إنتاج الطاقة الهجينة ابتداء من جانفي 2011 وتسوقها في 2014 تزايد الطلب الداخلي على الكهرباء ومخطط وطني لاستثمار 46 مليار دولار أمريكي «ميركل» و«برليسكوني» بالجزائر في 2011 وإسبانيا وبريطانيا تبحثان عن موعد زيارة قريب ألمانيا تفوز ب «ديزارتيك»، أمريكا واليابان تطوران الطاقات الشمسية بالجنوبوفرنسا خارج «اللعبة» بعد سنوات طويلة من التفكير لإيجاد تصور لمستقبل جزائر ما بعد البترول، وقفت الحكومة عند خيار تبني إستراتيجية وطنية لتطوير الطاقات البديلة والنظيفة في مقدمتها إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية وقورة الرياح، لتتطور الفكرة فيما بعد لإنشاء أكبر قاعدة طاقوية في العالم لإنتاج الكهرباء الهجينة عن طريق المزج بين طاقة الشمس والغاز باستعمال تقنية حديثة ستستعمل لأول مرة في هذا المشروع الضخم الذي ستحتضنه الصحراء الجزائرية. وفي هذا الإطار، أشتد قلق الدول الكبرى وازدادت مخاوفهم عقب إعلان الجزائروألمانيا تعاونهما في مجال الطاقة الشمسية من خلال إنجاز أكبر مشروع طاقوي في العالم من حيث القدرة والتكلفة المالية، من شأنه جعل الجزائر قوة عالمية وسيدة مواقف باعتبار أن هذا النوع من الطاقة سيكون غذاء الصناعة العالمية بعد نحو عشر سنوات. فمباشرة بعد إعلان الرئيس «بوتفليقة» عن مشروع "القرن" ب "برلين" سارعت البلدان الصناعية الكبرى بالتقرب من الجزائر وحجز مواعيد زيارات لمسؤولي هذه الدول قصد الظفر بحصة من برنامج الحكومة الرامي إلى تطوير الطاقة الشمسية بالجنوبالجزائري، وقد اتضحت عدة مشاريع في الأفق مع كل من اليابان، أمريكا، ايطاليا، بريطانيا وروسيا وعدة دول أخرى قطعت أشواطا متقدمة في سبيل التوصل إلى اتفاق نهائي مع الجزائر، فيما تبقى حكومة «باريس» خارج "اللعبة" بسبب المشاكل السياسية التي أثرت على العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ويتمثل الهدف الرئيسي للسياسة الجديدة في تحضير الاقتصاد الوطني لعهد ما بعد النفط، هذا الأخير الذي تشكل عائداته 98 بالمائة من موارد الخزينة العمومية باعتبار أن الجزائر واحدة من أهم منتجي المحروقات. ومع تزايد الطلب الداخلي على الطاقة الكهربائية خلال السنوات الأخيرة وتوقع الشركة الوطنية للكهرباء والغاز «سونلغاز» أن هذا النمو في عامل الطلب سيستمر مستقبلا وسيتضاعف ليصل معدلات قياسية، أبرمت الحكومة اتفاقات تعاون في مجال الطاقة البديلة مع عدد من البلدان في مقدمتها فرنسا، الولاياتالمتحدة، البرازيل، روسيا، الصين وألمانيا، إلا أن هذه المساعي لم تأتي بثمارها لا سيما وأن مشكل الطاقة الكهربائية لا يزال عائقا كبيرا بالجنوبالجزائري وبعض مدن الهضاب العليا، التي لم تصل نسبة التغطية بها الآفاق المسطرة في ظل إلحاح المواطنين على ضرورة معاجلة هذا الملف في أوقات قياسية وضمان تزويد الخدمة والقضاء على مشكل انقطاع التيار خاصة بالولايات الصحراوية أثناء فصل الصيف التي تصل فيها درجات الحرارة إلى غاية 60 درجة مئوية. كما تحاول الخطة الجديدة الحفاظ على مركز الجزائر كمزود أساسي لأوروبا بالطاقة الحالي، لتدعمه مستقبلا بمنتوج الكهرباء من الطاقة النظيفة، ففي 2007 تم تشييد محطة للطاقة الهجينة تستخدم الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي لإنتاج 180 ميغاوات من الكهرباء بولاية أدرار التي ستدخل حيز الخدمة في جانفي 2011، إلى جانب وضع مخطط لتوليد الكهرباء انطلاقًا من الطاقة الشمسية في الصحراء بقدرة 150 ميغاوات، لتصنع الجزائر في المستقبل القريب «التوربينات» الغازية الخاصة بها وبناء محطات للطاقة بالاعتماد على الشركات الوطنية. 