أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، تعهد الدولة الجزائرية بإيجاد ردود ملموسة لواحدة من اكبر القضايا المصيرية في عصرنا والمتمثلة في وصول كل مواطن لمياه الشرب وصرف المياه المستعملة بطرق عقلانية توفر السلامة الصحية وموردا جديدا لسقي الأراضي الفلاحية، مشيرا بمناسبة اليوم العالمي للمياه المصادف ل 22 مارس من كل سنة إلى أن الجزائر مقبلة على كسب معركة لتوفير الموارد المائية والتحكم في تسييرها وحمايتها· رسالة رئيس الجمهورية التي قرأها نيابة عنه السيد محمد علي بوغازي مستشار لدى رئاسة الجمهورية أمام المشاركين أمس، في الندوة الدولية الرابعة حول الموارد المائية لحوض البحر الأبيض المتوسط، لم تستثن كبريات المنجزات التي حققها القطاع خلال السنة الأخيرة، منها المنشآت الكبرى لجمع المياه لكل من بني هارون وتاقصبت بالإضافة الى نظام تحويل المياه "الماو" الذي يربط كلا من مستغانم وآرزيو مع وهران، ومحطة تحلية مياه البحر بالحامة· وبفضل الديناميكية التي تم بعثها منذ 1999 والاستثمارات الكبرى التي بذلت من قبل الدولة، سجل رئيس الجمهورية تحسنا كبيرا في مجال التوزيع وصرف المياه بعد أن تضاعف طول شبكات التطهير الوطنية إلى أكثر من 80 بالمائة بعد أن بلغ طولها 38 ألف كيلومتر، حيث ارتفعت نسبة الربط إلى86 بالمائة وهو ما جعل الجزائر تتجاوز الأهداف الإنمائية للألفية المحددة من قبل منظمة الأممالمتحدة، حيث يتم حاليا صيانة وترميم 20 محطة تطهير مع إنجاز 40 محطة جديدة عبر التراب الوطني للحد من نسبة المياه الملوثة التي توجه مباشرة إلى البحر، وهو ما سمح بالمقابل بتخفيض نسبة حالات الإصابة بالأمراض المعدية المنتقلة عن طريق المياه ب30 بالمائة من سنة 2001 إلى2007· ومن جهة أخرى طالب رئيس الجمهورية في رسالته المواطنين بضرورة الابتعاد عن سياسة تبذير وتلويث المياه مع اكتساب سلوك تضامني مسؤول من شأنه المساهمة في تنمية الاقتصاد المستدام، علما أن شعار الاحتفال هذه السنة باليوم العالمي للمياه تقرر أن يكون حول "السنة العالمية للتطهير"· من جهته أبرز رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم الجهود "الجبارة" التي بذلتها الجزائر في قطاع الماء، موضحا أن الجزائر بذلت جهودا معتبرة لاسيما من خلال مشاريع تحلية مياه البحر وإنجاز السدود وتحويل مياه السدود وتسيير الماء· وبعد أن ذكر بأن قطاع الموارد المائية يُعد من بين أولويات نشاطات الحكومة شدد السيد بلخادم على ضرورة ترشيد استعمال الماء· أما وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال فقد طمأن من جهته أمس، المواطنين بتوفير مياه الشرب بالكميات الضرورية خلال فصل الصيف المقبل رغم انخفاض نسبة تساقط الأمطار في المدة الأخيرة، مشيرا إلى تسجيل احتياطي من المياه بلغ 18،51 بالمائة وهي نسبة جيدة على حد قول الوزير الذي وعد من جهة أخرى سكان غرب العاصمة بتحسين خدمات توزيع المياه على أكثر تقدير شهر جويلية القادم· كما استغل فرصة تنظيم الأبواب المفتوحة على قطاع الموارد المائية بمناسبة اليوم العالمي للمياه بمحطة التطهير ببلدية براقي لتقديم جملة من الإرشادات والتوجيهات للمؤسسات الوطنية والأجنبية العاملة بورشات المشاريع الكبرى للقطاع، منها مؤسسة إنتاج وتوزيع المياه للعاصمة "سيال"، حيث نبّه مسؤوليها إلى ضرورة التركيز على تكوين الإطارات الجزائرية في مجال التسيير مع السهر على إنهاء ورشات تهيئة شبكات توزيع وصرف المياه خاصة تلك الواقعة بالجهة الغربية من العاصمة ضاربا موعد شهر جويلية القادم على أكثر تقدير لتحسين عملية تزويد سكان هذه الضواحي بالمياه الصالحة للشرب 24 ساعة على 24 ساعة، وذلك بعد توفير الموارد المائية للعاصمة إثر دخول محطة "الحامة" لتحلية مياه البحر حيز الاشتغال مع وصول مياه سد تاقصبت بولاية تيزي وزو لتدعيم العاصمة التي تم توفير 40 بالمائة من طلباتها مع انخفاض نسبة تسربات المياه إلى أقل من 20 بالمائة· وحصر وزير القطاع مشاكل توزيع المياه عبر الوطن في عجز المؤسسات الوطنية عن تسيير شبكة توزيع وصرف المياه وهو ما استوجب التوجه نحو الخبرة الأجنبية من خلال العهد بمهمات التسيير لمدة زمنية محددة للمؤسسات الأجنبية المنجزة إلى غاية تحويل الخبرة إلى الإطارات الجزائرية· وبخصوص شح السماء هذه الأيام طمأن الوزير المواطنين بتوفير احتياطي من المياه يسمح بقضاء فصل صيف عاد من ناحية توزيع مياه الشرب ليبقى الإشكال الوحيد يتعلق بالقطاع الفلاحي، حيث ينتظر أن تتساقط كميات إضافية من الأمطار خلال الأيام القليلة القادمة لتدارك العجز في مجال سقي الأراضي الزراعية، في حين كشف ممثل الحكومة عن ارتفاع منسوب مياه سد بني هارون بولاية ميلة إلى 455 مليون متر مكعب وينتظر الشروع في تزويد سكان ولاية قسنطينة بمياه السد مباشرة بعد الانتهاء من ملء سد وادي العثمانية شهر جويلية القادم· وعن التطهير أشار ممثل الحكومة إلى ارتفاع نسبة المياه المعالجة إلى 375 مليون متر مكعب والرقم مرشح للإرتفاع في حدود 2010 لبلوغ 600 مليون متر مكعب وهو ما سيسمح بالحد من المياه الملوثة التي توجه سنويا إلى البحر من دون معالجة· ومن بين المؤسسات المشاركة في العرض التي احتضنته محطة التطهير ببلدية براقي أمس، المؤسسة الفرنسية "سوني وشركائه" التي تمكنت منذ أربعة أشهر من الفوز بعرض انجاز شبكات ومحطات التطهير بكل من ولايات سطيف، برج بوعريريج، سكيكدة وباتنة بقيمة 5 ملايين أورو، حيث يقوم خبراء المؤسسة بدراسة موقع المشاريع الأربعة للشروع في الإنجاز على أن تسلم المشاريع قبل نهاية 2015، ومن جهتها تتوقع المؤسسات الأجنبية التي تشتغل بمدينة الوادي للحد من مشكلة صعود المياه، الانتهاء من أشغال وضع شبكات التطهير وبناء محطات معالجة المياه قبل نهاية سنة 2009، حيث وصل تقدم المشاريع إلى أكثر من 60 بالمائة·