لم يبق من جمال حديقة "صوفيا" بقلب العاصمة إلا القليل ولم يعد وجهها كسابق عهدها يعرف حركة للمرتادين إلا القليل من المسنين والأزواج وكذا المتشردين، وهو الوضع الذي صارت عليه الحديقة لأزيد من سبع سنوات، حسب شهادات القائمين عليها الذين ينتظرون من مصالح مؤسسة "أوديفال" لتطوير المساحات الخضراء الإهتمام بهذا الفضاء الإستجمامي. عندما تدخل حديقة "صوفيا" التابعة لبلدية الجزائرالوسطى والمحاذية لشارع زيغود يوسف، تقابلك مشاهد منفرة قد تجعلك تصرف النظر عن المكان ولا تحاول الولوج إليه، فقد استقرت بالقرب من بوابة الحديقة إحدى العائلات واتخذت من المكان مأوى لها منذ عقدين من الزمن حسب أحد العاملين بالحديقة الذي ذكر لنا أنهم عجزوا عن إزالة مثل هذه المظاهر بهذا الفضاء العمومي، مشيرا أن مصالح بلدية الجزائرالوسطى وكل السلطات المعنية على علم بذلك لكنها لم تحل المشكل إلى حد الآن، يلقى محدثنا باللوم على مرتادي الحديقة الذين لا يحترمون قواعد النظافة، فنجدهم يجلبون معهم مختلف المأكولات المعلبة ويحولون المكان يوميا إلى مفرغة حقيقية، يجد إزاءها عمال النظافة صعوبة في تطهيرها. من جانب آخر ذكر لنا عامل آخر بأن العديد من أشجار المطاط المسنة والتي تعود إلى العهد الإستعماري جفت منذ سنوات عروقها وذبلت أوراقها ولم يبق منها إلا هياكل شاحبة، مما جعل العمال يطالبون بتجديدها بأشجار يانعة، فالزائرالذي كان يجد الظلال الوافرة تحت هذه الأشجارلم يعد لها أثر ليزيد ذلك مشهدا منفرا، مما جعل بعض المسنين والأزواج يلوذون بالفرار نحو ما بقي من الأشجارالتي لم تطلها يد العناية، وفي هذا الإطار يطالب عمال الحديقة من مصالح أوديفال الإسراع في تجديد الأشجار حتى يعود للمكان جماله وفائدته. ويذكر أحد المواطنين الذي وجدناه يتصفح جريدة يومية وجالسا على كرسي غرانيتي، أن حديقة صوفيا كانت قبل عشر سنوات أكثر جاذبية، لما توفره من راحة للزوار وحتى المارة الذين يجتازون شارع زيغود يوسف، فالزهور الفواحة وخدمات الإطعام والمشروبات كات تصنع نكهة مميزة للحديقة، فكانت الحركة دؤوبة بالمكان، أما اليوم يضيف محدثنا فإن المطعم والمقهى مغلقان منذ سنوات مما جعل بعض الزوار يعزفون عن ارتياد هذا الفضاء لكن في المقابل أشارأحد العاملين با لحديقة أن المطعم الذي تم اغلاقه منذ سبع سنوات من طرف والي ولاية الجزائر كان يجلب العديد من المتاعب لعمال الحديقة، إذ لا يتورع الزوار من إفساد النباتات وسرقة الزهور وتلويث المساحات الخضراء بمختلف النفايات خاصة بقايا الأطعمة والمعلبات المقتناة من المطعم المذكور، لكن مصدرنا ذهب إلى القول بأن ثقافة المحافظة على المحيط التي لم تترسخ بعد في بعض الأذهان صارت ترمي بظلالها على العديد من الحدائق الأخرى كالتي توجد قبالة البريد المركزي التي يتخذها المتشردون و"عديموالمأوى" مرقدا لهم ليلا ولا يغادرونها إلا بتدخل أعوان الأمن، وأوضح عمال من مؤسسة أوديفال أن تخليص الحدائق العمومية من مظاهر الإهمال والفوضى صار ضروريا وواجبا حضريًا، خاصة بعاصمة البلاد أو"الجزائرالبيضاء" كما تسمى ولن تكون كذلك إلا بتنسيق الجهود مع مختلف الجهات المسؤولة.