نفى سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي أمس أن تكون القوات الموالية لوالده ارتكبت جرائم ضد الشعب الليبي في تلميح إلى اتهامات باقتراف الوحدات الموالية للنظام الليبي جرائم بشعة ضد المدنيين. وأكد نجل العقيد الليبي في حديث لصحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية أمس انه لن يقبل أبدا بأن يطلق الجيش النار على المدنيين وقال أن هذا لم يحصل ولن يحصل أبدا'' في نفس الوقت الذي نفى فيه إطلاق النار على المعارضين لنظام والده. وقال إن تلك التهم كان الهدف منها تبرير تدخل قوات حلف الناتو في ليبيا. وشبه سيف الإسلام القذافي الذي كان مرشحا لخلافة والده إلى غاية منتصف شهر فيفري تاريخ اندلاع المواجهات، الوضع الحالي في ليبيا بذلك الذي عرفه العراق سنة 2003 وأدى إلى الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين تحت ذريعة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل. وقال أن عبارة المدنيين استعملت من طرف الدعاية الغربية تماما كما استعملت عبارة الدمار الشامل ضد العراق وقال انه حذر قبل اندلاع المواجهات وقيام حلف الناتو بالتدخل من مغبة وقوع حرب أهلية في بلاده في حال صادق مجلس الأمن على لائحة في هذا الاتجاه. وقال القذافي الابن أن تنظيم القاعدة تمكن من استغلال الوضع والفوضى العارمة التي تشهدها البلاد لاختراق صفوف المعارضة المسلحة وطالب لأجل ذلك الأممالمتحدة بالتدخل من اجل مساعدة نظام والده من اجل القضاء على تنظيم القاعدة. وهو التحذير الذي رفعه موسى إبراهيم الناطق باسم الحكومة الليبية بعد أن شدد على خطورة تموقع هؤلاء الأشخاص في هذا البلد والتحكم في مستقبله وعلى ثرواته الباهظة على عتبة ابواب أوروبا. ودافع سيف الإسلام القذافي عن قوات والده في وقت أكدت تقارير حقوقية أن المعارك التي تشهدها مدينة مصراتة منذ فيفري الماضي خلفت إلى حد الآن أكثر من ألف قتيل وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب. وذكرت مصادر استشفائية في المدينة أن 80 بالمائة من قتلى المواجهات في هذه المدينة المحاصرة الواقعة على بعد 200 كلم شرق العاصمة طرابلس من المدنيين كان آخرهم 17 شخصا قتلوا في معارك نهار الأحد. وذهبت الاتهامات إلى أبعد من ذلك عندما اتهم القوات الموالية للعقيد القذافي باستعمال قذائف انشطارية محرمة دوليا بدليل الإصابات الخطيرة التي تعرض لها العديد من الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفى بالإضافة إلى إصابة العشرات من سكان المدينة برصاص القناصة الذين تموقعوا فوق أسطح البنايات في حرب مدن حقيقية لمنع تمكن المعارضة المسلحة من السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية على الطريق المؤدية إلى العاصمة طرابلس. وبسبب الحصار فقد اضطرت المعارضة المسلحة والأطباء العاملون في المدينة من نقل المصابين بحرا إلى مستشفيات تونسية من اجل إنقاذ حياتهم بسبب خطورة إصاباتهم. وذكرت منظمة الأممالمتحدة أمس أن مبعوثين عنها إلى العاصمة الليبية طالبوا من الوزير الاول الليبي البغدادي علي المحمودي بوقف فوري لكل الهجمات العسكرية ورفع الحصار المفروض على هذه المدينة. كما التقى الموفد الاممي الخاص إلى ليبيا الأردني عبد الإله الخطيب وفاليري اموس مساعدة الأمين العام للمسائل الإنسانية بوزير الخارجية عبد العاطي العبيدي حيث ألحا على السلطات الليبية بوقف فوري لكل الهجمات في البلاد وخاصة على مدينة مصراتة وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لكل سكان المدن المحاصرة منذ عدة أسابيع.