2011.. موعد انطلاق بناء اقتصاد بديل قدم مسؤولون سامين في شركات يابانية رائدة في مجال الطاقات المتجددة على غرار «ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة» و«توشيبا كوربورايشن» خلال ملتقى جمع إطارات وجامعيين جزائريين فضلا عن 20 خبيرا يابانيا، خبراتهم وتجاربهم حول المهارات التكنولوجية اليابانية في إنتاج الطاقات المتجددة انطلاقا من أشعة الشمس لا سيما أحد المشاريع الطموحة لإنتاج الطاقة من مادة السيلسيوم. وأعرب عدد من الخبراء اليابانيين نهاية الأسبوع عن اهتمامهم الكبير بالسوق الجزائرية، فقد أكد مسؤول سامي في مركز التعاون الياباني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا «تاكاشي أويا» أن الاهتمام الذي توليه بلاده للسوق الجزائرية بالنظر لما تتوفر فيها من تحفيز وتوفر للإمكانيات المالية، فضلا عن طاقاتها الهامة في ميدان الموارد الطبيعية لاسيما الشمسية والغاز الطبيعي، وهو ما يجعل الجزائرواليابان تفكران في تطوير تعاونهما أكثر في ميدان الطاقات المتجددة. وكشف أعضاء الوفد الياباني أن هذه الزيارة تعد الأولى لهم إلى الجزائر من أجل محاولة إقامة شراكات مع مؤسسات وجامعات وطنية في ميدان الطاقات الخضراء، ومن بين التكنولوجيات الهامة التي تم عرضها إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية بواسطة الغاز الطبيعي عوض الماء حاليا، كما تم إعطاء توضيحات وشروحات عن المهارات العلمية اليابانية في الجزائر. وبدأ التعاون الجزائريالياباني في مجال الطاقات المتجددة خلال التوقيع في شهر أوت المنصرم على اتفاق حول مشروع جد طموح يتمثل في «مشروع الصحراء للطاقة الشمسية» وستنطلق أولى عمليات إنجاز هذا المشروع الممول في حدود 5 ملايين دولار أمريكي من قبل اليابان ابتداء من شهر جانفي 2011. ويتعلق الأمر بإنشاء مصنع نموذجي في الجزائر لإنتاج مادة السيلسيوم المستعمل في صناعة ألواح الخلايا الشمسية، التي يعتبرها خبراء الطاقات البيئية إحدى أهم البدائل لمشاريع أخرى قدمت في ميدان الطاقات النظيفة. تصدير فائض كهرباء «ديزرتيك» بعد خمس سنوات أوضح المحلل الاقتصادي «بشير مصيطفى» أن الجزائر أبدت ليونة خلال شهر ديسمبر الجاري للانخراط في مشروع «ديزرتيك» لتزويد أوروبا بالطاقة الشمسية والرياح بعدما تم الاتفاق على أرضية قائمة على شراكة حقيقية مبنية على مبدأ الاندماج الصناعي وليس فقط نقل الطاقة سواء كانت القديمة والمتجددة، مضيفا أن الجزائر تسعى من خلال المخطط الوطني القائم حاليا على نسبة 5 بالمائة على بلوغ نسبة 20 بالمائة في مجال توليد الطاقة الشمسية لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة تصديرها، حيث دعت ألمانيا إلى التعجيل في بعث الأسس الأولى للمشروع قصد استيرادها للكمية الأولى من الكهرباء بعد حوالي خمس سنوات. وأبرز المحلل الاقتصادي التفاؤل الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا للانطلاق في مشروع «ديزرتيك» خاصة بعد النية الإيجابية التي أبدتها الأطراف المهمة للمشاركة في هذا المشروع من دول جنوب المتوسط وخاصة الجزائر التي تعد المحور الأساسي إلى جانب استعداد الطرف الألماني إلى تحويل التكنولوجيا إلى منطقة جنوب المتوسط. ومن أسباب تعطل إنجاز مشروع «ديزرتيك» الذي أعيد إحياؤه بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيس الإتحاد من أجل المتوسط في سنة 2009، أرجع المتحدث ذلك إلى أسباب فنية تتعلق بالتكلفة الباهظة للمشروع، حيث تقدر تكلفة إنجازه ب 560 مليار دولار أي ما يوازي 400 مليار أورو إلى جانب أنه يحوي تكنولوجيا جد