ستوقع اليوم الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية بروتوكول تعاون وشراكة يقضي بإنشاء قطب أمريكي للأبحاث والصناعات الصيدلانية والبيوتكنولوجي في الجزائر، ويندرج الاتفاق ضمن المسعى الأمريكي الرامي إلى تحويل الجزائر إلى قطب استراتيجي في هذا المجال في إفريقيا والشرق الأوسط على غرار سنغافورة بآسيا وايرلندا بأوروبا وكذا إقحام الجزائر ضمن قائمة العشر المنتجين الأوائل في مجال الصيدلة وذلك في آفاق ,2015 فيما سيحدد الطرف الجزائري الموقع الذي سيحتضن شركات البحث والإنتاج الأمريكية والمرجح أن يكون بسيدي عبد الله. وقد كشف فوروم الصحة الجزائري- الأمريكي الذي ينظم لأول مرة أن جميع الظروف والعوامل اجتمعت لدى الجانب الأمريكي لاختيار الجزائر لتكون اكبر قطب للأبحاث والصناعة الصيدلانية بإفريقيا والشرق الأوسط خاصة منها الأمنية وكذا القوانين والتسهيلات الخاصة بالاستثمار والتي شجعت تسعة أقطاب معروفة للصناعة الصيدلانية الأمريكية على اختيار الجزائر لاحتضان هذا المشروع الأكبر من نوعه والهام من حيث نقل التكنولوجيا وفتح مناصب شغل لفئة الجامعيين. وسيحضر حفل التوقيع على برتوكول التعاون الذي سيتوج أشغال فوروم الصحة الجزائري الأمريكي ممثلون عن تسع شركات أمريكية في مجال البحث والصناعات الصيدلانية إلى جانب وزراء كل من قطاع التكوين المهني، الصحة وكذا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار وسيشكل الاتفاق التزاما جادا من الطرف الأمريكي بتجسيد مشروع القطب الصيدلاني شرط أن تسارع السلطات الجزائرية إلى تحديد الموقع الذي سيحتضن هذا القطب الذي سيجمع نحو عشر شركات أمريكية للبحث والإنتاج البيوتكنولوجي والصيدلاني إلى جانب مخابر بحث وجامعات أمريكية تماما كما هو بالنسبة لسنغافورة التي حققت الريادة في هذا المجال بفضل هذا القطب. وبهذا الاتفاق أيضا ستستفيد الجزائر من الاستثمارات الأمريكية في مجال البحث والإنتاج الصحي، علما أن الولاياتالمتحدة تنفق سنويا أزيد من 100 مليار دولار في مجال البحث سيكون للجزائر نصيب وفير فيها إلى جانب استفادتها المباشرة في تكوين الجامعيين والصيادلة ونقل التكنولوجيا والخبرة الأمريكية في مجال البيوتكنولوجيا الرامية إلى تطوير قطاع الصحة. ولم تتردد السلطات الجزائرية في قبول عرض الأمريكيين في إنشاء قطب للبحث والصناعة الصيدلانية وهو ما أكده وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد مصطفى بن مرادي الذي رحب بالمبادرة الأمريكية التي جاءت تتمة لسلسلة الزيارات التي تقوم بها وفود أمريكية من رجال أعمال ومستثمرين مند الشهر الماضي. وقال السيد بن مرادي لدى إشرافه أمس رفقة وزيري الصحة والسكان والتعليم والتكوين المهنيين أن المسعى الأمريكي يندرج ضمن السياسات التي سطرتها الحكومة الجزائرية والرامي أساسا إلى تقليص فاتورة استيراد الأدوية والتجهيزات الصيدلانية والتي تفوق قيمتها 8,1 مليار اورو وهو ما يعادل 5,2 مليار دولار وبالتالي تحقيق بلادنا لاكتفاء ذاتي في الإنتاج وتغطية ما يفوق ال70 بالمائة من احتياجاتها في آفاق ,2014 علما أن الإنتاج الوطني الحالي لا يغطي سوى 30 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية وهي نسبة ضعيفة جدا. من جهته ركز وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس على وضعية قطاع الصحة ببلادنا والاستراتيجية الحكومية الرامية إلى تطوير القطاع من جهة وتلبية متطلبات السكان وتأمين تغطية صحية لازمة بحيث توفر الجزائر لكل مواطن الحق في الصحة والتأمين والضمان الاجتماعي وهو نابع من اهتمام الدولة في ترقية الصحة وتأمينها لجميع المواطنين وهي الحقيقة التي وقف عندها الأمريكيون الذين ترددوا قليلا من جانب القوانين والتشريعات لكنهم في النهاية اقتنعوا أنها ليست معرقلة كما كانوا يظنون وبإمكانهم إقامة شراكات مع مؤسسات عمومية ومع القطاع الخاص. للإشارة تعد الولاياتالمتحدةالأمريكية الزبون الثاني للجزائر في مجال استيراد الأدوية بعد فرنسا وتسعى أمريكا إلى اعتلاء المرتبة الأولى خاصة وأنها الرائدة عالميا في مجال الإنتاج والبحث الصيدلاني وهو ما دفع بوزارة التعليم العالي إلى إسال دفعة من الباحثين الجزائريين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مطلع سبتمبر القادم في عملية هي الأولى من نوعها بالنسبة للقطاع حسب ما أكده الوزير.