اعتبرت جبهة البوليزاريو أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير حول ملف النزاع الصحراوي ''تجاوز بصعوبة'' المعارضة الفرنسية لإثارة قضية حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية. وقال أحمد بوخاري ممثل جبهة البوليواريو في الأممالمتحدة في حديث نشرته جريدة ''بوبليكو'' الإسبانية أن ''المغرب الذي احتل الصحراء الغربية وخرق القانون الدولي يعتمد اليوم على دعم ومساندة فرنسا البلد الذي يمنحه الحصانة بفضل حق الفيتو داخل مجلس الأمن الدولي'' إلا أن هذا الدعم تلاشى بعض الشيئ يوم 27 أفريل الماضي عندما ''لم يتمكن الدعم الفرنسي الواسع من الاستجابة بالكامل لطموحات المملكة المغربية''. وأعرب بوخاري عن ارتياح الطرف الصحراوي بشأن ذكر موضوع حقوق الإنسان في قرار مجلس الأمن الأخير معتبرا بأنه وبهذه الخطوة ''يتم تجاوز أمر ممنوع''. كما أشار إلى أن الوفد المغربي وبدعم فرنسي مباشر ''لم يستحسن الحديث عن تلك الفقرة المتعلقة بحقوق الإنسان واكتفى بالإشارة إلى الوضعية الإنسانية الواردة ضمن القرارات السابقة''. وكشف ممثل البوليزاريو في الأممالمتحدة بأن هذا التوجه قد تسبب في ''حدوث مواجهة قوية بين الوفد الفرنسي ووفد الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي أدرج الفقرة المتعلقة بمسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية''. وأضاف أنه قد مرت عشرة أيام على الخلاف مما استدعى ذلك الاجتماع على مستوى السفراء مما عكس درجة الخلاف حول هذه النقطة بالتحديد داخل مجلس الأمن الدولي. وتزامن ذلك مع تنديد جبهة البوليزاريو بالقمع الممارس من قبل القوات المغربية ضد المناضلين الصحراويين من أجل حقوق الإنسان داخل المعتقلات المغربية. وفي اجتماع لمجلس الوزراء الصحراوي أكد هذا الأخير أن عمليات القمع التي تمارسها الحكومة المغربية تتجسد من خلال ابتزاز ومضايقات وحتى قتل المواطنين الصحراويين الأبرياء والعزل. وجدد المجلس نداءه إلى المجتمع الدولي من أجل التدخل لحماية المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلة عموما من خلال استحداث آلية أممية مكلفة بالمراقبة والإعلام عن وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. كما طالب المجتمع الدولي ''بممارسة الضغط على الحكومة المغربية لإطلاق السراح الفوري ودون شروط لكافة المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية والكشف عن مصير المفقودين، وتفكيك جدار العار الذي يقسم الصحراء الغربية أرضا وشعبا إلى جزئين''. وكان مواطن صحراوي حاول الأسبوع الماضي الانتحار حرقا بمدينة العيونالمحتلة في خطوة اعتبرتها مصادر صحراوية أنها لا يستبعد أن يكون سببها شعوره بالظلم جراء امتناع السلطات المغربية تسوية أوضاعه المالية والإدارية. وقال مصدر عن وزارة الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية أن الصحراويين المعتصمين أمام ما يسمى بمندوبية وزارة الشغل بمدينة العيونالمحتلة فوجئوا بمحاولة المواطن الصحراوي عبد الله لمغيمظ إحراق نفسه بعد صب البنزين على جزء من جسده. ولم يستبعد المصدر أن يكون وراء إقدام عبد الله لمغيمظ على إحراق نفسه بالشارع العام ''شعوره بالظلم جراء الظروف الاجتماعية المترتبة عن امتناع السلطات المغربية تسوية أوضاعه المالية والإدارية على غرار مئات الصحراويين الذين يواصلون الاعتصام للأسبوع الثالث على التوالي''. وأضاف أنه ومباشرة بعد تمكن المعتصمين من إطفاء النار التي بدأت في الاشتعال'' قامت مختلف أجهزة القمع المغربية بمحاصرة شارع مكةبالعيون ونقل الضحية إلى مستشفى المدينة''. واستنادا إلى إفادة مجموعة من المعتصمين فإن المواطن لمغيمظ سبق وأن تم إقصاؤه كموظف بالمكتب المغربي للماء الصالح للشرب وهو ما جعله يتردد باستمرار على الولاية من أجل إرجاعه للعمل لكن بدون جدوى.