حمل بعض المواطنين وكذا المسؤولين ببعض مصالح البلدية حالة الفوضى والإهمال وقلة النظافة التي تعاني منها بعض الحدائق العمومية على غرار حديقة صوفيا وحديقة بيروت وحديقة الصنوبر... إلى كونها مساحات خضراء تشرف على تسييرها مؤسسة تسيير الحدائق العمومية لولاية الجزائر ''اوديفال''، الأمر الذي دفع ''بالمساء'' إلى الاتصال بيعقوب كمال، رئيس قسم المساحات الخضراء لمؤسسة ''أوديفال'' بغية الاستفسار حول بعض النقائص التي تعرفها بعض الحدائق ولتصحيح بعض المفاهيم. بمجرد أن طرحنا السؤال حول حالة الفوضى وقلة النظافة التي تعرفها بعض الحدائق بالعاصمة حتى أوقفنا يعقوب كمال رئيس قسم المساحات الخضراء بالمؤسسة ورد قائلا ''اعتقد أنه أن الأوان من أجل تصحيح جملة من الاعتقادات الخاطئة حول مؤسسة ''اوديفال''، مشيراً في سياق حديثه إلى أن كل ما يحدث بالحدائق لا تتحمّله المؤسسة وحدها بحكم أنها مكلفة بالتسيير فقط، ومن ناحية أخرى اعتبر المواطن الذي وجدت هذه الحدائق من أجل راحته المتسبب الرئيسي فيما تعانيه بعض الحدائق بالدرجة الأولى. وقال المتحدث ''ينبغي أن يعرف كل مواطن أن مؤسسة ''اوديفال'' هي مؤسسة عمومية تابعة لولاية الجزائر مهمتها تنحصر في الإشراف على تسيير المساحات الخضراء التي تدخل في برنامج عملها الذي تعدّه في كل سنة، ما يعني أنه ليس كل ما هو حديقة تابع للمؤسسة، وعلى العموم يقول ''نعمل على مستوى المقاطعات الإدارية لكل من الدارالبيضاء والحراش وسيدي امحمد، وباب الوادي، وبوزريعة، وشراقة، وبئر مراد رايس، إذ يشرف على تنفيذ البرنامج فوج عمل مكون من 1300 عامل. وبالحديث عن البرنامج، يقول يعقوب كمال ''نعمل كمؤسسة على مستوى 28 بلدية، حيث نعدّ بطاقة فنية لكل مساحة خضراء تابعة لنا بغية تطويرها والقضاء على النقائص الموجودة بها، وفي هذا الموضوع تحديدا ينبغي أن يعرف كل مواطن يزور الحديقة أن كل ما يتعلق بالجانب الأخضر كتقليم الأشجار وغرس الأزهار نعتني به على مستوى كل الحدائق التابعة لنا بصورة يومية ودورية، ولا اعتقد أن هذا هو الإشكال المطروح حول الحدائق، وإنما الإشكال يطرح فيما يخص الإنارة العمومية والنظافة، وإعادة تجديد المقاعد''. وفي هذا الخصوص، يقول المتحدث ''أرغب في أن أصحح بعض المفاهيم الخاطئة، فمؤسسة ''اوديفال'' ليست مؤسسة اقتصادية أو تجارية وإنما هي مؤسسة عمومية تنتظر الدعم المادي من ولاية الجزائر من أجل تهيئة الحدائق فيما يخص الجانب التقني ولأن هذه الأمور تتطلب ضرورة مراعاة بعض الإجراءات القانونية، الأمر الذي يفسر التأخر في العناية ببعض الحدائق، ومع هذا يمكننا القول أن بعض الحدائق الموجودة على مستوى العاصمة كحديقة بيروت وحديقة صوفيا حازت على الأموال اللازمة من أجل الشروع في إعادة تهيئة بعض مرافقها على غرار الأرضية والمقاعد والإنارة''. وفيما يتعلق بالنظافة، أكّد المتحدث أن العمال التابعين للمؤسسة يعملون بصورة دورية من أجل الإبقاء على الحديقة نظيفة بدليل تنصيب أعوان نظافة ببعض الحدائق تتمثل مهمتهم الرئيسية في إكساب الزائر للحديقة ثقافة بيئية من خلال منعه من رمي بقايا طعامه بالحديقة ومنع الأطفال من قطع النباتات ومع الزائرين أيضا من النوم أو الجلوس على النباتات، إلاّ أن هذا العمل يظل غير كافي -يقول المتحدث- على اعتبار أن إمكانيات المؤسسة لا تسمح لها بوضع أعوان حراسة بكل الحدائق هذا من ناحية، كما أن الحدائق تعدّ فضاء مفتوحا لكل المواطنين وبالتالي لا يمكن منع أي زائر من الدخول إليها مهما كانت صفته أو منعه من اقتلاع النباتات إن أراد وقد حدث بالفعل أن تعرض بعض الأعوان للاعتداء عند التدخل لمنع بعض التصرفات المضرة بالحديقة''. وحول عدد الحدائق التي أدرجت في برنامج عمل المؤسسة لسنة 2011 وتنتظر التجسيد على أرض الواقع، قال ذات المصدر إنها تقدر ب11 حديقة حازت على اعتماداتها المالية ويضيف ''تعدّ الحدائق الواقعة بالعاصمة كحديقة بيروت وحديقة صوفيا وحديقة الساعة من أكثر الحدائق عرضة للتخريب رغم الجهود التي يبذلها موظفونا في سبيل الإبقاء عليها نظيفة وآمنة، إلا أن ما يحدث هو غياب الحس البيئي وكثرة المتشردين والمتسوّلين من رواد الليل إلى مثل هذه الحدائق ما جعلها محط تخريب، الأمر الذي دفع بنا -يضيف- إلى وضع بعض الحراس المرفقين بكلاب حراسة من أجل منع زوار الليل من تخريب هذه الحدائق، خاصة ما يتعلق بالإنارة، فمثلا حديقة الساعة على مستوى العاصمة قمنا بإعادة تجديد الإنارة العمومية بها وقد تطلبت منا ميزانية كبيرة لهذا الغرض جعلنا بها حراس مدعمين بكلاب لتخويف المنحرفين. وأخيرا، وجّه يعقوب كمال رسالة إلى كل مواطنين مفادها أنه منذ 2004 إلى غاية اليوم هناك زيادة بالمساحات الخضراء على مستوى العاصمة بحوالي 192 بالمائة، وهي في تزايد مستمر من أجل هذا ينبغي احترام الحدائق العمومية والتحلي بروح المسؤولية كون أن هذه الأخيرة تعد فضاء مفتوحا لكل راغب في الراحة-.