أشرف مساء أول أمس بقصرالثقافة بتلمسان، السيد عبد العزيز الزياني، رئيس ديوان وزارة الثقافة التونسية بمعية مستشار وزيرالثقافة خليدة تومي، السيد نورالدين عثماني، على افتتاح الأيام الثقافية التونسيةبتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية من 22 إلى25 ماي الجاري. استهلّ كلمة الإفتتاح رئيس ديوان وزارة الثقافة التونسية، السيد عبد العزيزالزّياني، بتثمين الحفاوة التي اُسْتُقبل بها الوفد التونسي الشقيق، مؤكداأن ما يجمع تلمسانبالقيروان صلات الأخوة الثقافية والتاريخية الحقيقية. كما قال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: ''رحل الإمام إدريس بن عبد الله بن الحسين في أوائل القرن الثالث من القيروان، ليؤسس لها في البلاد المغربية شقيقةً ألا وهي مدينة تلمسان، وترك لابنه إدريس الأزهر تأسيس مدينة فاس''، كما استعرض السيد عبد العزيز الزياني عمق وأصالة العلاقات الأخوية على امتداد العصور، وأن الثقافة تبقى أفضل السّبل لمزيد توثيق وشائج التعاون بين الجزائروتونس. ومن جانبه، أكد ممثل وزير الثقافة السيدة خليدة تومي، السيد نورالدين عثماني، أنّ حضور تونس يشكل إحدى المحطت الرئيسية الهامة لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية التي تعانق بالمناسبة القيروان، مشيرا في ذات الوقت أن العطاء الثقافي التونسي سيكون أكثر تألقا في ظل التحولات الجذرية التي يعيشها أهلنا في تونس. وبدأ العرس التونسي الثقافي بالشعر أولا، حيث ألقى الشاعر التونسي جمال الصليعي قصيدة تحيّةً منه لتلمسان فقال في مستهلها: ''لنا طائر من رفيق الكلام نضمخ منقاره في صفاء القلوب نسرحه في بساتيننا نبلل جناحيه من عبق الروح حتى يرش على الحاضرين السلام، سلام عليكم يا أهل تلمسان'' ويقول في قصيدته التي عَنونها بتحية قيروانية إلى تلمسان: ''ها وقد ساقك الحنين المرجا فلا يرسل الحنين يجزى أثمرت بذرة المحب جنانا حين شقت إلى تلمسان نهجا'' وقد تميزت سهرة الإفتتاح للأيام الثقافية التونسية بالسهرة الفنية الصوفية التي أحيتها فرقة السلام للمدائح والأذكار ببني خيار، حيث تجاوب معها الجمهور التلمساني الغفير لما تميزت به من أصالة وجمال الصوت وقوته وعذوبة، كمديح المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث بدأت الفرقة بمديح'' باسم الله وبالصلاة على رسول الله وعلى آله الأبرار: قم وامتدح يا صاح وجدد جدد الأفراح سعد السعود لاح بمولد بمولد المختار هو شارق الأنوار بدأنا باسم الله وبالصلاة على رسول الله وآله الأبرار'' كما قدمت الفرقة مديح ''يا مطرب الجلاس قد زال عنك الباس''، وغنت بمدائحها سيرة المصطفى العطرة عليه الصلاة والسلام، حيث استجاب لها الجمهور بالتصفيق وطلب المزيد. وللإشارة، سبق حفل افتتاح الأيام الثقافية التونسية تنظيم معرضين للخط والفنون التشكيلية ومعرض للكتاب حيث تم التعريف، من خلال الخط الكوفي القديم، بالموروث الثقافي الإسلامي الذي تحتفظ به تونس، وقد تميزت المعروضات الخطية عن صور لمصاحف قديمة بمتحف رقادة بالقيروان، وكذامراثي جنائزية، أما الفنون التشكيلية فقد تميزت بعرض لوحات فنية لفنانات وفنانين تونسيّين منهم خالد التركي، آمنة مصمودي، رفيق الكامل، عبد المجيد بن مسعود، ابراهيم الغرابي وغيرهم. أما اليوم الثاني، فقد تميّز بإلقاء محاضرة بعنوان ''ثورة 14 جانفي والإستحقاق الثقافي''، وعرض فيلم سينمائي للمخرج محمود بن محمود بعنوان ''وجد''، وفيلم ''بابا عزيز'' لناصر خمير وعرض مسرحية ''رسالة إلى أمي ''لصالح بن يوسف الفالح، إلى جانب محاضرة حول الخط العربي وعرض فيلمين وثائقين ومحاضرة حول ملامح الثقافة والإبداع بتونس، وقد احتضن هذه النشاطات الثقافية قصر الثقافة بتلمسان.