متطورة تتمثل في استخدام محركات ذات جودة عالية، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الجزائر لا تملك هذه التكنولوجيا ولذلك يبقى الانطلاق الفعلي في تجسيد هذا المشروع مرهونا بمدى قدرة الطرف الأوروبي على تمكين الجزائر من حيازة هذه التكنولوجيا، كما أن الجزائر لا تمتلك حاليا مزايا تنافسية في مجال الطاقات المتجددة، وعليه أوضح المحلل الاقتصادي أنه قد تم إدراج المخطط الوطني ضمن المنظومة الطاقوية أو ما يسمى بالطاقة الهجينة القائمة على المزاوجة بين الغاز والشمس إلى جانب الرياح وكذا المياه وهو ما ستعمل الجزائر على تطوير مساعيها ونسبة مساهمتها في استغلال الطاقة الشمسية . وفي معرض حديثه عن إمكانية نجاح هذا المشروع أبرز «مصيطفى» أنه ليس من السهل تطبيق هذا المشروع الذي لا يعد مشروع الغد، وإنما يتطلب تنفيذه قرابة 40 سنة أي خلال سنة 2050 نظرا للتكنولوجيا العالية التي يجب على الجزائر أن تتمكن من حيازتها وكذا إحسان التفاوض مع أوروبا على قاعدة تقاسم المنافع للانخراط في مسعى الشراكة على أساس تحقيق الأمن الطاقوي بين ضفتي المتوسط في مجال الطاقة البديلة. «ميركل» بالجزائر خلال 2011 للتوقيع على مشروع «ديزرتيك» علمت "الأيام" من مصادر مؤكدة أن رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» قد اتفق مع المستشارة الألمانية «إنجيلا ميركل» على عقد عدد من الجلسات واللقاءات بين مسؤولين جزائريين وألمان خلال السنة المقبلة 2011، أبرزهم اللقاء الذي سيجمع مجددا بينهما لضبط النقاط الرئيسية لمشروع «ديزرتيك» خلال زيارتها للبلاد وتوقيعها للعقد الأولي للمشروع ذاته. وأشارت مصادر "الأيام" أن المستشارة الألمانية ستحل في زيارة عمل للجزائر تدوم أربعة أيام لمناقشة كافة المواضيع ذات الصلة بمشروع «ديزرتيك» الطاقوي الذي تعول عليه "برلين" لتحقيق الريادة الأوروبية في ضمان مصادر التموين الطاقوي من الصحراء الجزائرية وبعض دول الساحل الإفريقي. وأوضح المصدر الذي أوردنا بالخبر أن الرئيس «بوتفليقة» طرح الكثير من المشاكل التي تعرقل تجسيد المشروع وتلقى وعودا من الطرف الألماني بمحالة القضاء على كل ما قد يعترض الفكرة قبل الزيارة التي ستشرع فيها «ميركل» للجزائر خلال النصف الثاني من السنة المقبلة، كما سيتم ضبط النقاط الرئيسية للفكرة خلال الزيارات المتبادلة التي ستقودها وفود حكومية ألمانية للجزائر ووفود جزائرية لألمانيا. وحسب المصادر ذاتها، فقد تطرق الرئيس «بوتفليقة» لأهم وأول عائق سياسي يرهن هذا المشروع الضخم الذي تزيد تكلفته عن 560 مليار دولار أمريكي، يتمثل في استغلال أراضي الجمهورية العربية الصحراوية في المشروع من قبل المملكة المغربية، مثلما حدث في وقت سابق حين أبرم المغرب اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي يتعلق بالصيد وتزويد القارة الأوروبية بالثروة السمكية انطلاقا من السواحل الصحراوية. كما تضمنت الشروط الأولية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة لألمانيا الشهر الجاري، التركيز على تأهيل الموارد البشرية الجزائرية وضمان تكوين شامل في مختلف التكنولوجيات الحديثة التي ستستعمل في هذا المشروع الأول من نوعه والوحيد على الصعيد الدولي، فضلا عن المساهمة الجزائرية بقدر كاف وفق ما تنص عليه أحكام التشريع الجزائري في مجال الاستثمار الصادرة بقانون المالية التكميلي لسنة 2009 وكذا قانون المالية لسنة 2010. ألمانيا تربح شراكة هامة مع الجزائر على حساب روسيا وإيطاليا وكانت "الأيام" قد انفردت بالإعلان عن موافقة الحكومة الجزائرية عن المشروع الألماني "ديزرتيك" وإبلاغ "برلين" عن طريق الوزيرة المنتدبة للاقتصاد والمنشآت والنقل والتكنولوجيا لمنطقة "بافيير" بجنوبألمانيا "كاتجا هيسل" التي قامت بزيارة للجزائر يومي 15 و16 سبتمبر الماضي، مرفوقة بوفد اقتصادي هام. فقد سارعت ألمانيا بإجراء عدة لقاءات مع مسؤولين سامين بالجزائر وضمان الموافقة الأولية ل "مشروع القرن العالمي" قبيل زيارة الرئيس الروسي «دميتري مدفيديف»، كما تم برمجة زيارة الرئيس "بوتفليقة" إلى "برلين" الشهر الجاري لتسبق بذلك موعد لقاء رئيس الجمهورية برئيس الوزراء الإيطالي "سلفيو برليسكوني" في ليبيا. هذا وقد أثار تصريح وزير الطاقة والمناجم «يوسف يوسفي» المتعلق بنية الجزائر في إنجاز مدينة طاقوية تعتمد على الطاقة الشمسية 100 بالمائة، مخاوف أوروبا، لاسيما وأن الغموض كان يحوم حول مشروع "ديزرتيك" الذي يعتبر الحل الوحيد أمام أوروبا لمواجهة الأزمة الطاقوية خلال ال 50 سنة المقبلة، حيث طالب الاتحاد الأوروبي ألمانيا بضرورة إيجاد حلول سريعة وعدم إلغاء هذا المشروع الضخم الذي تزد قيمته عن 400 مليار أورو. وكان مفوض الطاقة الأوروبي «جونتر اوتينجر» قد أكد أن أوروبا ستستورد أول كميات من الطاقة الكهربائية الشمسية من شمال إفريقيا في غضون السنوات الخمس المقبلة، وذلك في إطار سياسة دعمها لمشاريع تحويل أشعة الشمس الوفيرة في الصحراء الكبرى إلى طاقة كهربائية توجه نحو القارة العجوز، مشيرا إلى أن بعض النماذج التي تبدأ الإنتاج في الخمس سنوات القادمة ستجلب الطاقة الكهربائية إلى السوق الأوروبية، معتبرا في السياق ذاته، أن هذه الخطة يعول قصد تحقيق الهدف المسطر والمتمثل في تزويد قرابة ال 20 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة من المصادر المتجددة بحلول عام 2020. وذكر المسؤول ذاته إن هذه الكمية ستأتي من مشاريع تجريبية صغيرة، ولكن كمية الكهرباء سترتفع إلى آلاف الميغاوات، حينما تدخل المشاريع الكبرى بما فيها مشروع ال 400 مليار أورو نظام الطاقة الشمسية الصحراوي «ديزرتيك» الذي سيقام بصحراء الجزائر بالشراكة مع شركات الطاقة الألمانية، فهو يعد بكامله رؤية مستقبلية للسنوات ال 40 القادمة مع استثمار مئات المليارات من الأورو فيه، حيث يحتاج إلى دمج أكبر نسبة من مصادر الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية وطاقة الرياح قدرا من الوقت . وذكر «اوتينجر» إنه من المرجح أن تشمل مساعدات الاتحاد الأوروبي تنسيق علاقات الشركاء، وتحديث التشريعات للسماح للكهرباء المستوردة بالتحرك عبر الحدود الأوروبية، وتمويل دراسات الجدوى. ويهدف مشروع «ديزرتيك» الجزائري-الألماني إلى إقامة محطات شمسية عملاقة في الصحراء الجزائرية مع إمكانية تمديدها لكل منطقة الصحراء الكبرى لإفريقيا، وذلك لاستخراج طاقة نظيفة من أجل إرسالها إلى أوروبا ما قد يمكن القارة العجوز من تغطية قرابة 15 بالمائة من احتياجاتها الطاقوية في آفاق 2015. ومن المتوقع أن ينجز هذا المشروع الشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك" بالشراكة مع مجمعات طاقوية ألمانية على غرار "مونشنر روك" و"سيمنس"، مع مساهمة البنك الألماني في الجانب التمويلي للمشروع. يذكر أن مشروع "ديزرتيك" لا يحول ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء، وإنما يعكس هذا الضوء بواسطة مرايا على مستقبلات خاصة، تمرر عبر أنابيب خاصة لامتصاص هذا الضوء كما تقوم مادة زيتية خاصة تعمل بضوء الشمس على تسخينه إلى حوالي 400 درجة مئوية، ليسير الزيت الساخن في ناقلات حرارية حتى يتكون بخار، يقوم بدوره بتشغيل التوربين وينتج خلالها الكهرباء.