افتتحت، أمس، بالجزائر، الندوة السادسة لحوار الشباب العربي حول قضايا المرأة بحضور 13 دولة عربية عضو في منظمة المرأة العربية التي تولت الجزائر رئاستها منذ مارس الماضي ولمدة عامين. ويهدف اللقاء الذي يدوم إلى غاية 9 جويلية الجاري بحث سبل النهوض بالمرأة العربية من خلال التعرف على آراء الشباب العربي حول المسألة باعتباره يمثل 70 بالمائة من إجمالي سكان المنطقة العربية. وحضر حفل الافتتاح كل من وزير التضامن الوطني والأسرة السيد سعيد بركات والوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة السيدة نوارة سعدية جعفر والقائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية السيد نورالدين بن براهم والمديرة العامة لمنظمة المرأة العربية ودودة بدران إضافة إلى منسق الحوار العربي العربي المعتز بالله عبد الفتاح. وأكدت السيدة نوارة سعدية جعفر أن الندوة ''تدخل في إطار البرنامج المعد من طرف الوزارة ومنظمة المرأة العربية بغرض إقحام الشباب وإدراج آرائهم في الرؤية المستقبلية لبرنامج المنظمة في كافة المجالات ذات الصلة بالمرأة''. من جانبه ذكر وزير التضامن الوطني والأسرة بأن الندوة تنعقد ''في ظروف خاصة يمر بها الوطن العربي''، وأشار إلى أهمية فتح أبواب الحوار مع فئة الشباب التي تمثل المستقبل، لكنه ألح عليهم بعدم التأثر بالأفكار الخارجة عن إطار ''قيمنا''، ودعاهم إلى حسن استخدام تكنولوجيات الاتصال الحديثة لاسيما الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. أما القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية فتحدث عن آلية الحوار كضرورة لإنتاج أفكار جديدة، ولأن العالم عموما والوطن العربي خصوصا يعيش على وقع حراك جديد فإنه ذكر بأن الشباب هو المحرك الأساسي للتغيرات الحاصلة، ومن هنا رافع لصالح إرساء الحوار كمضاد للعنف، كما دعا إلى إرساء ''شراكة'' بين الشباب والسلطات العمومية. وعادت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية للحديث عن أهمية برنامج حوار الشباب الذي شرعت فيه المنظمة التي يوجد مقرها بالقاهرة منذ ,2005 حيث اعترفت بأنه لم يكن هناك أي تخطيط لبلورة برنامج كامل للشباب لكن نتائج الحوار أكدت أهمية الاستثمار في هذه الشريحة والاستماع لها وتشجيعها على طرح رؤاها. وعبر منسق الحوار العربي - العربي عن اقتناعه بأن المستقبل يصنع ''في قاعات الحوار''، مشيرا إلى أن شباب اليوم لايمكن بأي حال من الأحوال عزله عن العالم الخارجي ولم يتردد في القول بأن ''شباب الفيسبوك في مصر هو الذي أزال النظام السابق''، لذا ركز على أهمية فتح مجالات الحوار لدى هذه الفئة بالذات. كما اعتبر أن النهوض بالمرأة يعني النهوض بالأسرة وبالتالي المجتمع ككل، مشددا على أهمية إشراك المرأة في المجال التنموي. وهي النقطة بالذات التي ركزت عليها الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة التي اعترفت بوجود نقائص كبيرة في هذا المجال على مستوى الوطن العربي رغم المجهودات المبذولة لاسيما في مجال تعليم الفتيات وصحة المرأة. وأوضحت أن النقص يسجل خصوصا في مجال إشراك المرأة في التنمية الاقتصادية، حيث لاتتجاوز نسبة الموجودات في سوق العمل ال33 بالمائة، وكذا في مشاركتها بالحياة السياسية التي لاتمثل سوى 10 بالمائة في البلدان العربية بينما تتجاوز ال50 بالمائة في بعض البلدان الإفريقية، مع إشارتها إلى أن 18 بالمائة فقط من نساء العالم ممثلات في البرلمانات وهو مايعني أن النقص موجود حتى في البلدان المتقدمة. ولم تتردد الوزيرة في القول بأن النضال من أجل إرساء حقوق المرأة مازال ''صعبا'' على المستوى الثقافي بسبب الذهنيات التي مازالت رائجة في المجتمعات العربية والتي تضع المرأة دائما خلف الرجل، ولذا تم التركيز على الحوار مع الشباب باعتباره يمثل المستقبل والغد، وتغيير رؤيته لدور المرأة يعني تغيير رؤية 70 بالمائة من المجتمع العربي. للإشارة حضر الندوة شباب وشابات من 13 بلدا عربيا عضوا في المنظمة العربية فيما غاب ثلاثة هم ليبيا -بسبب تجميد عضويتها في الجامعة العربية- ومصر -بسبب أوضاعها الداخلية- إضافة الى الإمارات العربية المتحدة، حسب ما أوضحته رئيسة المديرة العامة للمنظمة.