صدر هذا الكتاب عن منشورات ''بونة للبحوث والدراسات'' في عنابة بالجزائر، بالتعاون مع وزارة الثقافة في إطار ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011م''، من تأليف الدكتور سعد بوفلاقة. ويضمّ كتاب ''أوراق تلمسانية'' مجموعة من الدراسات، والأبحاث تتعلّق بتاريخ مدينة تلمسان، ومعالمها، وأعلامها، وفيما جاء في مقدّمة الكتاب ''بلغت تلمسان في عهد دولة بني عبد الواد الزيانية، أوجّ ازدهارها العلمي والأدبي، ويكفي أن نذكر أسماء قليلة لامعة من أعلام هذه المرحلة، أمثال ابن خميس التلمساني، ومحمد بن يوسف القيسي المعروف بالثغري التلمساني، وأبي عبد الله محمد التلالسي، وأبي حمّو الثاني الأمير الشاعر، والإمام أبي زيد عبد الرحمن، وأخيه أبي موسى عيسى، وغيرهم، لنعلم أبعاد النهضة الثقافية والأدبية التي صنعتها تلمسان في تلك الفترة، فكان شاعر تلمسان يحنّ في غربته إليها، كابن خميس، ولم تكن تلمسان حاضرة في قلوب وعيون شعراء تلمسان فحسب، بل كانت حاضرة حتى في قلوب وعيون غير التلمسانيين من شعراء، سواء كانوا مغاربة أو مشارقة، أمثال لسان الدين بن الخطيب الأندلسي، والأمير عبد القادر الجزائري، ومفدي زكريا صاحب الإلياذة، وقيصر مصطفى اللبناني وسواهم''. وبمناسبة إعلان ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة (1432ه/ 2011م)'' ومساهمة من المؤلّف في إحياء تراثنا الجزائري المغربي العربي الإسلامي، أرتأى أن يشارك في هذا الاحتفال التلمساني الجزائري الإسلامي بهذه الأوراق التلمسانية التي جمعها من مصادر ومراجع مختلفة، وهي تحتوي على مدخل وأربعة فصول، وملاحق. فأّما المدخل، فعنونه بمعطيات، وجعله للحديث عن فكرة إنشاء العواصم الثقافية، برنامج عواصم الثقافة العربية، برنامج عواصم الثقافة الإسلامية، مفهوم الثقافة، مفهوم الحضارة، وكذا الفرق بين الثقافة والحضارة. وتحدّث في الفصل الأوّل عن ''مدينة تلمسان، تاريخها ومعالمها، وجعل الفصل الثاني ل''تلمسان في عيون الشعراء''، وخصّص الفصل الثالث ل''تلمسان في عيون الرحّالة والجغرافيين''، وتعلّق الفصل الرابع ببعض أعلام تلمسان. أمّا الملاحق، فالملحق الأول عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بتلمسان في عصر دولة بني زيان، وأمّا الملحق الثاني، فيتعلّق بهجرة الأندلسيين إلى تلمسان، والملحق الثالث يتمثّل في حصار يوسف بن يعقوب المريني لتلمسان، ويتميّز هذا الكتاب إذاً، بتقديم معلومات مفيدة عن تلمسان ومعالمها وأعلامها. والمؤلف كاتب وباحث، ومن المهتمين بالدراسات الأدبية، فقد ألّف ما يزيد عن خمسة عشر كتاباً، نذكر منها ''النرجسية في شعر نزار قباني ودراسات أخرى''،'' الشعر النسوي الأندلسي، أغراضه وخصائصه الفنية''، ''في سيمياء الشعر العربي القديم ودراسات أخرى''، ''دراسات في الأدب الجاهلي''. إلى جانب ''شعر النساء في صدر الإسلام والعصر الأموي''، ''شعر الصحابة، دراسة موضوعية فنية''، ''الشعريات العربية (المفاهيم والأنواع والأنماط)''، ''دراسات في أدب المغرب العربي''، وكذا ''ولادة بنت المستكفي، الأميرة الشاعرة''، و''ليلى الأخيلية، أميرة شاعرات العرب''.