"فدائيات'' هو عنوان الفيلم الجديد لشركة الرؤية للإعلام والصحافة بعد فيلمي ''مظاهرات 11ديسمبر ''1960 و''معركة الجزائر''، تم عرضه الشرفي أول أمس بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بحضور المجاهد ياسف سعدي. تضمن الفيلم، العديد من شهادات فدائيات اخترن طريق الكفاح ضد المستعمر الفرنسي، بغية تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في ''الاستقلال''، علاوة على صور وأرشيف متعلق بفدائيات شهيدات سقطن في ميدان الشرف. وركز صانعو الفيلم على نضال واضعات القنابل بالعاصمة اللواتي بلغ عددهن 35 تحت قيادة ياسف سعدي، حسب تصريح هذا الأخير على هامش العرض. كما تم تسليط الضوء بصفة أدق على جهاد الشهيدة حسيبة بن بوعلي التي استشهدت رفقة علي لابوانت وعمر الصغير سنة .1957 وقال سعدي في الفيلم الذي تدوم أحداثه 52 دقيقة، أن حسيبة بن بوعلي كانت جميلة جدا وذكية إلى درجة أنه كان يستعين بفطنتها في التخطيط وتدبير الأعمال الفدائية. مضيفا أنها كانت مثقفة ونبيلة وكانت تهتم كثيرا بمتابعة وتحليل المقالات الصحفية. وجاءت شهادة الفدائية زهرة ظريف بيطاط في نفس السياق، حيث تحدثت في الفيلم بإسهاب عن رفيقتها في النضال، حسيبة بن بوعلي، كما تناولت كذلك المسار النضالي للفدائيات، فقالت أنهن كن واعيات بواقع البلد المرير وبالحياة اليومية الصعبة التي يعيشها الشعب الجزائري. مضيفة أنه لم يكن باستطاعتهن الوقوف ساكتات عن ظلم المستعمر فواجهنه بكل قوة وصرامة. من جهتها، قالت المجاهدة ليلى الطيب، أن الفرنسيين لم يتخيلوا في بداية الأمر، أن النساء الجزائريات اللواتي كانوا يلقبونهن ب''فاطمة''، باستطاعتهن التخلي عن دفء الدار لارتداء لباس النضال جنبا إلى جنب مع الرجل. أما المجاهدة زوليخة بوقدور، فقد أكدت أن الفدائيات لم يخفن الموت وواجهن الواقع بكل شجاعة. في حين بكت لويزة ايغيل احريز، حينما تذكرت كل العذاب الذي نالته من يدي المحتلين وصرخت بصوت قوي: '' لن أسامح من قطع عني النوم منذ ,1957 لن اغفر لهم، لن افعل". كما تم أيضا في الفيلم، عرض صور لفدائيات شهيدات مثل: مسوس فاطمة، وريدة مداد، حاج أحمد زهية ووردية وفاطمة، وغيرهن، حيث أكدت منتجة العمل لامية قاسمي في هذا السياق، على قوة جزائريات اخترن التخلي عن مباهج الحياة لأجل الجزائر. مضيفة أن إنجاز هذا الفيلم استغرق سنتين واعتمد بدرجة كبيرة على الأرشيف الخاص لياسف سعدي. كما كشفت لامية عن تصوير شركة الرؤية للإعلام والصحافة لمذكرات ياسف سعدي، هذا الأخير الذي أكد في هذا النشاط، على تحقيق المجاهدين والشهداء لخمسين بالمائة من استقلال الجزائر، وتبقى الخمسون بالمائة الأخرى بين أدي الشباب. للإشارة، عرف عرض فيلم: ''فدائيات'' انقطاعات عديدة بفعل مشاكل تقنية في الصورة والصوت، كما طغت عليه مشاهد من فيلم معركة الجزائر، وبهذا لم يخرج العمل بالصورة المرضية المنتظرة منه والتي تجعل الجمهور يتأثر بأحداثه بصفة معمقة.