عبقت زهرة بديعة في عالم فنون الخط بمعرض فن الخط للمسلمين الصينيين باللغة العربية بقصر الثقافة ''إمامة'' بتلمسان، فزكت بعطرها جوهرة الجزائر كلها، وأنارت الآيات والأحاديث والحكم المكتوبة قناديل الإيمان، راقت نسائمها الجمهور التلمساني الوافد بغزارة على المعرض. اختارت الصين لمشاركتها في الأسبوع الثقافي الصيني بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، أن تستهل برنامجها بمعرض فن الخط العربي لبعض من الخطاطين الصينيين المسلمين، إذ يعد فن الخط العربي عند هؤلاء زهرة بديعة في عالم فنون الخط الصيني ويدمج مفهوم الثقافة الصينية ومهارات الخط الصيني التقليدي خلال عملية الإبداع الفني، وقد أضحى بأساليبه المتنوعة وتغيراته الرائعة ثمرة التبادل الثقافي الصيني-العربي. يقول الخطاط محمد يوسف إن الخط العربي من أروع الفنون وأن الخط الصيني ينحدر من حضارة ممتازة، وعلى اعتباره صينيا مسلما أكد أن معظم لوحاته تظم آيات قرآنية وأحاديث نبوية بالإضافة إلى الأقوال المستقاة من حكمة الشعب الصيني، حيث يرى محمد يوسف أن الحكمة الصينية قريبة جدا من الحكمة الإسلامية التي تدعو إلى الاعتدال وطلب العلم والشرف وفعل الخير والتواضع وغيرها من القيم السامية. واستوعب فن خط المسلمين الصينيين باللغة العربية تقنيات خط اللغة الصينية التي تضم الريشة والحبر والورق والخاتم والتزيين، كما اقتبس أيضا طريقة توزيع الخط الصيني وتخطيطه خلال عملية التعبير الفني محققا بذلك التناغم بين المضمون والشكل ما جعله غذاء معنويا لا غنى عنه في الحياة الفنية والثقافية للمسلمين الصينيين وقدم إسهامات كبيرة في إثراء مضامين الثقافة الصينية التقليدية. ويضم المعرض أكثر من خمسين قطعة من أعمال الخط وحفر الأختام لكل من تشن كون المدعو محمد يوسف وجمال الدين وغيرهم من مشاهير الخطاطين الصينيين المسلمين المعاصرين، وتشمل محتويات أعمالهم الآيات القرآنية والحديث النبوي والأمثال والحكم العربية والأشعار والأمثال الصينية التقليدية، وتتخذ هذه الأعمال أشكالا فنية عديدة تعد مألوفة في الخط الصيني مثل اللوحة الوسطى واللفيفة والأفقية وواجهة المروحة واللفيفة العمودية وغيرها. وقد حافظت على قواعد ومغزى الخط العربي بينما عكست خصائص الخط الصيني وسحره، وبالتالي فقد أظهر هذا الخط العربي بأسلوبه الصيني أهم ميزة يتحلى بها وهي الدمج بين الثقافتين الصينية والعربية كما أظهر أيضا تأثيراته البصرية الفريدة وسحره الفني الرائع. وتوافد جمهور غفير على المعرض لإشباع فضولهم من خلال الإطلاع على أهم أعمال الخطاطين الصينيين المسلمين المعاصرين والتعرف على الخصائص الفريدة لفن خط المسلمين والمعاني الرائعة التي تنطوي عليها أعمالهم. من جهته، كشف المستشار الإعلامي والثقافي بسفارة الصين الشعبية، السيد تشيو تشيزي، عن ثقة الصين التامة بأنه بفضل الجهود المشتركة من قبل وزارتي الثقافة الصينية والجزائرية سيسهم هذا المعرض في تعميق معرفة الشعب الجزائري وشعوب المناطق الإسلامية الأخرى في العالم لحياة المسلمين الصينيين المتناغمة والمستقرة وحياتهم الثقافية الثرية، كما سيسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الصين والبلدان الإسلامية. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك