كشف المجاهد ياسف سعدي قائد المنطقة الرابعة أول أمس بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي على هامش عرض الفيلم الوثائقي فدائيات انه بصدد التحضير لجملة من الأعمال الوثائقية حول ثورة التحرير الوطني من بينها فيلم يتناول "المنظمةالخاصة" و آخر عن "مالكة" و هي سيدة جزائرية كانت تؤوي المجاهدين وأضاف على هامش العرض أن 35 امرأة مكلفة بوضع القنابل كانت تحت إدارته خلال توليه قيادة المنطقة الحرة بالعاصمة التي تميزت بأنها مفصلية في مسار العمل الثوري المسلح كما استعرض في شهادته النادرة دور المرأة الجزائرية بفي الدعم المعنوي واللوجيستي لخدمة أغراض الثورة ووقوفها جنبا إلى جنب مع الرجل في الدفاع عن حرمة الوطن . وأكد ياسف سعدي في حديثه عن دور الشهيدة حسيبة بن بوعلي انه كثيرا ما كان يستشيرها في التخطيط و تدبير العمليات الفدائية حيث أن الشهيدة "كانت من بين المثقفات وتمتلك القدرة على التتبع والفطنة وذلك إضافة إلى تكليفها بمتابعة الأخبار عبر الصحف حبث كان يستشيرها بخصوص بعض العمليات إذ كانت تمتاز بفطنة و ذكاء كبيرين" و أضاف ياسف سعدي أن سجل الثورة يزخر بأسماء مجاهدات و شهيدات مجهولات بقين في الظل مضيفا انه لا يمكن حصر الجهاد في بعض الأسماء المتداولة لان في ذلك إجحاف كبير في حق الكثيرات. عرض أول أمس الفيلم الوثائقي "فدائيات" للإعلامية لامية قاسمي و الذي تطرق إلي الدور الهام الذي لعبته المرأة الجزائرية في حرب التحرير الوطني وقد سلط هذا الفيلم الضوء على "حاملات القنابل" في الولاية الرابعة من خلال شهادات حية لفاعلين في العمل الثوري و خصص الفيلم الذي يستغرق 52 دقيقة جزءا مهما للشهيدة حسيبة بن بوعلى التي شاركت في معركة الجزائر واستشهدت فيها إلى جانب علي لابوانت وعمر الصغير سنة 1957. وتجاوز الفيلم البحث في العمل والتوجه النضالي للشهيدة حسيبة بن بوعلي منذ نعومتها بل ثمة غوص في جوانب جديدة من شخصيتها حيث تم تقديم شهادات حية لمن عايشوها عن قرب ومن تقاسموا معها جزءا من مسيرتها و تقاطعت الشهادات على أن الفتاة الجزائرية التي كانت تتميز بالجمال والثراء بحكم انحدارها من عائلة ميسورة امتازت بالتواضع والحس المرهف. وبخصوص الدور الذي لعبته "واضعات القنابل" أكدت شهادات المجاهدات زهرة ظريف و صليحة اوعراب و لويزة اغيل احريز أن استخفاف المعمرين "بالفاطمات" اللاتي لم يستطع أن يرى فيهن أكثر من خادمات سهل لهن الطريق.