يتهيأ المسرح الوطني الجزائري ''محي الدين بشطارزي'' لاحتضان الدورة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف من الرابع والعشرين ماي إلى السادس من جوان المقبلين، بمشاركة المسرح الوطني، المسارح الجهوية والتعاونيات المسرحية مع تنظيم ملتقى علمي سيناقش النقد المسرحي المعاصر. الملتقى سيخصّص للحديث عن ''النقد المسرحي المعاصر، الإشكاليات الممارسات والتحديات''، وذلك أيام 30 ,29 و31 ماي المقبل تحت مظلة مهرجان المسرح المحترف، وينطلق من واقع محاولة النقد المسرحي مواكبة التطوّر الحاصل على مستوى الممارسة المسرحية، مما أدّى إلى ظهور النقد الانطباعي والتأثّري ومنه النفسي والاجتماعي، والفني والجمالي... فاتّسعت الرؤية النقدية وتناسلت في فضائها جملة من النظريات والمناهج النقدية التي انصهرت في صيرورة الإبداع المسرحي وفي مسار المناهج العلمية إلى جانب مناهج النقد الأدبي والفني. وعلاوة على ما عرفته هذه المناهج من تحوّلات، كانت سليلة ثورة هذا المنهج أوذاك، لأنّه لم يعد يستجيب لتنامي النقد المسرحي باعتباره نقدا مركّبا تتداخل فيه عناصر اللساني والسيميائي والصوتي تداخلا شاملا، أولأنّه لم يعد يلبي حاجة المفاهيم السائدة حول الشعرية الكلاسيكية وبدائلها في الإنتاجية المسرحية الجديدة. وإعادة طرح إشكاليات النقد المسرحي سيفسح المجال واسعا للمهتمين لاستحضار بعض القضايا المتعلّقة بكرونولوجيا التطوّرات التي قلبت مفاهيم النقد عبر العصور، ومقاربة أهمّ الإشكالات التي برزت واضحة في الممارسات النقدية المعاصرة سواء في الغرب، أوفي الوطن العربي، على مستوى الأدوات الإجرائية، وعلى مستوى المفاهيم، وعلى مستوى الاشتغال، وعلى مستويات التجريب القرائي اعتمادا على هذا المنهج أوذاك. وسيتمّ خلال هذا الملتقى مناقشة ثلاثة محاور أساسية هي ''النقد المسرحي ومناهج العلوم الإنسانية''، ''إشكاليات النقد المسرحي المعاصر في الوطن العربي'' وتقديم ''شهادات حول تجارب نقدية خاصة''، وفي هذا الصدد سيتمّ الاقتراب من النقد المسرحي والعلوم الإنسانية، استراتيجية المنهج التاريخي في قراءة المسرح، منهج التحليل النفسي- الاجتماعي وقراءة المسرح، نظريات تلقي المسرح: المنطلقات والأهداف إلى جانب المنهج البنيوي والسيميائي في مواجهة البنية المركبة للعرض المسرحي من بناء الإيقونات، إلى العلامات (تعددية الإرسال: النص، الأداء، الإخراج، التقنيات الفنية) والشعريات الجديدة وقراءة المسرح. وفي محور ''إشكاليات النقد المسرحي المعاصر في الوطن العربي'' سيتمّ مناقشة النقد المسرحي بين حضور المنهج وتجريب الأدوات الإجرائية، النقد المسرحي العربي بين المناهج الغربية والمرجعية الفكرية والفلسفية وتأسيس فعل القراءة، هل يملك النقد المسرحي العربي لغته ورؤيته الخاصة؟، وكذا النقد والتنظير في المسرح العربي، أية علاقة؟ وكمحور ثالث وأخير سيستعرض المشاركون في الملتقى ''شهادات حول تجارب نقدية خاصة'' من خلال الناقد المسرحي العربي يتحدث عن تجربته في النقد المسرحي، المنطلقات وإستراتيجية القراءة: المنهج ورؤية القراءة لتفكيك مكونات العرض المسرحي، التفاعل بين الثقافة العربية ومناهج النقد المسرحي الغربي، وأيضا قراءة أداء الممثل باعتباره القناة الناقلة لخطاب كل من المؤلف والمخرج إلى المتل