الهلال الأحمر الجزائري يمنح 2.5 مليون دولار لنظيره الفلسطيني تم أمس، بالجزائر العاصمة، تسليم صك بنكي بقيمة 2.5 مليون دولار من الهلال الأحمر الجزائري إلى نظيره الفلسطيني، في إطار سياسة المساندة والتضامن التي تلتزم بها الجزائر تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق تضامنا مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على عزة أواخر سنة .2008 وقد سلم الصك المالي الذي يعادل قرابة 180 مليون دينار رئيس الهلال الأحمر الجزائري السيد حاج حمو بن زقير لنظيره الفلسطيني السيد يونس الخطيب، وهذا بحضور سفير دولة فلسطينبالجزائر ومنظمات وجمعيات وطنية تعمل بالتنسيق مع مؤسسة الهلال الأحمر ونواب من البرلمان. وأكد السيد بن زقير على هامش حفل تسليم هذه الهبة المالية بالنادي الثقافي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية بشارع الشهداء أن هذا الدعم المالي الذي تم جمعه من تبرعات المحسنين الذين تقدموا بها منذ جانفي 2009 لدعم ضحايا القصف الإسرائيلي الهمجي والموجه خصيصا للشعب الفلسطيني الشقيق يعكس بصدق الموقف الراسخ والثابت للجزائر شعبا وحكومة الداعم للقضية الفلسطينية والذي يرافع من أجل اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، موضحا أن هذه الهبة جاءت في ظرف متميز يشهده قطاع غزة جراء تواصل الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين، الأمر الذي منعهم حتى من مستلزمات الحياة والأدوية والرعاية الطبية، حيث سيتكفل بواسطتها الهلال الأحمر الفلسطيني بتلبية الحاجيات الضرورية للفلسطينيين لاسيما الأطفال والنساء والشيوخ من خلال إمدادهم باللوازم الضرورية كالغذاء واللباس والدواء. وأضاف أن محتوى هذا الصك المالي تم إيداعه في ثلاثة حسابات على مستوى البريد والقرض الشعبي الجزائري برخصة خاصة بأمر من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، موضحا أن القيمة المالية الإجمالية لهذا الصك تبقى مرشحة للارتفاع بالنظر للمساهمة المتواصلة للمواطنين والمؤسسات الخيرية. وقال بن زقير في هذا الشأن إن الإخوة الفلسطينيين سيعملون على استعمال هذا المبلغ في الأغراض الطبية بدرجة أكبر بالنظر إلى النقص الفادح في التكفل الطبي بأمراض مستعصية على غرا الكلى بسبب تضييق الحصار وغلق معبر رفح الحدودي البري الأمر الذي فاقم معاناة الفلسطينيين. وبخصوص المساعدات الإنسانية التي أطرتها مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري، قال إنها مرّت عبر ثلاث مراحل عرفت إرسال أطباء وعتاد وتجهيزات طبية ومواد غذائية علاوة على تخصيص طائرة خاصة معبأة بالدم المتبرع به في هذا الإطار. كما تجسدت هذه المساعدات كذلك في إرسال أخصائيين نفسانيين إلى قطاع غزة بغية الوقوف عند حجم الصدمة النفسية لاسيما لدى الأطفال جرّاء هول القصف. وقال مسؤول الهلال الأحمر الجزائري إن الحسابات التي وضعت تحت تصرف المتبرعين تبقى مفتوحة بهدف إعطاء فرصة التبرع للجميع، مضيفا أن ما تبقى في هذه الحسابات والذي يقدر ب92 مليون دينار سيخصص لتزويد مستشفى الأمراض الخاصة التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة خان يونس بالمستلزمات الطبية الحديثة. ومن جهة أخرى، كشف السيد بن زقير عن مشروع كفالة الطفل الفلسطيني ابن الشهيد والأسير، انطلق مؤخرا، تساهم فيه الأسر الجزائرية من خلال اختيار طفل فلسطيني تتكفل بمصاريفه الشهرية، حيث يحول له سنويا مبلغ 105 آلاف دينار ما يعادل 10 ألاف دينار شهريا. ويتجسد هذا المشروع من خلال ملء استمارة خاصة حول معلومات الطفل الفلسطيني المكفول والظروف التي يحياها. وبدوره، نوّه رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني السيد يونس الخطيب بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها الجزائر تضامنا مع الشعب الفلسطيني، مشيدا بالتسهيلات الكبيرة وغير المسبوقة التي قدمتها في هذا الإطار لفائدة ضحايا القصف الهمجي لغزة. وقال إن جزءا من هذه المساعدات سيخصص لإعادة بناء مستشفى القدس بالقطاع الذي استهدفته صواريخ إسرائيل. كما حيّا سفير دولة فلسطينبالجزائر السيد حسين عبد الخالق هذه المبادرة معتبرا إياها امتدادا للموقف الصامد والمشرف للقضية الفلسطينية الذي دأبت الجزائر على تأكيده منذ ثورة الفاتح نوفمبر .1954 وتم في الأخير تبادل الهدايا بين الهلالين الجزائريوالفلسطيني عرفانا للجهود التي يبذلانها في خدمة التضامن والإنسانية.