعزز بحافلات سينمائية متجولة سيتم توظيفها في المناطق النائية التي تفتقر لأجهزة العرض السينمائي عبر ولاية تلمسان .