شهدت ساحة حقوق الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس أول أمس، تنظيم تجمع من أجل إطلاق سراح سجناء الرأي الصحراويين المعتقلين في عديد السجون بالمغرب بدعوة من جمعيات مساندة الشعب الصحراوي وأحزاب سياسية فرنسية. ورفع المشاركون لافتات كتب عليها ''لا للقمع في الأراضي المحتلة'' و''أطلقوا سراح السجناء السياسيين''، كما قرروا مساندة دعوة الشباب الصحراوي في الأراضي المحتلة وجعل تاريخ 25 مارس ''يوما للتجند ضد الاحتلال''. وفي هذا السياق قال الحقوقي الصحراوي إبراهيم صابر ''أن مخيما آخر يضم 15 خيمة قد تم تفكيكه الخميس الماضي باستعمال القوة على يد القوات المغربية بالقرب من مدينة العيونالمحتلة منهم نساء وأطفال تم طردهم بالقوة''. من جانبه ذكر الأمين العام لجمعية ضحايا الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي اقترفها المغرب بأن بعض السجناء السياسيين الصحراويين ''لا زالوا يقبعون في الزنزانات المغربية'' دون علمهم بالاتهامات الموجهة إليهم. واعتبر جون بول لوماراك أحد المتعاطفين مع القضية الصحراوية أن المغرب ''لا يملك اتهامات حقيقية ضد السجناء، حيث أن البعض منهم متابع من قبل محاكم عسكرية على غرار نعمة اسفاري الرئيس الثاني لمنظمة كوريلسو وهم يوجدون منذ 7 نوفمبر 2010 في عزلة تامة وغير مسموح لهم بالرسائل والصحافة''. وأشار إلى أن ''عدم محاكمتهم يعكس مدى حرج المغرب الذي يخشى من قدوم ملاحظين أجانب لمراقبة المحاكمة والصحافة''. ودعا منظمو التجمع إلى تمديد بعثة منظمة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية ''مينورسو'' وإلى مراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة واحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وتنظيم استفتاء تقرير المصير في ''أقرب الآجال''. وفي هذا السياق أوضح ممثل فرع فرنسا لمنظمة العفو الدولية أن المنظمة وجهت مؤخرا رسالة إلى رئيس الدبلوماسية الفرنسية ألان جوبي لكي تتدخل فرنسا بصفتها عضوا في مجلس الأمن الدولي خلال الاجتماع المقبل لهذه الهيئة الأممية بهدف توسيع مهام بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. غير أن ألان بايلي رئيسة الأرضية من أجل التضامن مع الشعب الصحراوي أعربت عن أسفها كون ''المجتمع الدولي الذي يساند التحركات في البلدان العربية لتوسيع فضاءات الحرية يغض الطرف عندما يتعلق الأمر بعدالة كفاح الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير''. وقدمت بايير النائبة الأوروبية السابقة في ندوة صحفية نشطتها بمناسبة يوم التجند ضد احتلال الصحراء الغربية من قبل المغرب حصيلة مؤسفة لدور فرنسا والاتحاد الأوروبي ''اللذين يظلان غير آبهين بآلام الشعب الصحراوي من خلال لعب دور الناطق الرسمي للمغرب''. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي قد ذهب بعيدا بما أن المصلحة الأوروبية للشؤون الخارجية التي تشرف عليها كاثرين اشتون وفي مراسلة مؤرخة بتاريخ 08 مارس2011 ''تضع المعتدي والمعتدى عليه في نفس المستوى من خلال مطالبة الطرفين جبهة البوليزاريو والمغرب بالتحلي بضبط النفس وبذل قصارى الجهود حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث'' في إشارة إلى الاعتداء الذي نفذته قوات الاحتلال المغربية ضد الصحراويين خلال عملية تفكيك مخيم اقديم ايزيك شهر نوفمبر الماضي. وهو الاعتداء الذي أكدت بشأنه جبهة البوليزاريو أنه خلف عشرات القتلى والجرحى في صفوف الصحراويين.