أشار الروائي الجزائري ياسمينة خضراء إلى أنّ موضوع روايته القادمة ''المعادلة الأفريقية'' التي ستصدر قريبا، خلافا لرواياته السابقة، فإنّه في هذه الرواية يتقمّص لأوّل مرة شخصية أوروبي يسعى نحو الآخر الأفريقي، بغرض التعرّف على حقيقته بعيدا عن الأفكار المسبقة الناتجة عن الجهل، وقال ''فعلت ذلك بعد ما سعيت في روايات سابقة لدعوة المسلمين والعرب للقيام بالشيء نفسه، ضمن منظور بيداغوجي من شأنه تقريب الثقافات والحضارات من بعضها البعض، من أجل عالم متنوّع وتعدّدي وغير نمطي". وأوضح في حوار لجريدة ''الشرق الأوسط''، ''إنّ روايتي لا تقصد رجال السياسة الذين لا يشكّلون هما في حياتي، خلافا للناس البسطاء القريبين مني بحكم مشاركتهم الهواجس والإنشغالات الإنسانية التي جسّدتها في كلّ أعمالي الروائية''، وأضاف أنّ هؤلاء يجدون أنفسهم في مقاربته الفكرية والأخلاقية والأدبية و''سيحبون روايتي الجديدة التي دعوت فيها البطل الألماني إلى اكتشاف الفلسفة الأفريقية وقدرتها على إغناء الإنسانية، الأمر الذي يسهم في وضع حد لصدام الذهنيات وليس الحضارات كما يقول صمويل هنتغتون". وعن سؤال حول روايته الأخيرة ''نظرة المشرّدين'' هل تعدّ استراحة محارب مقارنة بالروايات السابقة التي أكسبته شهرة كبيرة بسبب تناوله قضايا العنف، قال الروائي الجزائري أنه كان دائما متأثّرا بالمشرّدين وسبق له أن تناولهم في رواية ''الجهة الأخرى للمدينة'' عام 1988 وعودته إلى هذا الموضوع تدلّ على ''استمرار تعاطفه'' مع هذه الفئة ''المغبونة'' التي تعدّ كما أوضح ''مرجعية أساسية في مسار ذاكرته الأدبية في آن واحد". وبخصوص ربط موضوع الرواية ''نظرة المشردين'' بذاكرة ياسمينة خضراء، الشخصية التي تعود إلى طفولته العسكرية بانتمائه إلى مدرسة أشبال الثورة في سنّ التاسعة قال ''إنّ اليتيم المشرّد الذي جعلت منه بطلا في روايتي الأخيرة جزء من ذاكرتي الشخصية المرادفة ليتامى الثورة الذين كانوا شهود عيان على اغتيال آبائهم وحرق قراهم وتشريد واختفاء أقربائهم''، وأضاف ''بهذا المعنى أستطيع القول إنّني عشت بترا روحيا مكّنني من أن أتحوّل إلى ولي أمر كلّ يتامى العالم الذين حرموا من طفولة عادية''. وفي سياق آخر، اعتبر خضرة أنّ المشروع الغربي في ليبيا ''لا يتماشى مع مبدأ التحرّر الفعلي لأنّ تدخّل الناتو غير مقبول''، وقال ياسمينة خضراء أنّ ''مبرّر حتمية تنحية القذافي بدعوة حماية شعبه غير مقنع أيضا، والغرب الذي يبكي على الشعب الليبي اليوم هو نفسه الذي سكت على القذافي لعقود''. وأضاف في ردّه على سؤال حول رأيه كمثقف، أنّه تحدّث كثيرا عن الانتفاضات العربية وليس الثورات كما قال وعن الغرب الذي يعطي دروسا في الديمقراطية، وأنّه يفرّق بين غرب الشعوب ''الرائع'' وغرب التمذهب ''الأيديولوجي''، مؤكدا أنّ هذا الأخير ''سياسي'' ولا يعمل خارج روح المناورات والدسائس والمؤامرات والسعي المرضي نحو المصالح، في ظل توجه قائم على النفاق والكذب والمكيافيلية.