أكّد المسؤول السابق في قطاع السينما والسمعي البصري إسماعيل آيت سي سالمي أنّ ما سلّم للتلفزيون الجزائري مؤخرا من أرشيف تاريخي من طرف المعهد الوطني السمعي البصري الفرنسي "إينا" لا يضمّ كل الأرشيف الجزائري وإنّما يضمّ مجموعة الصور التي أنجزتها فرنسا حول الجزائر · كما أوضح ايت سي سالمي خلال مشاركته أوّل أمس في فعاليات اليوم الدراسي الذي نظم حول "السينما والتراث " بقاعة "فرانس فانون" بمركّب رياض الفتح على هامش فعاليات بانوراما السينما، أنّ المعهد الوطني السمعي البصري الفرنسي "اينا" لم يقدّم كلّ يملكه من أرشيف مصوّر خاص بالجزائر، خاصة ما تعلّق بتلك الوثائق التي صوّرت من طرف جزائريين خلال الثورة التحريرية، مضيفا أنّ هذه الهيئة تملك أكثر من مليون ملم من شريط الأفلام حول تاريخ الجزائر · ولدى استعراضه لماضي السينما في الجزائر، أكّد المتحدّث أنّ ما يطرح اليوم من مشاريع لإصلاح هذا القطاع لاسيما على المستوى التشريعي هي نفسها التي كانت تطرح في الماضي ولم تحقّق أيّ نجاح، داعيا بالمقابل إلى نظرة أكثر وضوحا، مؤكّدا أنّ الكثير من الأخطاء في قطاع السينما ارتكبت في السابق لاسيما ما تعلّق بإشكالية الأرشيف وغيرها· في نفس الاتجاه دعا المخرج علي فاتح عيادي إلى التعامل بحذر شديد مع الأرشيف الفيلمي الذي قدّمته "اينا" للتلفزيون الجزائري، مؤكّدا أنّ هذا الأرشيف الذي قدّم "مبتور" ولابدّ أن يضاف إليه أرشيف الجزائر الموجود لدى مركز" أوتر مار" و "أكس أون بروفنس" و"وزارة الخارجية الفرنسية" وكذا "وزارة الدفاع" وهي المؤسّسات الفرنسية التي تستحوذ على كلّ أرشيف الثورة الجزائرية، ويقدّم للمؤرخين الجزائريين حتى يتمكّنوا من تقديم قراءة واضحة للكيفية التي تمّ بها تناول تاريخ الجزائر عبر الصور وكمرحلة أخيرة يقدّم هذا العمل للاستغلال من طرف السينمائيين وذلك تفاديا للتشويه· أمّا ممثلة وزارة الثقافة السيدة فتيحة عاقب فقد استعرضت من جهتها مشاريع وزارة الثقافة في قطاع السينما لاسيما استرجاع 120 قاعة سينما والتي ستساعد - حسبها- على إنعاش صندوق الدعم الذي يتغذى من إيراداتها، إلى جانب قانوني مشروع السينما والفنّان اللذين انتهت عمليتا تحضيرهما وينتظر أن يعرضا على الحكومة، هذا إلى جانب التوقيع على اتفاق الشراكة في الإنتاج السينمائي الذي تمّ مؤخرا بين الجزائروفرنسا، وكذا بعث ثلاثة مهرجانات خاصة بالفن السابع وهي مهرجان الفيلم الامازيغي، مهرجان الفيلم العربي والمهرجان الدولي للسينما بالعاصمة· كما أكّدت المتحدثة أنّ الوزارة تعمل على استعادة نسخ الأفلام الجزائرية الموجودة في الخارج واسترجاع مخبر الأفلام الذي يشرف عليه اليوم التلفزيون، وهو الأمر نفسه الذي أكّده السيد كريم ايت أومزيان مدير المركز الوطني للسينما، معدّدا أهم الخطوات التي حقّقتها هيئته بما فيها استعادة التراث السينمائي الذي تشتّت بعد حلّ مختلف المؤسسات السينمائية العمومية لا سيما العتاد السينمائي الذي وضع اليوم - حسب المتحدث- في متناول المخرجين، علاوة على التراث الفيلمي واستعادة نسخ الأفلام الجزائرية الموجودة بالخارج مع السعي إلى استعادة مخبر الأفلام الذي اعتبره الكثير من المخرجين الذين حضروا الجلسة على غرار يمينة بشير شويخ، دحمان أوزيد، حازورلي وآيت سي سالمي "أمرا فات أوانه لأنّ "هذا المخبر - حسبهم- لم يعد يصلح لشيء بسبب تلف وقدم أجهزته وهو ما يتطلّب إعادة تأهيله بميزانية تضاهي ميزانية إعادة إنشاء مخبر جديد"·