دافع وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح أمس، عن الإنجازات المحققة في إطار الإصلاحات الاقتصادية التي تعرفها البلاد وعزز طرحه بأرقام تؤكد التقدم المسجل منذ سنة 1999، كما رافع في كلمة ألقاها خلال اليوم الثاني من أشغال المؤتمر ال11 للاتحاد العام للعمال الجزائريين لصالح الدور الذي تقوم به النقابة على الساحة الوطنية وقال: "إن من يعتقد أن النقابة ضعيفة فهو واهم"· وانتقد وزير العمل المشككين في الأرقام المقدمة من طرف الحكومة فيما يخص التشغيل ومحاربة البطالة ونسبة النمو الاقتصادي واعتبر أن ملاحظاتهم لم تكن في محلها كونها لم لم تستند إلى حقيقة الوضع الاقتصادي في البلاد، وأشار إلى أن المجهودات المبذولة في اطار محاربة البطالة سمحت بتقليص النسبة من 29 بالمئة سنة 1999 إلى 11.8 بالمئة السنة الماضية، ويرجع ذلك إلى تحقيق نسبة نمو خارج المحروقات قدرت ب6.5 بالمئة· وأضاف أن التحول الذي عرفته القطاعات خارج المحروقات خاصة قطاعات البناء والأشغال العمومية والاتصالات هو الذي مكن من التحكم أكثر في نسبة البطالة كون قطاع المحروقات لا يشغل سوى 2 بالمئة من الكتلة الشغيلة· وفي سياق متصل تحدث وزير العمل عن الإنجازات المحققة منذ سنة 1999 في مجال التشغيل ومعالجة المشاكل الاجتماعية للعمال، وبعد أن ذكر بالإنجاز الأخير المتعلق باعتماد قانون الوظيف العمومي الذي يمكن رئيس مصلحة مثلا من زيادة صافية في الأجر تقدر بأكثر من 14744 دينار، قال أن القطاع الاقتصادي هو الآخر عرف استقرار رغم مسار الخوصصة الذي يشتكي منه العمال، موضحا أن مسألة الحفاظ على مناصب الشغل كانت الأساس في التنازل عن المؤسسات العمومية للخواص أو في اطار الشراكة وأن قرابة 30 ألف عامل فقط فقدوا مناصب عملهم منذ سنة 1999 إلى غاية العام الماضي في القطاع الاقتصادي وهذا الرقم بعيد جدا عن 400 ألف منصب التي فقدت منذ 1995 إلى 1999 · كما عرف ملف الأجور المتأخرة تسوية تدريجية حيث تكفلت الحكومة بدفع أجور 243 ألف عامل كلفت الخزينة العمومية أكثر من 19 مليار دينار· واغتنم الوزير في خطابه أمام المشاركين في المؤتمر ال11 للمركزية النقابية الفرصة لتوجيه رسائل "شكر" للنقابيين عن الدور الذي يؤدونه إلى جانب الحكومة في ضمان "الهدنة الاجتماعية" ولم يعتبر ذلك ضعفا من النقابة بل وعيا بما يجب فعله خدمة لمصالح الوطن وقال:"إن من يعتقد أن النقابة ضعيفة ودورها في الميدان تراجع فهو واهم فهي قوية وتستعمل قوتها في خدمة البلاد"· وهذا التصريح "التزكية" ورسالة "العرفان" للنقابيين جاءت كرد صريح على النقابات المستقلة التي تطالب الحكومة بالتفاوض معها بدل المركزية النقابية بحجة تراجع قوتها في الميدان وكذا ضعف تمثيلها في المؤسسات العمومية والخاصة· ولما سئل السيد لوح عن تغييب الحكومة للنقابات المستقلة في الحوار، أكد أنه "لا يوجد نقابة مستقلة وغير مستقلة بل يوجد قانون يحدد كيفية اعتماد نقابة"، وأضاف أن الحكومة فتحت أبواب الحوار أمام كل النقابات سواء في قطاع التعليم العالي أو التربية الوطنية أو قطاعات أخرى، معتبرا أن" الاتحاد العام للعمال الجزائريين الأكثر تمثيلا على المستوى الوطني"· وعن إشراك المركزية النقابية في اجتماع الثلاثية دون النقابات الأخرى أوضح أن الجزائر لا يمكنها أن تخرج عن القواعد المتعارف عليها دوليا حيث أن النقاش في الملفات الكبرى يقتصر على النقابات الأكثر تمثيلا فقط مثل المركزية النقابية التي لديها تمثيل في القطاعات الاقتصادية والوظيف العمومي·وفيما يخص نظام التقاعد أوضح السيد لوح، أن وزارته منكبة على إعداد إصلاحات ستناقش مع الشركاء الاجتماعيين بهدف "المحافظة على منظومة التقاعد"، معتبرا إنشاء الصندوق الوطني للتقاعد "مكسبا" لكل العمال الجزائريين ويضمن ديمومة نظام التقاعد ومبدأ التوزيع· وحول إعداد القانون الجديد للعمل أشار إلى أن مسودة المشروع تعرف وضع "اللمسات الأخيرة حيث لم يبق سوى الصياغة ما قبل النهائية مع الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين"، مضيفا أن الخطوط العريضة لهذا المشروع تعتمد خاصة على تكييف تشريع العمل مع الظروف الاجتماعية· وأوضح السيد لوح في هذا السياق، أن القانون الجديد سيتضمن قواعد وإجراءات جديدة تهدف لملء الفراغات التي لوحظت في القانون الحالي للعمل خاصة فيما يتعلق بمحاربة العمل غير الرسمي وعمل الأطفال، كما سيتم إدراج"مرونة" أكثر على عقود العمل وذلك لتمكين المؤسسات الاقتصادية التي تنشط في السوق الوطنية من مواجهة المنافسة الخارجية·