الأفلام الوثائقية، الخط العربي والجولات الفنية تزيّن شهر أفريل أيام قليلة تفصلنا عن الانطلاق الرسمي لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' بهضبة لالة ستي المطلّة على عاصمة الزيانيين والتي تحضّر معالمها الأثرية وأزقتها لاستقبال التظاهرة كما تدعّم مشهدها الثقافي والفني بمنشآت جديدة من شأنها أن تجعل من جوهرة الغرب منارة من منارات الجزائر المشعّة على غرار مركز الدراسات الأندلسية وقصر الثقافة وكذا القصر الملكي بقلعة ''المشور''، وفي انتظار الكشف عن برنامج الافتتاح الرسمي، يحمل شهر افريل الجاري العديد من المحطات السينمائية، العلمية وكذا المسرحية وغيرها. ففي مجال الملتقيات، من المنتظر أن تنظّم جامعة تلمسان ''أبو بكر بلقايد'' بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ أيام 19 ,18 و20 أفريل الجاري ملتقى دوليا حول ''مفكرو وأعلام تلمسان''، وذلك بعد أن شهد شهرا فيفري ومارس المنصرمين تنظيم ثلاثة ملتقيات حول ''تاريخ حاضرة تلمسان وضواحيها''، ''الشعر النسوي في تلمسان'' و''الإسلام في المغرب ودور تلمسان في انتشاره''. ومن ضمن المهرجانات الثقافية الدولية التي كيّفت مع تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي الذي سينظّم من 20 إلى 29 أفريل الجاري، وهو بمثابة ملتقى لهذا الفن الإسلامي سيجمع أشهر الفنانين من البلدان المتفوّقة في هذا الاختصاص الفني، كما سينطلق هذا المهرجان من حقيقة أنّ الجزائر خزانة تحوي موارد ثقافية وتراثية مادية وغير مادية لا تفنى تبقى شاهدة على موهبة فنانيها بما في ذلك الفن الراقي للخط العربي، ويعتبر هذا الفن كنزا من كنوز الفنون الإسلامية، ويحمل في الجزائر بصفة قوية بصمات أكبر الأساتذة الروّاد في هذا الفن الراقي مثل عمر راسم وتلاميذه المعاصرين الذين جعلوا من بلادنا أحد مراجع هذا الفن التشكيلي الأصيل وأكسبوا مدرسة الجزائر سمعة كبيرة. أمّا عن المعارض، فسيعرف هذا الشهر تنظيم معرضين، الأوّل عن ''الحياة اليومية في تلمسان'' حيث سيقدّم المعرض مشاهد من الواقع اليومي للحياة في تلمسان من خلال الولوج إلى منزل حضري بكلّ محتوياته، وكذا عبر الدخول إلى بيت تقليدي ريفي من بني سنوس حيث ستعرض الصناعة التقليدية المتمثّلة أساسا في النسيج وصناعة السلل. أمّا المعرض الثاني فهو حول ''المخطوطات الإسلامية، المجموعات الوطنية''، ويهدف بالأساس إلى التعريف بالمخطوطات الإسلامية في الجزائر وطرق المساهمة في حماية وحفظ هذا التراث إضافة إلى ترقية الفنون الإسلامية مثل الخط العربي، الزخرفة، التجليد وصناعة الورق. وكما جرت عليه العادة كلّ يوم أربعاء منذ بداية مارس، ستشهد دار الثقافة ''عبد القادر علولة'' بتلمسان عرض أربعة أفلام وثائقية ضمن الفعاليات السينمائية لهذه التظاهرة، إذ سيتمّ عرض الفيلم الوثائقي ''مساجد، زوايا، وأضرحة بني سنوس'' لحسين نازف في السادس من أفريل الجاري، يليه ''القوال'' لبوعلام عيساوي، ''تلمسان تقاوم'' لعمار عراب و''تلمسان الأندلسية'' لشريف عقون. مسرحيا، سيعرف شهر أفريل الجاري، تقديم مسرحية ''البودالي أو ثورة بلحرش'' عن نصّ لسليم سوهالي، إخراج صونيا وإنتاج المسرح الجهوي لسكيكدة، ويتطرق هذا العمل لمعركة بلحرش الشهيرة التي جرت سنة 1804 في منطقة الشمال القسنطيني وهي عبارة عن انتفاضة أهالي المنطقة على بايلك الشرق بسبب الظلم المسلّط عليهم بالخصوص كثرة الضرائب التي أثقلت كاهلهم، وتمكّنوا بقيادة بلحرش من محاصرة مدينة قسنطينة ليتمكّن بعدها هذا الأخير من اغتيال الباي عصمان بالقرب من منطقة وادي الزهور بأقصى غرب سكيكدة. برنامج الجولات الفنية لشهر أفريل، يحمل الكثير من الحفلات التي يحييها كوكبة من الفنانين الجزائريين، وتضمّ القافلة الأولى كلا من ماسينيسا، صابر هواري، سامية بن نبي وبارودي بن خدّة وستشمل ولايات سعيدة، البيض، النعامة، وتضمّ القافلة الثانية لمياء مديني، توفيق تواتي، محمد قسو ومحفوظ سكوتي وستحطّ بكلّ من تلمسان، عين تيموشنت، وهران وسيدي بلعباس، أمّا الثالثة فتضم ياسين بوزامة، مجيد خرباش، مصطفى بزكزي، محمد حمدين وسيد علي بوخرص وستحطّ بسعيدة، البيض، النعامة، بشار وتندوف. لتتبعها قوافل فنية أخرى ستجوب ولايات الشمال الغربي، ستضمّ أسماء فنية أخرى في مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية، على غرار سيد علي ادريس، سيد أحمد زغيش، مزيان إيزوران، عبد اللّه الكرد، ابراهيم بودوخة، الشابة سهام، الشابة نوال، الشاب رضوان، رضا سيتي ,16 وأيضا ديدين كاروم، نور الدين بن غالي، حسيبة عبد الرؤوف وغيرهم.