احتفاء بشهر التراث، تنظم مديرية الثقافة للمدية أيام ,17 ,16 و18 ماي المقبل فعاليات »المنتدى المحلي الأول للحكم والأمثال وفنون الكلام« تحت شعار »التراث الثقافي والمجتمع الجواري«، وذلك بهدف المحافظة علي التراث الثقافي، حمايته، تعزيزه وابرازه وأيضا تحديد هذا التراث والتعرف عليه، من خلال عدد من الانشطة التي تصب في الغاية الاساسية من تنظيم هذا المنتدى وبمشاركة باحثين وجامعيين. هذه التظاهرة الثقافية التراثية الفنية، تسعى عبرها مديرية الثقافة لعاصمة التيطري بعث، ترقية وصون التراث غير المادي الذي هو التراث الحي، والذي يعتبر المصدر الرئيسي للتنوع الثقافي لأنه يشمل كل الممارسات والتعابير والمعارف والمهارات، وكذا الآلات والادوات وحتى الفضاءات الثقافية المرتبطة بها، ذلك ان انتقال هذا التراث عبر اجيال المجموعة البشرية يضمن دوام هويتها وأصالتها. وتبقى الغاية من تنظيم »المنتدى المحلي الأول للحكم والامثال وفنون الكلام« جمع، توثيق وتسجيل هذا الموروث بكافة الوسائل لإنشاء بنك معطيات علاوة على إحياء ونقل مختلف جوانبه مع تثمينه وابرازه، وستحتضن فعاليات هذه التظاهرة كل من دار الثقافة »حسن الحسني«، جامعة المدية، ومتحف الفنون والتقاليد الشعبية. وقسمت فعاليات المنتدى بين الملتقى العلمي، أمسية ومسابقة في الشعر الملحون، عروض حكواتيين للكبار والأطفال وكذا جلسات السماع والتوثيق، وستعرف مختلف هذه الانشطة مشاركة جامعيين ومهتمين بهذا التراث وأيضا فنانين مبدعين اخذوا على عاتقهم مهمة الحفاظ علي فنون الكلام وإيجاد مكانة لائقة بها في النسيج الثقافي التراثي الوطني. الملتقى العلمي المرافق لهذه التظاهرة سينطلق يوم 16 ماي المقبل، ويوقع جلساته كل من الدكتور عبد الحميد بورايو (جامعة الجزائر)، الدكتور العيقون خالد (جامعة تيزي وزو)، الدكتور عبد الحميد بوسماحة (المدرسة العليا ببوزريعة)، الدكتور ابراهيم شعيب (جامعة الاغواط)، الدكتور لوصيف لخضر (جامعة الجلفة)، الدكتور احمد زاغب (جامعة الوادي)، الدكتور فيطس عبد القادر (جامعة الجلفة)، الدكتور جلال خشاب (جامعة سوق أهراس) والدكتور رغيسة عطية (جامعة البليدة) . أما الأمسية ومسابقة الشعر الملحون فسينشطها عدد من الشعراء المحليين كالشاعر مباح مصباح (بلدية الشهبونية)، نابي توفيق (بلدية المدية)، خاير محمد (بلدية السواقي)، عباد بلقاسم (بلدية قصر البخاري)، سمراء العربي (بلدية اولاد إبراهيم)، بن سليمان بوعلام (بلدية البواعيش)، بوغزاي الزهور (بلدية بن شيكاو)، سالم تيفور (بلدية اولاد ابراهيم) ولوصيف محمد (بلدية أولاد معرف). ويؤثث عروض الحكواتيين للكبار والأطفال الحكواتي الماحي مسلم (ولاية سيدي بلعباس)، الحكواتي سعيد رمضاني والحكواتي حسين نذير (الجزائر)، وتشتمل جلسات السماع التوثيق بمتحف الفنون والتقاليد الشعبية على البوقالات، الأمثال الشعبية، حكايات الجدات والألغاز. وحسب الورقة التي تقدم لهذا المنتدى فإن »المثل« كلمة مأخوذة من قولك هذا مثل الشيء ومثله، كما تقول : شَبَهُهُ وشَبْهُهُ لأن الاصل فيه التشبيه، والمثل لا يستدعي إحاطة بالعلم وشؤونه ولا بحثا عميقا، وإنما يتطلب التجربة الطويلة والبصيرة الثاقبة في شؤون الحياة، وللمثل مورد ومضرب، »المورد« هو القصة او الحادثة التي ورد فيها ، و»المضرب« هو الحالة التي يستخدم فيها. أما »الحكمة« فهي خلاصة نظر معمق إلى الحياة تصدر عن ذوي التجارب الخصبة والعقول الراجحة والأفكار النيرة، وهي بهذا المعنى تصدر عن فئة من الناس تنظر إلى الامور نظرة شاملة وتحللها تحليلا دقيقا ثم تصدر في شأنها مقولة تظل سائرة تعلق بالأذهان والقلوب، فتجري مجرى الحكمة على الالسن عبر العصور والأزمان لأن الناس يجدون في هذه الحكم هداية وارشادا وتوجيها إلى ما يعينهم على الفلاح في حياتهم. وفيما يتعلق ب»البوقالة« فلا تحظى أية لعبة تراثية في الجزائر بالشعبية الكبيرة التي تحظى بها لعبة البوقالة وتزداد شعبيتها كلما حل شهر رمضان الفضيل، حيث تجتمع النسوة في بيت من بيوت القصبة ذات الفناء الواسع حول اطباق البقلاوة وقلب اللوز واكواب الشاي الاخضر والقهوة، وليست هذه اللعبة الترفيهية سوى اشعار شعبية تشاع في الاوساط العائلية النسوية، وغالبا ما يكون فحواها حول الحب العفيف والحزن على فراق الاحباب والخلان والأمل بعودتهم، وتتطلب لعبة »البوقالة« تحضير اجواء حميمية ملائمة تساعد المشاركات فيها على فتح مخيلتهن وفسح خواطرهن وشرح صدورهن للفال الطيب والأمل والرجاء والحلم.